منع انتشار أمني "كثيف جداً" في العاصمة العراقية بغداد، صباح 2 تشرين الأول/أكتوبر، تجمعاً لمتظاهرين سلميين وفرّقهم بطلقات الرصاص الحي، بعد ساعات قليلة من وعد الرئيس العراقي برهم صالح بتلبية مطالب المحتجين السلميين وإعلان الحكومة بدء التحقيق في الاعتداءات التي رافقت تظاهرات 1 تشرين الأول/أكتوبر في بغداد وعدة محافظات.
و
أكدت وكالة أنباء الإعلام العراقي (واع) تفرقة المحتجين في الباب الشرقي ووسط العاصمة بغداد بإطلاق الرصاص الحي صوبهم إثر خروجهم لليوم الثاني على التوالي في احتجاجات ضد الفساد وتردي الخدمات.
وإثر إطلاق قوات الأمن سيلاً من الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع تجاه المحتجين في اليوم الأول للتظاهرات،
توفي 3 متظاهرين وأصيب 65، وفق (واع).
الرئيس يعد
و
كتب الرئيس صالح في تغريدة عبر حسابه في تويتر، في ساعة متقدمة من ليل 1 تشرين الأول/أكتوبر: "أؤكد على ضبط النفس واحترام القانون. أبناؤنا شباب العراق يتطلعون إلى الإصلاح وفرص العمل، واجبنا تلبية هذه الاستحقاقات المشروعة".
وشدد على أن: "التظاهر السلمي حقٌ دستوري مكفولٌ للمواطنين.أبناؤنا في القوات الأمنية مكلفون حماية حقوق المواطنين، والحفاظ على الأمن العام"، متمنياً "الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى".
العفو الدولية تطلب ضبط النفس
من جهتها،
أكدت منظمة العفو الدولية أنها تتابع "الاحتجاجات الدائرة حالياً في بغداد حيث أفاد شهود عيان من المجتمع المدني باندلاع مواجهات مع قوات الأمن، أدت إلى إصابة العشرات ومقتل ثلاثة بحسب مصادر إعلامية".
وطالبت المنظمة الحقوقية الدولية "السلطات (العراقية) بضبط النفس واحترام حرية التعبير عن الرأي والتجمع وعدم استخدام الأسلحة النارية والعنف المفرط".
و
كانت المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق قد أعربت، مساء 1 تشرين الأول/أكتوبر، عن "قلقها البالغ وأسفها الشديد لقيام القوات الأمنية باعتقال 11 متظاهراً في محافظة البصرة و 30 في محافظة واسط، علاوةً على إطلاق قوات مكافحة الشغب العيارات النارية الحية والغازات المسيلة للدموع والمياه الحارة تجاه المتظاهرين وقيام قسم من المتظاهرين برمي القوات الأمنية بالحجارة، وهذا ما أدى إلى إصابة المئات من المتظاهرين والقوات الأمنية".
بعد ساعات من سقوط قتلى وجرحى في التظاهرات، الرئيس العراقي يعد بتلبية مطالب المتظاهرين، فيما تعهد رئيس الحكومة ببدء تحقيق في الأحداث، لكن اللافت أن الرصاص الحي أطلق في الهواء صباح 2 أكتوبر لتفريق المحتجين السلميين
الحكومة ووعد التحقيق
ومع انتهاء اليوم الأول من التظاهرات،
أكد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، في بيان حكومي، فتح تحقيق "فوري" في الأحداث التي شهدتها العاصمة بغداد وعدة محافظات عراقية، داعياً إلى "التهدئة" و"تفويت الفرصة على المتربصين بالعراق وشعبه".
وأوضح عبد المهدي: "لا نفرق بين المتظاهرين الذين يمارسون حقهم الدستوري في التظاهر السلمي وبين قواتنا الأمنية الذين يؤدون واجبهم بحفظ أمن المتظاهرين وأمن الوطن"، مردفاً "لكننا نميز بوضوح بين ضحايانا سواء من المتظاهرين السلميين أو قواتنا الأمنية البطلة التي تحميهم، وبين المعتدين غير السلميين الذين رفعوا شعارات يعاقب عليها القانون تهدد النظام العام والسلم الأهلي وتسببوا عمداً بسقوط ضحايا من المتظاهرين الأبرياء ومن قواتنا الأمنية".
عبد المهدي "يتحمل" المسؤولية
في هذا الإطار،
انتقد عضو مجلس النواب العراقي هوشيار عبدالله، في 2 تشرين الأول/أكتوبر، بشدة استخدام العنف من قبل عناصر محسوبة على الأمن العراقي تجاه المتظاهرين في بغداد وبقية المحافظات.
وطالب عبد الله بضرورة فتح القيادات الأمنية تحقيقاً في القضية وإعلان نتائجه ومحاسبة من اعتدوا على المتظاهرين الذين أكد أنهم "كانوا سلميين طالبوا بحقوقهم المشروعة".
واعتبر أن "حكومة عادل عبد المهدي لن تبقى لها مشروعية بدون هذا التحقيق"، وأن استخدام الغاز المسيل للدموع بكثافة والرصاص الحي ضد المتظاهرين "تصعيد خطير واستهانة بأرواح الناس".
و
حمل حزب الحل العراقي أيضاً عبد المهدي المسؤولية عن الاستخدام المفرط للقوة تجاه المتظاهرين العراقيين.
في حين
أكدت كتلة "النهج الوطني" البرلمانية رفضها التام "استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين أو الاعتداء على القوات الأمنية وتعكير العلاقة بينهما"، داعيةً "جميع الأطراف لضبط النفس وتجنب التصعيد الذي يراهن عليه العدو المشترك".
كما طالبت "الحكومة بالاستماع والتجاوب مع المطالب المشروعة من تحسين الخدمات ومعالجة البطالة وتوفير الفرص المتكافئة وإيجاد الحلول الجادة للمشاكل الضاغطة على المواطن العراقي، وحث المتظاهرين على الحفاظ على سلمية الاحتجاج والمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة".
و
دعا رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم إلى عقد جلسة طارئة لمجلس النواب لبحث تداعيات التظاهرات، مشيراً إلى أن "استخدام العنف المفرط في تفريق المتظاهرين أمر مستنكر وغير مقبول، وما حصل من إجراءات لتفريق التظاهرات أدى إلى سقوط عدد من الضحايا في صفوف المتظاهرين والقوات الأمنية. هذا كله بحاجة إلى وقفة جادة ومراجعة عاجلة".
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومينمقال أكثر من رائع. قمة الإبداع والرقي. شكرا.
Salim Abdali -
منذ 3 أياماتابع يومياتك الأليمة، وشكرا يا شاعر لنقلك هذه الصور التي رغم الالام التي تحملها، الا انها شهادات تفضح غياب الضمير الانساني!
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامماذا لو أن النبي بداية منذ أواخر سنواته الشريفات وحتى اليوم كان محروماً من حقوقه في أمته مثلما أن المرأة قد حرمت حقوقها وأكثر؟ وأنه قد تم إيداعه "معنوياً" في غرفة مقفلة وأن كل من تصدر باسمه نشر فكره الخاص باسمه بداية من أول يوم مات فيه النبي محمد؟ إن سبب عدم وجود أجوبة هو انحصار الرؤية في تاريخ ومذهب أو بالأحرى "تدين" واحد. توسيع الرؤيا يقع بالعين على مظلومية محمد النبي والانسان الحقيقي ومشروعه الانساني. وجعل القرءان الدستور الذي يرد اليه كل شيء والاطلاع إلى سيرة أهل البيت بدون المزايدات ولا التنقصات والتحيزات يرتفع بالانسان من ضحالة القوقعة المذهبية إلى جعل الإنسان يضع الكون كاملاً والخليقة أمام عينيه ولا يجعله يعشق التحكم في الآخر.
إن وصف القرءان للنساء بأنهم نساء منذ طفولتهن بعكس الرجال الذين هم بنين ثم يصيرون رجالاً هو وصف بأن المرأة منذ الصغر تولد أقرب بكثير للتقوى الذي هو النضج وكف العدوان بينما للرجل رحلة طويلة في سبيل التقوى التي هي كف العدوان وليس فقط تدوير المسبحات في الأيدي.
مشروع محمد لم يكتمل لأن "رفاقه" نظروا له على أنه ملك ويجب وراثته والتعامل مع تراثه كملك. أما الذين فهموا مشروعه وكانوا أبواب المشروع الانساني فقد تم قتلهم وتشريدهم وفي أحسن الاحوال عزلهم السياسي والثقافي حتى قال الإمام علي أنه يرى تراثه نهباً أي منهوب.
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 5 أياماوجدتي أدلة كثيرة للدفاع عن الشر وتبيانه على انه الوجه الاخر للخير لكن أين الأدلة انه فطري؟ في المثل الاخير الذي أوردته مثلا تم اختزال الشخصيات ببضع معايير اجتماعية تربط عادة بالخير أو بالشر من دون الولوج في الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والمستوى التعليمي والثقافي والخبرات الحياتية والأحداث المهمة المؤسسة للشخصيات المذكورة لذلك الحكم من خلال تلك المعايير سطحي ولا يبرهن النقطة الأساسية في المقال.
وبالنسبة ليهوذا هناك تناقض في الطرح. اذا كان شخصية في قصة خيالية فلماذا نأخذ تفصيل انتحاره كحقيقة. ربما كان ضحية وربما كان شريرا حتى العظم ولم ينتحر إنما جاء انتحاره لحثنا على نبذ الخيانة. لا ندري...
الفكرة المفضلة عندي من هذا المقال هي تعريف الخير كرفض للشر حتى لو تسنى للشخص فعل الشر من دون عقاب وسأزيد على ذلك، حتى لو كان فعل الشر هذا يصب في مصلحته.
Mazen Marraj -
منذ 5 أياممبدعة رهام ❤️بالتوفيق دائماً ?
Emad Abu Esamen -
منذ 6 أياملقد أبدعت يا رؤى فقد قرأت للتو نصاً يمثل حالة ابداع وصفي وتحليل موضوعي عميق , يلامس القلب برفق ممزوج بسلاسة في الطرح , و ربما يراه اخرون كل من زاويته و ربما كان احساسي بالنص مرتبط بكوني عشت تجربة زواج فاشل , برغم وجود حب يصعب وصفه كماً ونوعاً, بإختصار ...... ابدعت يا رؤى حد إذهالي