وخلّف الصراع الذي استمر حتى تموز/يوليو عام 1971 آلاف القتلى.
خشية من الحرب الشاملة
وبحسب الوثائق البريطانية التي نشرت أواخر عام 2001، فقد خشي الملك الأردني "تدهور" الأوضاع في الشرق الأوسط إلى حرب شاملة مدمرة في حال سيطرة الفلسطينيين الذين كانت تؤيدهم سوريا في صراعهم ضد الأردن، وهذا ما دفعه إلى مفاتحة الحكومة البريطانية والطلب منها إقناع إسرائيل بالتدخل.
ودعمت سوريا المنظمات الفلسطينية التي كانت تسيطر على أجزاء من الأردن حتى دمر الجيش الأردني قواعدها في "أيلول الأسود".
بدأت أحداث "أيلول الأسود" إثر اختطاف مسلحين فلسطينيين أربع طائرات أوروبية واصطحابها إلى قاعدة جوية في الأردن، مطالبين بالإفراج عن ليلى خالد الناشطة الفلسطينية التي كانت معتقلة في لندن حينذاك لقيامها بمحاولة لاختطاف طائرة إسرائيلية.
وإثر عدم استجابة الحكومة البريطانية مطالبهم، فجر الفلسطينيون (الفدائيون) الطائرات الثلاث بعدما أفرجوا عن جميع ركابها تقريباً عقب مفاوضات سرية ناجحة مع الحكومة البريطانية وحكومات أخرى.
الوثائق تبين أيضاً أن "الحكومة البريطانية أدركت أن الرضوخ لمطالب الخاطفين كان من شأنه إضعاف موقف الملك الحسين الضعيف أصلاً داخل بلده" على اعتبار أنها "أقدم حليف للأردن"، فإذا ساندت الفلسطينيين داخل الأردن، فسينتهي ذلك إلى سقوط البلد كله.
وتشير بي بي سي إلى أن مخاوف أثيرت في تلك الفترة من احتمال سعي الفلسطينيين لإطاحة الملك الحسين، الذي قرر الصمود ومواجهة الفصائل الفلسطينية مع بزوغ نجم عرفات آنذاك.
وتنسب إلى الوثائق البريطانية تأكيدها أن "الملك الحسين ناشد الحكومة البريطانية في 21 أيلول/ سبتمبر عام 1970 تقديم مساعدة له بسبب الوضع الداخلي الحرج الذي يواجهه".
برغم نفي العاهل الأردني الراحل الملك الحسين بن طلال طلبه من الحكومة البريطانية التدخل لإقناع إسرائيل بضرب سوريا لوقف دعمها للفلسطينيين خلال أحداث أيلول الأسود، وثائق بريطانية تؤكد حصول ذلك
"الملك الحسين طلب من بريطانيا والولايات المتحدة دعمه معنوياً ودبلوماسياً في مواجهة نفوذ الفصائل الفلسطينية وياسر عرفات على أرضه، وطلب أيضاً إقناع إسرائيل بضرب سوريا"… هذا ما تقوله وثائق بريطانية
دعم معنوي ودبلوماسي وعسكري
ولفتت إلى أن "مناشدة الملك بريطانيا والولايات المتحدة لم تتوقف عند المطالبة بتقديم العون المعنوي والدبلوماسي لحكمه، والتهديد بالقيام بعمل عسكري لمساعدة الأردن، بل تعدت ذلك إلى الطلب من إسرائيل قصف القوات السورية".
وفسرت الوثائق طلب الملك الأردني التدخل من بريطانيا بـ"انقطاع وسائل اتصاله بالحكومة الإسرائيلية والولايات المتحدة" آنذاك، مشيرةً إلى أن وزير الدولة البريطاني لشؤون مجلس الوزراء في تلك الفترة، بيرك ترند، حصل على موافقة حكومية بإيصال رسالة الملك إلى واشنطن فحسب، وليس إلى إسرائيل مباشرة.
وفي وقت لاحق، أكدت واشنطن لبريطانيا قيامها بإبلاغ فحوى رسالة الملك الحسين إلى رئيسة الوزراء الإسرائيلية حينذاك جولدا مائير، خلال زيارتها الولايات المتحدة، بحسب المصدر نفسه.
ولفتت بي بي سي إلى أن الحكومة البريطانية آنذاك، برئاسة إدوارد هيث، لم تكن ترى أي فائدة في "إطالة عمر نظام الملك الحسين المتهاوي فترة قصيرة، وفضلت إبقاء خياراتها مفتوحة في حالة سيطرة الفلسطينيين على الأردن".
وسبق أن نفى الملك الأردني التقارير الإعلامية التي أشارت إلى مناشدته إسرائيل ضرب القوات السورية.
وفيما لم تستجب إسرائيل نداء الملك بالتدخل العسكري ضد القوات السورية، اتهمها الفلسطينيون بتزويد الأردن السلاح لتمكينه من تدمير القواعد الفلسطينية باعتبارها خطراً على استقرارها.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...