تندرج المادة ضمن "كتبي وكتّابي وكاتباتي" زاوية نلتقي فيها كلّ أسبوع مع روائي/ة أو مترجم/ة للإجابة عن أسئلةٍ ثابتة نتعرّف من خلالها أكثر على رواياته/ها المفضّلة والكتّاب والكاتبات الذين/اللواتي تأثرن/أثّروا فيه/ها، وعن علاقته/ها هي/هو مع نتاجه/ها الأدبي.
في هذا الأسبوع نلتقي مع الروائية الكويتية "بثينة العيسى" صاحبة "خرائط التيه" و"كل الأشياء"
1. إذا قُيّض لك أن تقضي أمسية برفقة روائي من الزمن الحالي أو من الزمن الماضي، من تختارين؟ ولماذا؟
لا أدري. ربما أختار فنجان قهوة مع الروائي الجنوب أفريقي "ج. م. كويتزي" لكي أعيد إليه كلماته: "الجريمة الكامنة بداخلنا، ينبغي إنزالها على أنفسنا وليس على آخرين". أحب أيضاً أن أجلس مع الروائي الفرنسي "جيروم فيراري" دقيقة واحدة لأخبره بأن ما كتبه في رواية "حيث تركت روحي" عن علاقتنا مع الله قد زلزل الأرض تحت قدميّ. لن أطلب قطعاً شيئاً من قبيل حفل عشاء مع غارسيا ماركيز أو غسان كنفاني، لأنني سأجلس صامتة ومحمرّة الوجه طوال الوقت.
2. إذا افترضنا أنه يحق لك توجيه سؤال وحيد لروائي تحبينه، من هو الكاتب؟ وما هو السؤال؟
سأسأل ميلان كونديرا: رغم الثقة المفرطة التي تظهرها في صورك، أنت في الحقيقة تخاف من الكاميرا، أليس كذلك؟
3. ما هي الروايات التي تعتبرين أنك لولا قراءتها لما كانت صنعتك الروائية ما هي عليه اليوم؟
الجريمة والعقاب، ليس لأنني تأثرت بالأسلوب (ولعل أصعب شيء في الدنيا أن يتأثر كاتب بأسلوب دوستويفسكي). ولكنني تأثرت بالفلسفة الكامنة وراء الحكاية: هل هناك خير وشرٌّ بالمطلق؟ هل يمكننا محاربة الشر بالشرّ؟ لماذا تبدو الشخصيات شريرة وخيّرة في الوقت نفسه؟ لقد تعلمت من هذا الكتاب أن أتمهّل قبل أن أطلق أحكامي، وأن الشخصيات المركّبة هي الشخصيات الوحيدة التي تصمد في الذاكرة، وأنَّ هناك فلسفة ما، سؤال "ماذا لو" خلف كلّ رواية.
4. إذا سُمح لك أن تختاري شخصية روائية واحدة لتقضي برفقتها يوماً كاملاً في مدينتك، من تكون هذه الشخصية؟ ولماذا اخترتها؟ وإلى أين ستصطحبينها؟
زوربا بلا تردد، سآخذه إلى المباركية، وأطلب له المشاوي، شيشة، وحمسة السمك، مع عصير الرمان. ثم في البراح الممتد في السوق الداخلي، وتحديداً أمام "مكتبة الرويح" - أقدم مكتبة في الكويت، سوف أطلب منه أن يعلمني رقصته.
5. من الروائيين العرب، من هو الروائي الذي يعجبك وتظنين أنه لم يُقرأ بالشكل الكافي من قبل القرّاء العرب؟ وبأي رواية له تنصحينهم؟
أعتقد بأن الكاتب السعودي "بدر السماري" لم يُقرأ بما يكفي، وكما ينبغي. روايته "ارتياب" بديعة فعلاً وأتمنى أن أقرأ له أكثر.
الروائية "بثينة العيسى": أحب أن أجلس مع الروائي الفرنسي "جيروم فيراري" دقيقة واحدة لأخبره بأن ما كتبه في رواية "حيث تركت روحي" عن علاقتنا مع الله قد زلزل الأرض تحت قدميّ
الروائية "بثينة العيسى": أعتقد بأن "خرائط التيه" هي الأكثر جرأة في رواياتي من حيث الموضوع، ولا يعثر الكاتب كل يوم على موضوع من هذا النوع: طفل يُختطف من الحرم المكي في أيام الحج، الأب يلحد والأم تتدروش...
6. قسم كبير من الروائيين يقولون إنهم في طفولتهم أو يفاعتهم حين اكتشفوا رغبتهم في الكتابة، حاولوا تقليد رواية ما. هل حصل الأمر نفسه معك؟ وما هي الرواية التي حاولت تقليدها؟
كانت أمي تعطيني مصروفًا بقيمة "دينار واحد" في كل مرة نذهب إلى "مجمع المثنى"، وهو ما كان يحدث غالباً بصحبة خالاتي وأبنائهم وأشقائي. عندما كان بقية الأطفال يذهبون إلى محل الألعاب لشراء لعبة بدينار، كنت أعرف بأن الدينار في جيبي يكفي لشراء قصة واحدة من سلسلة "ليدي بيرد". وهكذا، كنت أذهب إلى المكتبة الكبيرة في السرداب وأنتقي قصة، أقرؤها، ثم أعود إلى البيت متوهجة وممتلئة بما قرأت لدرجة أنني أتظاهر بأنني لم أقرأ منها كلمة واحدة، حتى يتسنى لي أن أعيد كتابتها، وأنسبها لنفسي، وأتظاهر بأنني طفلة عبقرية وحسب، لا تنقصها الأفكار، ستكبر لتصبح أهم روائية في العالم، وأفكار أخرى متهورة جداً.
7. حين تنهين روايتك فإنك بشكل ما تضعين حداً لعلاقتك مع شخصيات الرواية، لتستطيعي التفكير بشخصيات رواية أخرى. هل حصل معك أن طيف شخصية لاحقك بعد انتهاء الرواية، ولم تستطيعي التخلص منه بسهولة. من هي هذه الشخصية ومن أي رواية؟
فيصل من "خرائط التيه"، وجاسم من "كل الأشياء". كلاهما لاحقني / يلاحقني طويلاً.
8. من رواياتك، ما هي الرواية التي تعتقدين أنها الأكثر طموحاً على صعيد البناء؟ لماذا؟
أعتقد بأن "خرائط التيه" هي الأكثر جرأة من حيث الموضوع، ولا يعثر الكاتب كل يوم على موضوع من هذا النوع؛ طفل يُختطف من الحرم المكي في أيام الحج، الأب يلحد والأم تتدروش. أحب هذه الرواية لأن الحكاية تحدث على حافة وجودية حيث يمكنني أن أرى الطبيعة البشرية تتكشف بكل سهولة.
أما من حيث البناء، أو الأدوات إن جازت التسمية، فقد كتبت "كل الأشياء" بإيقاع أبطأ من "خرائط التيه" وهو ما جعلني أكثر قدرة على اللعب على الأصوات السردية، والزمن، واللغة.
9. لجملة البداية في الرواية أثر ساحر. ما هي البداية التي تبادرت إلى ذهنك مباشرة الآن، ومن أي رواية ولمن؟
بداية "عداء الطائرة الورقية" لـ خالد حسيني: "في الثانية عشر من عمري أصبحت من أنا عليهِ الآن".
10. ما هي آخر رواية قرأتها وأعجبتك وتحبين أن تقترحيها لقراء رصيف22؟
رواية "الحسون" للكاتبة "دونا تارت"، و"أعلنوا مولده فوق الجبل" للكاتب "جيمس بالدوين".
الروائية "بثينة العيسى": لو اخترت شخصية روائية لأقضي برفقتها يوماً أختار "زوربا" بلا تردد، وأمام "مكتبة الرويح" -أقدم مكتبة في الكويت- سوف أطلب منه أن يعلّمني رقصته
بثينة العيسى كاتبة وروائية كويتية، حصلت على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال. قدّمت العديد من ورش العمل في الكتابة الإبداعية، وأسست مشروع "تكوين": منصة إلكترونية ومكتبة، تنوّعت إصداراتها بين الرواية والنصوص والمقالات وكتب الأطفال، كما حصلت على عدد من الجوائز العربية منها: جائزة الدولة التشجيعية في مجال الرواية في عامي 2006، 2014. والمركز الأول في مسابقة هيئة الشباب والرياضة عام 2003 فرع القصة القصيرة.
صدر لها ثماني روايات، من أبرزها: "ارتطام لم يسمع له دوي"، "سعار"، "عروس المطر"، "خرائط التيه"، و"كل الأشياء".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين