بدأت القصة بجدة واحدة حرمها الاحتلال من رؤية حفيدتها، لكن لا الجدة لانت ولا الحفيدة انكسرت، بل معسكر جدات أقيم فوراً ليحكي قصة فلسطين ونضال نسائها على مر العقود. حين نشرت نائبة الكونغرس الأمريكية رشيدة طليب فجر 18 آب/أغسطس صورة لجدتها الفلسطينية عبر وسم "#ستي الفلسطينية" أو "#MyPalestinianSitty” بعد أن منعها الاحتلال الإسرائيلي من دخول فلسطين بتحريض من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ثم اشترطت عليها تل أبيب أن تدخل فقط لتزور جدتها ولا تتوجه إلى الأقصى حيث كانت تعتزم الصلاة، ألهمت تغريدة طليب مئات الفلسطينيين من جميع أنحاء العالم المشاركةَ في الوسم الذي سرعان ما قفز إلى أعلى الهاشتاغات تداولاً وامتلأ بصور جدات فلسطينيات ليتحول إلى ما يشبه ألبوم صور ضخم بتاريخ فلسطين.
في 16 آب/أغسطس رفضت طليب اقتراح السلطات الإسرائيلية بالسماح لها بزيارة إسرائيل لدواع "إنسانية"، قائلة إن الشروط التي فرضتها إسرائيل على الزيارة "جائرة".
وكانت طليب قد طالبت في رسالة خطية مقتضبة إلى إسرائيل السماح لها بزيارة جدتها مفتية طليب المقيمة قرب رام الله بالضفة الغربية المحتلة، فسمح لها في 16 آب/أغسطس بالدخول شرط التعهد "باحترام الشروط المفروضة من إسرائيل"، وفقاً لما أعلنته وزارة الداخلية الإسرائيلية.
وقالت النائبة الديمقراطية التي تعد أول عضو من أصل فلسطيني في الكونغرس الأمريكي، في تغريدة نشرتها عبر حسابها الرسمي على موقع تويتر: "لقد قررت أن زيارة جدتي في ظل هذه الشروط الجائرة تتعارض وكل ما أؤمن به، وهو محاربة العنصرية والجور والظلم".
وكانت إسرائيل قد أصدرت في العام 2017، قانوناً يحظر دخول الأجانب الذين يدعمون مقاطعتها إلى أراضيها. وصدر القانون رداً على حركة مقاطعة إسرائيل، التي ترى فيها الدولة العبرية تهديداً لها وتتهمها بمعاداة السامية، وهو ما ينفيه النشطاء المشاركون في الحملة الذين يؤكدون أنهم يسعون فقط إلى إنهاء الاحتلال، ووقف الظلم الذي يقع على الفلسطينيين.
بملامح تنطق بالصبر، بعناق بين الأجيال يؤرخ لتأريث الصلابة التي لم تستطع إسرائيل محوها رغم الشتات، وبابتسامات تحكي قصة فلسطين، ملأت صور الجدات الفلسطينيات موقع تويتر من خلال وسم "ستي الفلسطينية”… يكاد يكون أكبر ألبوم صور للجدات الفلسطينيات. ما القصة؟
ومساء 16 آب/أغسطس قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تويتر "النائبة (رشيدة) طليب كتبت رسالة للمسؤولين الإسرائيليين عبرت فيها عن رغبتها الشديدة في زيارة جدتها. تم منحها تصريحاً بذلك على وجه السرعة، لكن طليب ردت الموافقة بشكل بغيض. الفائز الوحيد بحق هنا هو جدة طليب. هي لن تضطر لرؤيتها الآن".
وبحسب ما نشرته وكالة رويترز فإن جدة طليب ردت على ترامب في 17 آب/أغسطس بقولها: "ترامب بيقول إنك لازم تكوني مبسوطة أنو رشيدة ما رح تيجي.. الله يهده. أنا مبسوطة؟! بدي تيجي. قله مبسوطة. ستها بدها تيجي تشوفها".
“لا تزال تبتسم"
وعلى وسم "#ستي الفلسطينية" أو "#MyPalestinianSitty" نشر المئات صور جداتهم من بينهم مستخدم وضع صورة جدته مع تغريدة قال فيها: "ستي الفلسطينية، الله يرحمها..كانت تحمل قلباً فيه من الحنان والطيبة ما يملأ الدنيا وزيادة".
وحكى مستخدم فلسطيني عن جدته التي قال إنها تدعى فاطمة، مضيفاً أنها شهدت حرب 48، واحتلال العام 56 لغزة، واحتلال العام 67، وغزو لبنان في عامي 78 و82، كما شهدت الانتفاضة الأولى والثانية، و3 هجمات إسرائيلية كبرى على غزة، و 13 عاماً من الحصار مع 6 ساعات من الكهرباء في اليوم، خاتماً تغريدته بأن جدته "لا تزال تبتسم".
وغرد مستخدم بصورة جدته قائلاً إنها "ضحت بكل ما تملك لمنح أطفالها حياة أفضل. أحلى امرأة وأفضل طباخة التقيت بها".
ونشر مستخدم آخر صورة له مع جدته موجهاً رسالة لرشيدة طليب، قائلاً: "أنا وجدتي نحبك".
كما نشرت مستخدمة صورة لجدتها الفلسطينية الراحلة، وكتبت عنها: "ولدت في يافا. توفيت العام الماضي في بيروت عن عمر يناهز التسعين عاماً، بسبب مرض الزهايمر قضت السنوات القليلة الماضية من حياتها معتقدة أنها عادت إلى يافا. كانت أروع روح للمحبة".
وحكت مستخدمة عن جدتها قائلة إنها "عاشت حياتها وماتت في فلسطين وهي امرأة غير عادية. احتجز جيش الدفاع الإسرائيلي أطفالها، واستولوا على أرضها. حاولت إسرائيل أن تأخذ كل شيء منها لكن لم تستطع أن تسلب قوتها".
وحتى من لم يشارك بصور في الوسم عبر عن سعادته بما جاء فيه، على سبيل المثال غرد مستخدم: "الهاشتاغ (الوسم) ده أروع مايكون، وحاجة ماحتتكرر أبداً. الفلسطينيون بينشرون صور "ستاتهم"، واللي أغلبهم "قبل تأسيس إسرائيل" كانوا عايشين، والعديد منهم بمفاتيح بيوتهم اللي انطردوا منها، و محرومين من العودة ليها، ولغاية الليلة. رشيدة طليب جابت "تصدع" للمؤسسة الأميريكية".
ووصفت مستخدمة الوسم بأنه "جميل جداً"، مضيفة أنه "يعرض صور وحكايات الجدات الفلسطينيات. كم نحتاج لتسليط الضوء على الجانب الإنساني لقضايانا العادلة”.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ ساعةعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.