شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
الحب بعد الأربعين (4): قبلة السحلية وأسرارها

الحب بعد الأربعين (4): قبلة السحلية وأسرارها

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رأي

السبت 16 فبراير 201901:08 ص

أتذكّر طفولتي حين كان الحب البريء يتحكّم فينا. بعد ذلك، اكتشف قلبي الصغير الحب غير البريء مع معلمتي وداد ذات الامكانات البارزة الدافئة، كلنا تعرّض لصدمات عاطفية وجنسية، منها ما أدّى لعقد نفسية ومنها لضعف جنسي ومنها ما حوّلنا لحيوانات لا تشبع. تعلّق بعضنا ببعض له تبعات عميقة وأسباب دفينة، أين أبدأ في تحليلاتي اللامنتهية؟ قد يناسبني أن أصدّق أن جنا معجبة بمظهري الخارجي وهذا ما دفعها لي، مع شيء من الاعجاب بشخصيتي وشيء من الخيبة من الزواج بعد 5 سنوات مع الرجل نفسه، الرجل الوحيد الذي عرفته في حياتها. نعيش في عصر الحداثة، "سكس آند ذا سيتي" مسلسل البنات المفضّل، ومن لا تحلم برجل كبير مثل "بيغ" يكبرها بالعمر، يعرف كيف يعامل النساء وما تريده من الرجل عاطفياً وجسدياً؟

عبر رسائل لا تنتهي على واتساب خلال 3 أيام، قررنا أن نلتقي علناً في النادي الرياضي على وجبة الغداء، أنا مطوّر برمجيات وهي تعمل على تطبيق لأحد عملائها. أول مرّة نكون وحدنا مثل العشّاق، غير مبالين بمن يرانا لأننا في العلن. وصلت قبلها طبعاً، جلست في الحديقة لأن الطاولات في الداخل متقاربة جداً، أردت ان أكلّمها دون رقيب ودون فلاتر تصفّي كلام العشّاق من الترسبات الحارقة. اتفقنا أن نفتح الحاسوب وكأننا نناقش عرض عمل، أنا وهي نتردد إلى هذا النادي، لا أدري من أين أتينا بهذه الجرأة، الادرنالين أخدنا للسماء السابعة، لا حاجة لنا لمنشطات الاكستاسي، الهرمونات التي كانت تجري في عروقنا كانت كفيلة لإيصالنا للنشوة مراراً ونحن حتى لم نطلب الوجبة. شخصياً لم أكن قادراً على الاكل منذ ان عرفتها، عليّ أن أكون في أفضل حال جسدياًَ، رجل عمره خمسة وأربعين، جسده منهك مقارنة بزوجها الوسيم الثلاثيني الرياضي، مهما أحب أحدنا الآخر، جمال الجسد أهم من جمال الروح بالنسبة لي، وبالنسبة لها أيضاً، هي حتماً نرجسية تحب نفسها أكثر من أيِ كان وانتقتني من بين الكلّ لمظهري الخارجي أولاً. لا أريدها أن ترى غمّازات سيلوليت في مؤخرتي عندما أقفز من الفراش لأغتسل!

الأولاد نيام، والزوج خارج المنزل. قالت لي "لو كنت رجّال، تأتي عندي الساعة التاسعة"، وهذا ما حصل، جلسنا أمام التلفاز نشاهد لقطات من فيلم "علاقات خطيرة" وكأننا نشاهد حياتنا أمامنا، خيانة وانتقام، جنس ومكائد، نميمة وعشق... حب ما بعد الأربعين
أمسكت بها من رقبتها وقبّلتها، أدخلت لساني في حلقها في أطول قبلة عشناها، قبلة البداية المحتومة لعلاقة "غير شرعية" مصيرها الموت؟ ماذا لو كان زوجها في الغرفة المجاورة؟ وماذا لو كان من حلفاء جرائم الشرف وقتلها ثم قتلني؟

ساعة قضيناها معاً دون أن نلتفت للجوّال، منذ تعارفنا لم ينزل الجوّال من أيدينا. متعة النظرات، عيناها بلون العسل. لا لا، العسل بلون عينيها. في أول "جلسة مغلقة" بيننا تكلّمنا عن العمل، تخللت حديثنا بسمات، من جهتي كنت أتحرّش بها جنسياً، هذا هو التفسير الوحيد لرجل يقول لجليسته: يداك جميلتان وقدمه تلامس قدمها وركبته على ركبتها تحت الطاولة. لم تمانع هي، لا بل قابلتني بضغط قوي يدعوني لأقترب أكثر منها، أشعر بحرارة جلدها، ساقاها كانتا ظاهرتين، الشمس لم تشعّ عليهما يوماً، بياض ناصع يقول للقمر "إخجل من لونك".

نسيت عمّا تكلّمنا لكننا تطرقنا لزواجنا، أكّدنا أن زواجنا أهم شيء، أولادنا وشريك الزوجية مقدسون وأننا معجبان أحدنا بالآخر، أنا محترف مغامرات عابرة خلال أسفاري الكثيرة، وهي تخرج على العالم لأول مرّة، مثل عصفورة تتجرأ أن تترك العشّ العائلي، لا زوج ولا أب قادرين أن يردعاها، تعرف ماذا تريد وستحصل عليه. أرادت أن تمشي معي باتجاه المكتب، يا لجرأتها. رفضت ذلك، لم أر ضرورة لإشهار صداقتنا، أو لأي مساءلة من أي شخص، ما الفائدة من الفضيحة؟

عدنا للعمل، طوال الطريق نتراسل على الواتساب، لقاؤنا أكّد أننا حقاً معجبان أحدنا بالآخر، كنت خائفاً أن تراني عجوزاً أو أن أكتشف أن أسنانها أو يديها أقلّ من رائعة، ماذا لو لم انجذب لرائحتها؟ ماذا لو كنت قصيراً أم بديناً بالنسبة لها. الحمد لله أنعم علينا في لقائنا الأول وأحكمنا عواطفنا بقرارنا أن نتعمّق في هذه العلاقة الخطرة، ننتشي من المغامرة مستعدين للتضحية بحياتنا العائلية في سبيل نظرة مسروقة ولمسة يد وحلم بالجماع الطبيعي.

جاء الليل مسرعاً، اتفقنا أن نلتقي بعد عشائها، زوجها سيخرج مع أصدقائه يلعب بريدج، لعبة لا افهمها بتاتاً، عدتني لمنزلها، الاولاد نيام، الزوج خرج، وقالت لي "لو كنت رجّال، تأتي عندي الساعة التاسعة"، يا إلهي، كيف دخلت المصعد وكبست الزر الرابع، ماذا لو سألني ناطور البناء إلى أين أصعد؟ ماذا أقول له؟ دخلت للمنزل، حافية القدمين فتحت لي الباب، كانت ترتدي شورت قصيراً جداً وتي شيرت عريضاً قالت لي إنه لزوجها، جلسنا أمام التلفاز نشاهد لقطات من فيلم "علاقات خطيرة" للممثلة غلين كلوس، وكأننا نشاهد حياتنا أمامنا، خيانة وانتقام، جنس ومكائد، نميمة وعشق.

التوتر كان سيد الموقف، حتى هي كانت مرتبكة، تكلّم زوجها كل خمس دقائق للتأكد أنه بعيداً عنّا. في منزلها الأنيق، شعرت بها أينما التفتّ، ذوق معاصر رفيع، صور العائلة في كل مكان، والدتها جميلة، والدها وسيم ورياضي ولها أخ واحد أعزب لم يترك بنت من شرّه آخر عشر سنوات.

جنا كانت تريد أن تعيش مثل أخيها، تلعب بعواطف الرجال من دون مبالاة، تتحدى نفسها وتتحدى المجتمع في آن واحد، أدركت ذلك، لم أشعر أني ضحيتها، أنا أيضاً أتحدى كلّ مبادئ المجتمع والدين مند أن عرفت هذه المبادىء، والآن وجدت من يشاركني في الفاكهة المحرّمة، سألتها عن برجها وأنا أتوقع أن تقول لي إنها من برج العقرب، وهذا ما حصل، أمسكت بها من رقبتها وقبّلتها، أدخلت لساني في حلقها في أطول قبلة عشناها، قبلة البداية المحتومة لعلاقة "غير شرعية" مصيرها الموت؟ ماذا لو كان زوجها في الغرفة المجاورة؟ وماذا لو كان من حلفاء جرائم الشرف وقتلها ثم قتلني؟ يتبع...

الحب بعد الأربعين (1): طريق الانحراف؟

الحب بعد الأربعين (2): نظرة فابتسامة فموعد فخمر فحشيشة

الحب بعد الأربعين (3): قدر مكتوب أو حيوان فلتان؟


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

Website by WhiteBeard
Popup Image