قررت الحكومة التونسية، في 26 تموز/يوليو، منع الداعية المصري المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين وجدي غنيم، والمقيم حالياً في تركيا، من دخول أراضيها، بعد تهجمّه على الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي في منشور عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في 25 تموز/يوليو.
وبحسب ما نشرت وسائل إعلام تونسية، فقد صرح إياد الدهماني المتحدث باسم الحكومة التونسية، أمس مساءً، بأن رئيس الحكومة يوسف الشاهد قرر منع وجدي غنيم من دخول التراب التونسي مستقبلاً، "بسبب نشره تدوينات مسيئة للراحل الباجي قايد السبسي".
أضاف الدهماني أن رئيس الحكومة يعتبر ما صدر عن غنيم "سلوكاً متطرفاً وعنيفاً هدفه الإساءة لا إلى الرئيس الراحل فحسب، بل الإساءة للدولة التونسية ولجميع الشعب التونسي".
وكان غنيم قد هاجم الرئيس التونسي الراحل، الذي وافته المنية قبل يومين، بسبب مواقفه المتعلقة بحقوق المرأة ودعوته إلى المساواة في الميراث بين الجنسين، واصفاً إياه بأنه "عاش حياته محارباً لشرع الله وشريعته".
وكتب غنيم: "الحمد لله الذي أهلك هذا الكافر الملعون المحارب لله وللإسلام، اقرأوا على قبره الدستور الذي فضله على القرآن". وتابع: "من يقول اذكروا محاسن موتاكم، نقول برغم ضعف الحديث فإنه ليس من موتانا بل موتى الكفار الذين لا يجوز الترحم عليهم".
وختم منشوره: "أسأل الله عز وجل أن يلعنه لعناً كبيراً وأن ينتقم منه ومن كل من أيده فى كفره".
وتسبب ما نشره غنيم بغضب الكثير من المستخدمين التونسيين، الذين شنوا هجوماً كبيراً على صفحته في موقع فيسبوك، منتقدين "استغلال إقامته على الأراضي التركية للتهجم على رموز الدولة التونسية، والترويج للأفكار المتطرفة".
بعدما وصف الرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي بأنه شخص "عاش حياته محارباً لشرع الله وشريعته"... تونس تمنع الداعية المصري وجدي غنيم من دخول أراضيها
تونس تعتبر ما صدر عن الداعية المصري وجدي غنيم بحق السبسي "سلوكاً متطرفاً وعنيفاً هدفه الإساءة لا إلى الرئيس الراحل فحسب، بل الإساءة للدولة التونسية ولجميع الشعب التونسي"
وكتب مستخدم: "من ذكر ميتاً بسوء، فقد أساء الظن بالله الغفور الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء"، في حين تعجب مستخدم آخر من أن فيسبوك ترك مثل هذا الكلام الذي يحوي خطاب كراهية واضحاً من دون محوه وغلق صفحة كاتبه.
وعلق مستخدم ثالث: "ومن أنت حتى تكفره، هل كنت معه لحظة وفاته؟ لربما كانت حسن الخاتمة".
صفحة غنيم ممنوعة على التونسيين
وبسبب الهجوم الشديد عليه، قام غنيم بحجب صفحته ومنع الدخول إليها من دولة تونس، وهي خدمة يوفرها فيسبوك لمستخدميه، إذ يمكن اختيار إظهار الصفحة لأشخاص من بلدان معينة أو حجبها.
وكثيراً ما تسبب غنيم بجدل واسع لمواقفه التي يراها كثيرون "داعمة للإرهاب والتطرف" و"تنضح كراهية".
وصدر ضده حكم غيابي بالإعدام في بلده مصر هذا العام من قبل محكمة الجنايات بالقاهرة، بتهمة تأسيس خلية إرهابية تحرّض على العنف ضد رجال الأمن، كما أنه ممنوع من دخول الأراضي البريطانية منذ العام 1994 بسبب تأييده للإرهاب.
وفي العام 2011 زار غنيم تونس، لكن زيارته أثارت جدلاً واسعاً بين أهلها، معتبرين أن بلدهم دولة إسلامية ولا تحتاج إلى داعية معروف بمواقفه المتطرفة لتعليم التونسيين الإسلام.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...