شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
جريدة

جريدة "منطقتي"... حكايةُ وسط البلد وصوتُ ناسها

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

السبت 20 يوليو 201907:31 م

بينما تتصفحُ جريدةَ "منطقتي" لن تجدَ تحليلاً أو خبراً عاجلاً، بل حكايا لأهل وسط البلد في القاهرة، وعرضاً بانورمياً لكنوزها المعمارية، أيضاً خريطة للنشاطات الثقافية في وسط البلد، كل ذلك مُعدٌ بلغة بسيطة وأنيقة ودقيقة.

محليةٌ، خدميةٌ، توثيقية، ثالوثٌ قامت عليه جريدة "منطقتي" منذ 5 سنوات، وِفقَ نهجٍ مغاير لمفهوم الصحافة السائد في مصر، فهي صوتٌ لمجتمعٍ حدودُه وسط البلد والزمالك، لكن صدى هذا الصوت يصل كل قادم لمنطقة وسط البلد، صُرَّة القاهرة وصورة تاريخها الحديث.

الجريدة الشهرية تفرد مساحتَها الأكبر للحديث عن الناس العاديين ومتابعة شؤونهم، بشكل أكثر دقة وتحديداً، يقيناً بأن الصحافة الورقية بشكلها الكلاسيكي قد ولّت، يؤكد ذلك يحيى وجدي رئيس تحرير الجريدة "الصحافة الورقية ماتت بشكلها الكلاسيكي الخبري، لم يعد أحد يشتري جريدة لقراءة أخبارها السريعة لطالما أنها متاحةٌ على الهاتف المحمول على مدار الساعة، الصحافة الورقية الباقية هي الصحافة النوعية الشديدة المحلية أو مايطلق عليها صحافة الـhyper local"، وهي منتشرة في أماكن عدة حول العالم، لعل أكثرها حضوراً في الولايات المتحدة الأمريكية.

يعود بنا إلى يعود بنا إلى عام 1960 الذي شهد تغييراً في شكل الصحافة بعد تأميمها، فتحولت الجرائد إلى ما يشبه النشرات الحكومية التي تنشر القرارات وأخبار الرئاسة، إلى جانب التحليلات السياسية، في حين غابت أخبار الناس وقضاياهم لتقتصرَ على بعض الصفحات الإقليمية. هذا المفهوم النمطي للصحافة الذي امتد عبر العقود الماضية، تحاول "منطقتي" كسره وتجاوزه ليكون الناس هم أبطال إصداراتها.

وسط البلد صُرّة القاهرة وصورتها

كما يحكي اللوغو، انطلقت جريدة "منطقتي" من مثلث البورصة، الشامل متحف البورصة المصرية وفندق الكوزموبوليتان -الأقدم في وسط البلد- وبعض الشركات، لتتسع فيما بعد وتشمل منطقة وسط البلد، صرّةُ القاهرة كما يصفها رئيس التحرير "وسط البلد منطقة لها خصوصيةٌ شديدة، فهي القاهرة الخديوية أو القاهرة الجديدة بتعبير نجيب محفوظ، صورة مصر الحديثة التي شيدها الخديوي اسماعيل على الطراز الأوروبي المتماهي مع اللمسة المصرية بخلطتها العجيبة، تلك الفترة شهدت نزول الحاكم من عرشه ليعيش بين الرعية كما فعل الخديوي اسماعيل عندما بنى قصر عابدين بوسط البلد، ولغاية الآن ماتزال وسط البلد الحيَّ السياسي في القاهرة شاملةً البرلمان والوزارات والأجهزة الحكومية.

ومنذ تشييدها كانت منطقة وسط البلد مثالاً لتعايش الجاليات المختلفة، فإلى جانب المكوّن المصري سكنها أجانبُ لم يقتصروا على أوروبا المركزية، عاش فيها اليونان والإيطاليون والمالطيون وآخرون من أوروبا الشرقية، وحتى اللحظة ماتزال تحمل بقايا تلك الروح المتسامحة، ففي وسط البلد ستجد باراً وقربه زاوية للصلاة دون أن يزعج أحد الآخر، فضلاً أنها المنطقة الوحيدة في القاهرة التي ماتزال الباراتُ فيها رخيصة وتستقبل الناس العاديين، كما باقي محلاتها التي تشكل سوقاً مفتوحةً لأبناء الطبقة الوسطى".

يتابع وجدي أن وسط البلد لها أوجهٌ مختلفة ولجمالها أشكال عديدة فهي نهاراً غيرها في الليل، يسبق كل ذلك أن وسط البلد عقدةُ وصلٍ بين مناطق القاهرة فلا بد من المرور بها، من هنا كان ضرورياً أن يدركَ زائرُها أو المار بها كيف يتحرك ويتصرف ويصل إلى وجهته فيها، ذلك ما تقدمه "منطقتي" في جانب خدمي يستحوذ جزءاً واضحاً من الجريدة التي نسجت علاقةً مميزة مع رواد وسط البلد وساكنيها أيضاً.

خريطة منطقتي

عن علاقة "منطقتي" بساكني وسط البلد وروادها يحدثنا رئيس التحرير "تشكل منطقتي منصةً للأطراف المعنية في المنطقة، السكان والأجهزة الحكومية والشركات والمستثمرين، من خلال ملفاتنا وتحقيقاتنا نشير إلى المشكلات التي يجب الانتباه لها من أي منهم، نضع في الاعتبار أن المطعم الذي على هذه الناصية أو المحل على الناصية الأخرى هو مصدرٌ لـ"منطقتي" ومعلن وقارئ أيضاً فنحرص على التواصل معه عبر المعلومة الواضحة والمحددة. شعارنا دائماً الدقة لا الفصاحة".

إلى جانب الشق الخدمي تفرد الجريدة مساحةً للكنوز المعمارية في وسط البلد، تحكي تاريخ تلك الأبنية وأحياناً قصص ساكنيها. في "منطقتي" أيضاً سيجد القارئ أجندة شهرية للنشاطات الثقافية التي سوف تستضيفها أماكن وسط البلد والزمالك.

أحد مميزات جريدة منطقتي أنها توزَّع مجاناً، الأمر الذي يشكل تحدياً أمام القائمين عليها خاصة أنها تموَّل من كياناتٍ في وسط البلد بدءاً من شركات ونشاطات ثقافية وصولاً إلى مطاعم صغيرة ومحلات في ذات المحيط، بحسب رئيس التحرير، آملاً أن يتشجع المستثمرون ويمولوا هكذا نوع من الصحافة "نأمل دخول كياناتٍ استثمارية حقيقية، الصحافة شديدة المحلية مفيدة لكل الأطراف وهي مشروع ناجح وقادر على تحقيق الأرباح إذا ما انضبطت المعادلة.. ممول قوي وصحافة محترفة بلغة جيدة وبسيطة وصورة معبرة".

"منطقتي" جريدة محلية، خدمية، توثيقية، تسير وفق نهج مغاير لمفهوم الصحافة السائد في مصر، فهي صوتٌ لمجتمع وسط البلد، صُرَّة القاهرة وصورة تاريخها الحديث

ما الذي تقدمه الصحافة النوعية الشديدة المحلية أو مايطلق عليها صحافة الـhyper local" التي تزدهر اليوم مع تراجع مركزية الصحافة الورقية بشكلها الكلاسيكي الخبري؟ 

شراكات مثمرة

من الإصدارات الفارقة في جريدة "منطقتي" عددٌ خاص حمل عنوان "بنات وسط البلد"، أضاء على الشكل الذي تكون فيه وسط البلد مساحةً آمنة ومرحبة بالنساء، تضمن العددُ خريطةَ التحرك الآمنة في وسط البلد، الإضاءة والتواجد الأمني وتفاصيل أخرى كان هدفها أن تستوعب وسط البلد جميع أنماط النساء بغض النظر عن البيئة والشكل والدين، هذا العدد كان بالتعاون مع مركز "المبادرة المصرية للحقوق الشخصية".

شراكاتٌ عديدة نفذتها "منطقتي" مع مؤسساتٍ، عززت حضورها، إحداها مع شركة الإسماعيلية التي تقوم بتطوير وسط البلد مع الحفاظ على طرازها المعماري، كانت منطقتي قد نشرت في عدد مغامر لها بدايةَ انطلاقها، أسماء وعناوين 500 عمارةٍ تراثية مسجلةً كطراز معماري متميز تتعرض للإهمال، تحت عنوان "الجمال المهدر"، فتحركت الحكومة وبدأت مشروع ترميم تلك الأبنية المستمر حتى اللحظة ليكون ذلك برهاناً أن الصحافة المحلية قادرةٌ على إحداث فرق خاصة عندما يكون نهجها التحديد والبعد عن الكليّة.

أيضاً خصصت "منطقتي" عدداً لممرات وسط البلد بالتعاون مع مختبر عمران القاهرة "كلاستر"، جهة هندسية ثقافية عملت على تطوير ممر كوداك الشهير في وسط البلد.

جريدة منطقتي مستمرة في تركيزها على تفاصيل وسط البلد والزمالك، أملاً في اتساع نطاقها ليشمل مناطق قاهريةً أخرى، كما تسعى لنشر ملفاتها عبر البودكاست Podcast، البث الصوتي الرقمي، كما يقول مدير التحرير يحيى وجدي "سنحكي منطقتي بالصوت ليسمعنا ركاب المواصلات والناس غير القريبين من وسط البلد، في جعبتنا الكثير من الحكايا لنقصّها ونحاول إيصالها للجميع عن وسط البلد، وجه القاهرة الأصيل وروحها الحيّة دائماً".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard