لقي نحو 544 مدنياً مصرعهم وأصيب أكثر من ألفين منذ بدء الهجوم الذي قادته روسيا على آخر معقل للمسلحين في شمال غربي سوريا قبل شهرين، بحسب ما أكدته جماعات حقوقية وعمال إنقاذ ونقلته صحيفة الغارديان البريطانية في 7 يوليو.
وانضمت الطائرات الروسية إلى الجيش السوري في 26 أبريل بعد هجوم واسع على أجزاء من محافظة إدلب التي يسيطر عليها مسلحون وعلى محافظات حماة الشمالية المجاورة، في أكبر تصعيد في الحرب بين الرئيس السوري بشار الأسد وأعدائه منذ الصيف الماضي.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان (SNHR)، التي تقيّم الخسائر وتطلع وكالات الأمم المتحدة المختلفة على النتائج النهائية، إن 544 مدنياً قتلوا في مئات الهجمات التي نفذتها الطائرات الروسية والجيش السوري ومن الضحايا 130 طفلاً، فيما أصيب 2171 بجروح.
وقال فاضل عبد الغني، رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن الجيش الروسي وحليفه السوري يستهدفان المدنيين والمنشآت الطبية بشكل قياسي عبر القصف.
وتنفي روسيا والجيش السوري أن تكون طائراتهما تقصف المناطق المدنية من دون تمييز بالذخائر العنقودية والأسلحة الحارقة، في حين يقول السكان في مناطق المعارضة إن الهجمات تهدف إلى إصابة الحياة اليومية بالشلل.
وتؤكد موسكو أن قواتها والجيش السوري يصدّان الهجمات "الإرهابية" التي يشنها متشددو تنظيم القاعدة الإرهابي وتقول إنهم يهاجمون مناطق مأهولة تسيطر عليها الحكومة، وكثيراً ما تتهم المعارضة المسلحة بتخريب اتفاق وقف إطلاق النار الذي اتفقت عليه روسيا وتركيا العام الماضي.
وفي الشهر المنصرم، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، إن العملية العسكرية الروسية السورية المشتركة استخدمت الذخائر العنقودية والأسلحة الحارقة في الهجمات، إلى جانب الأسلحة المتفجرة الكبيرة التي أسقطت عن طريق الجو، والتي لها آثار واسعة في المناطق المدنية المأهولة بالسكان.
ويقول السكان ورجال الإنقاذ إن الحملة المستمرة منذ شهرين تركت عشرات القرى والبلدات السورية في حالة خراب. وهذا ما أجبر ما لا يقل عن 30 ألفاً على مغادرة منازلهم.
544 مدنياً لقوا مصرعهم وأصيب أكثر من ألفين منذ بدء الهجمات الروسية على آخر معقل للمسلحين في شمال غربي سوريا قبل شهرين، حسب تقارير منظمات حقوقية
وقال أحمد الشيخو، المتحدث باسم الدفاع المدني في إدلب: "تم إفراغ قرى وبلدات بأكملها"، مضيفًا أنها كانت أكثر الحملات تدميراً ضد محافظة إدلب منذ أن سقطت تماماً أمام المعارضة في منتصف العام 2015.
في سياق متصل، قال الدفاع المدني وشهود عيان إن 15 شخصاً، بينهم أطفال، قتلوا الجمعة الماضي في إحدى قرى محافظة إدلب الغربية بعدما ألقت مروحيات الجيش السوري براميل متفجرة على حي مدني.
وحذر رؤساء 11 منظمة إنسانية عالمية كبرى في نهاية الشهر الماضي، من أن إدلب تقف على حافة الكارثة، إذ يتعرض 3 ملايين مدني للخطر، بينهم مليون طفل، وقال البيان الذي أقرته الأمم المتحدة: "لقد مات الكثيرون"، مضيفاً أنه حتى الحروب يجب أن يكون لها قوانين. ولفت البيان إلى "هجمات متعددة من قبل القوات الحكومية وحلفائها على المستشفيات والمدارس والأسواق".
ويوم الخميس الماضي، أصابت غارة جوية مستشفى كفر نابل ليصبح المرفق الثلاثين الذي يتم قصفه خلال الحملة، وهذا ما منع مئات الآلاف من الأشخاص من الوصول إلى منشآت طبية، وفقاً لجماعات الإغاثة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.