دان الاتحاد الإفريقي "بشدة"، 3 يوليو/تموز، الغارة الجوية التي استهدفت مركزاً لاحتجاز المهاجرين قرب العاصمة الليبية طرابلس، وقتلت 44 منهم وجرحت 130، مطالباً بمحاسبة المسؤولين عن "هذه الجريمة الرهيبة"، التي اعتبرها مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة "جريمة حرب”. كما دانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة أطباء بلا حدود قصف المركز.
وأصابت ضربة جوية مركزاً لاحتجاز المهاجرين، غالبيتهم من الأفارقة، في ضاحية تاجوراء في طرابلس في ساعة متقدمة من ليل الثلاثاء/الأربعاء، خلفت 44 قتيلاً، و130 جريحاً، وفق بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا التي رشحت العدد للزيادة.
إدانة واسعة
وورد في بيان مفوضية الاتحاد الإفريقي أن رئيس المفوضية موسى فكي محمد "يدين بشدة الضربة الجوية في ليبيا التي أصابت مركز احتجاز وأودت بحياة 40 مدنياً بريئاً جميعهم مهاجرون"، وذلك قبل ارتفاع حصيلة القتلى.
كذلك دعا محمد إلى "تحقيق مستقل لضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة الرهيبة بحق مدنيين أبرياء"، مجدداً "دعوته إلى وقف إطلاق نار فوري وإلى أن تضمن أطراف (النزاع) حماية المدنيين وسلامتهم، خصوصاً المهاجرين المحاصرين في مراكز الاحتجاز".
دان الاتحاد الإفريقي "بشدة" الغارة الجوية التي استهدفت مركزاً لاحتجاز المهاجرين قرب العاصمة الليبية طرابلس، ووصف الحادث بـ"الجريمة الرهيبة"، أما مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة فاعتبره عملاً جباناً و"جريمة حرب"
وكانت حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً أصدرت بياناً عقب الغارة قالت فيه "ندين بأشدّ العبارات الجريمة البشعة التي استهدف فيها الطيران التابع لمجرم الحرب خليفة حفتر، مركز إيواء المهاجرين في تاجوراء، والذي أدّى إلى قتل وجرح العشرات".
ونقلت وكالة رويترز عن تشارلي ياكسلي المتحدث باسم المفوضية قوله "لا يمكن تأكيد من الذي شن الهجوم على المركز الذي كان يؤوي نحو 600 شخص، لكن هناك فرقاً طبية على الأرض"، مردفاً "مع مواصلة عملية الإنقاذ، ربما يتبيّن أن عدد القتلى أكثر".
أما مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة فأكد أن الهجوم "الجبان" يرقى إلى "جريمة حرب"، في حين دعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى وقف إعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى ليبيا.
وأعربت المفوضية عن "قلقها البالغ من روايات عن وفاة لاجئين ومهاجرين"، في حين وصفت منظمة أطباء بلا حدود الحادث، في بيان، بأنه "مأساة مروعة كان يمكن تجنبها بسهولة".
عدد الضحايا مرشح للزيادة
وكان المتحدث باسم طواقم الإسعاف أسامة علي، صرح لوكالة فرانس برس، من مكان الغارة، مؤكداً أن "70 مهاجراً أصيبوا بجروح في الضربة" وفق "الحصيلة الأولية"، مشيراً إلى أن العدد "مرشّح للارتفاع"، ولافتاً إلى أن 120 مهاجراً كانوا داخل العنبر الذي تعرض لضربة "مباشرةً" في الغارة.
وكان المتحدث باسم مركز الطب الميداني والدعم مالك مرسيط أبلغ رويترز أن "حصيلة القتلى من حادثة القصف على مركز إيواء المهاجرين في تاجوراء 40 قتيلاً و 80 جريحاً"، قبل أن تعلن البعثة الأممية في ليبيا الحصيلة الأحدث، وفاة 44 مهاجراً ووقوع 130 جريحاً.
أعلى حصيلة قتلى معلنة
وتعد هذه أعلى حصيلة معلنة من القتلى في أي هجوم في ليبيا منذ بدأ المشير خليفة حفتر هجوماً للسيطرة على العاصمة طرابلس، مقرّ حكومة الوفاق الوطني قبل ثلاثة أشهر تقريباً.
ولم تعلن أي جهة المسؤولية عن تنفيذ هذه الغارة، لكن وسائل إعلام مقرّبة من حفتر تحدثت مساء السبت 29 يونيو/حزيران الماضي عن استهداف طرابلس وتاجوراء بـ"سلسلة غارات جوية".
كذلك قال الجيش الوطني الليبي، الاثنين 1 يوليو/تموز، إنه سيبدأ توجيه ضربات جوية مكثفة إلى أهداف في طرابلس بعد "استنفاد كل الوسائل التقليدية" للحرب.
غير أن مسؤولاً في الجيش الوطني الليبي (قوات شرق ليبيا التابعة لحفتر) نفى استهداف قواته مركز الاحتجاز، قائلاً "فصائل متحالفة مع طرابلس قصفت المركز بعدما نفّذ الجيش الوطني ضربة جوية دقيقة أصابت معسكراً".
وغالباً ما تستهدف قوات حفتر ضاحية تاجوراء (شرق وسط طرابلس) التي تضمّ مراكز عسكرية تابعة لجماعات موالية لحكومة الوفاق بضربات جوية.
وفشلت قوات حفتر، حتى الآن وبعد ثلاثة أشهر من القتال، في السيطرة على طرابلس بل فقدت في الأسبوع الماضي قاعدة انطلاقها الرئيسية في مدينة غريان إذ استعادتها قوات الوفاق.
ويحظى الجانبان (الوفاق وحفتر) بدعم عسكري من قوى إقليمية، إذ يحصل حفتر منذ سنوات على إمدادات من الإمارات ومصر وفق مراقبين، في حين أرسلت تركيا في المدة الأخيرة شحنة أسلحة إلى القوات المتحالفة مع الوفاق لوقف هجوم حفتر.
ويطيل ذلك أمد الصراع بين الفريقين المتحاربين، وهذا ما يهدد بالسماح للمتشددين الإسلاميين بملء الفراغ الأمني وتعطيل إمدادات النفط وزيادة حركة الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط إلى أوروبا وعرقلة خطط الأمم المتحدة لإجراء انتخابات نزيهة في البلاد لإنهاء التناحر بين الحكومتين المتنافستين شرقاً وغرباً.
وليبيا نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين الأفارقة والعرب الراغبين في الوصول لإيطاليا عن طريق البحر. ويعترض خفر السواحل الليبي، مدعوماً من الاتحاد الأوروبي، طريق الكثيرين منهم ويحتجز الآلاف في مراكز تديرها ليبيا وتصفها مجموعات حقوقية في كثير من الأحيان بأنها "غير آدمية".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...