بعد أيام قليلة من تغريدة أطلقها مكتب بيتر شيفر مدير المتحف اليهودي في برلين على موقع تويتر تتعلق بحملة مقاطعة إسرائيل، أعلن المتحف يوم الجمعة 14 يونيو أن شيفر قدم استقالته من منصبه.
التغريدة سبب الاستقالة تعلقت بقراءة مقال ينتقد قرارًا اتخذه البرلمان الألماني في أيار/مايو باعتبار وسائل حركة مقاطعة اسرائيل "معادية للسامية”.
وأعلن موقع المتحف على الإنترنت أن شيفر قدم استقالته إلى وزيرة الثقافة مونيكا غروترز "لتجنب إلحاق مزيد من الضرر بالمتحف اليهودي في برلين" من دون أن يذكر السبب الكامن وراء هذه الاستقالة. كما أكد الموقع تعيين مارتين ميكايليس مديراً للمتحف خلفاً لشيفر.
وبحسب ما نشرته فرانس برس، فإن بيتر شيفر يواجه منذ أيام ضغوطاً بعدما طالب مكتبه في تغريدة على موقع تويتر متابعي المتحف بالاطلاع على مقال ينتقد قراراً سبق أن اتخذه البرلمان الألماني في مايو الماضي يعتبر وسائل حركة مقاطعة اسرائيل "معادية للسامية”.
وفي أول رد على تلك التغريدة عقّب المجلس المركزي لليهود في ألمانيا على موقع تويتر بنبرة حادة: "بلغ السيل الزبى، المتحف اليهودي في برلين بات خارج السيطرة”، لكن المتحف دافع عن التغريدة بالقول إنها لم تكن اعتراضًا على قرار البرلمان الألماني بل دعوة لمناقشة الموضوع.
وشيفر ليس الوحيد الذي استقال على خلفية التغريدة، فقد أعلنت صحيفة سود دويتشه تسايتونغ الألمانية، وهي الصحيفة الرسمية للمتحف، يوم الجمعة، أن الناطقة باسم المتحف أقيلت هي أيضاً، بحجة مخالفتها قاعدة الحياد في مؤسسة يتم تمويلها بأموال عامة.
وكان شيفر قد صرح في وقت سابق أن نيات مكتبه الصحافي كانت حسنة، وقال لمجلة دير شبيغل الألمانية يوم الأربعاء الماضي إن التغريدة التي أطلقها مكتبه كان الهدف منها المساهمة في النقاشات بشأن قرار البرلمان الألماني باعتبار حركة مقاطعة إسرائيل معادية للسامية، مؤكداً أن المتحف يجب أن يكون مكاناً للدعوة إلى النقاش والحوار.
"صيغة سيئة"
وفي حواره مع دير شبيغل، أقر شيفر بعدم توفيق الصيغة التي كتبت بها التغريدة ووصفها بأنها كانت سيئة، معلناً أنه ربما كان سيطلب صياغة أخرى لو عرضت عليه التغريدة قبل وضعها في تويتر.
وحالما نُشرت التغريدة، عبر المجلس المركزي ليهود ألمانيا عن غضبه الشديد منها، وقال في بيان "طفح الكيل. يبدو أن المتحف اليهودي في برلين أصبح خارجاً عن كل سيطرة. في هذه الظروف علينا أن نتساءل هل صفة يهودي ما زالت مناسبة له".
ورغم أن شيفر اعتذر رسمياً للمجلس، فقد أصر في حديثه لمجلة دير شبيغل على أن المتحف مهمته أن يروي التاريخ والثقافة والديانة اليهودية في ألمانيا، لكنه ليس ناطقاً باسم الجالية اليهودية ولا باسم إسرائيل على حد قوله.
ويعتبر المتحف اليهودي في برلين أحد أكبر المتاحف اليهودية في أوروبا، 650 ألف شخص يزورونه سنويًا. وقد شاهد معرض التاريخ اليهودي الألماني المفتتح منذ 2001 حوالي 11.4 مليون شخص.
استقال مدير المتحف اليهودي في برلين بسبب تغريدة أطلقها مكتبه تنتقد تصنيف البرلمان الألماني حركة مقاطعة اسرائيل “BDS” معاديةً للسامية.
وترى فرانس برس إن القضايا المرتبطة بمعاداة السامية واسرائيل تتسم بحساسية كبيرة في ألمانيا بسبب الماضي النازي ومحرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية.
وقبل أشهر انتقد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو المتحف اليهودي في برلين بشدة بسبب معرضه أهلاً بكم في القدس، معتبراً أنه معاد لإسرائيل ومؤيد للفلسطينيين، لكن حينذاك تجاهلت الحكومة الألمانية طلب نتانياهو سحب دعمها للمعرض.
وأُسست حركة بي دي إس المقاطعة لإسرائيل وهي اختصار لـ "حركة المقاطعة وسحب الاستثمار وفرض العقوبات" في العام 2005، وهي حملة عالمية لمقاطعة اقتصادية وثقافية وعلمية لاسرائيل تهدف إلى إنهاء الاحتلال والاستيطان في الأراضي الفلسطينية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...