كيف يبدو الموت؟ لم يعد أحد من الموت ليخبرنا عن وجهه، لكن لدينا شهادات ثمينة لقلة نادرة عادت تقريباً من الموت لعل آخرها شهادة أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، الذي كشف الأحد عن توقف قلبه بضع دقائق حين خضع لجراحة زرع رئة، لكنه عاد مرة أخرى إلى الحياة بحسب ما شرحه له أطباؤه.
ويؤمن العلماء أنه عند توقف القلب عن النبض، وضخ الدم إلى الدماغ، ينتهي الوعي على الفور، متفقين على أن الإنسان، في تلك اللحظة، يعتبر ميتاً من الناحية الطبية، لكن في السنوات الأخيرة، أعلن علماء متخصصون في علم الموت، أنه في بعض الحالات يمكن إعادة المريض إلى الحياة مرة أخرى، واصفين هذه التجربة باسم الاقتراب من الموت (بالإنجليزية:Near death experience).
وبحسب ما أعلنه عريقات في حوار تلفزيوني لبرنامج أول مرة الذي يقدمه الإعلامي طوني خليفة على فضائية الأردن اليوم، فإن الأطباء أكدوا له أن المدة الزمنية التي توفى فيها كانت ثلاث دقائق و20 ثانية، مؤكداً أنه تم تحويله لاحقاً لأحد الأقسام، كي يدلي بما رآه أثناء موته، لكنه رفض ذلك، مبرراً رفضه بخوفه من أن يقال عنه في المستقبل، إنه تحدث يوماً وكان مهلوساً، بحسب تعبيره.
وتحدث عريقات عن تجربته مع الموت، قائلاً إن هناك أموراً تحدث بعد الموت، لكنه رفض أن يذكر هذه الأمور على الهواء بالتفصيل، مشيراً إلى أنه قال لزوجته إنه "قابل وجه ربه في ذلك اليوم"، لكنه مازحها قائلاً إنه لم يمت وإنه سيدفنها هو، في إشارة إلى أنها ستموت قبله.
تابع عريقات: "لم أخرج من جسمي، لأنه لا يوجد جسم. كنت أمشي بسرعة الريح، ولكن ليس في السماء، بل في شيء يشبه الفراغ"، مضيفاً أنه رأى وجوهاً معيّنة كان قد ساعدها في الماضي، لكنه أكد أنه لم يتذكر أسماءها.
وفي العام 2013، قال علماء من بلجيكا إن تجربة الاقتراب من الموت حقيقة أكثر من الحقيقة ذاتها وإن من عاشوا هذه التجربة الفريدة تغيرت شخصياتهم تماماً وأصبحوا أكثر سعادة ولا يهابون الموت.
تجربة الاقتراب من الموت
لسنوات طويلة، روى الذين مروا بتجربة الاقتراب من الموت عن ذكريات بشأن ما حدث لهم، لكن الأطباء رفضوا الاقتناع بهذه القصص، قائلين إنها ضرب من الهلوسة، كما تجنب الباحثون الخوض في دراسة تجربة الاقتراب من الموت، لسبب رئيسي هو أنه شيء يقع خارج نطاق البحث العلمي.
لكن قبل بضع سنوات، قرر سام بارنيا، الطبيب المختص بشؤون الخدمة الصحية ومدير بحوث الإنعاش في كلية الطب بجامعة ستوني بروك في نيويورك، بالتعاون مع زملائه في 17 مؤسسة في الولايات المتحدة وبريطانيا، تحليل أكثر من 2,000 حالة توقف للقلب، أي اللحظة التي يكون فيها المريض مُتَوفّىً من الناحية الطبية.
ومن هؤلاء المرضى، استطاع الأطباء إعادة 16 في المئة إلى الحياة، وتمكن بارنيا وزملاؤه من إجراء مقابلات مع 101 منهم، أي الثلث.
في العام 2015، وبعد 4 سنوات من البحث، أعلن بارنيا أن الهدف من البحث كان محاولة فهم ما هي التجربة الذهنية والمعرفية للموت، مؤكداً أن 50 في المئة من الذين أجريت عليهم الدراسة تمكنوا من تذكر شيء ما. واستطاع بارنيا وزملاؤه تصنيف ما مر به هؤلاء الذين اقتربوا من الموت إلى سبعة أنواع، هي: الخوف - رؤية حيوانات أو نباتات - ضوء ساطع -عنف وقمع - الشعور بالمرور بالتجربة من قبل - رؤية العائلة - استذكار الأحداث التي تقع بعد توقف القلب.
كيف يبدو الموت؟ لم يعد أحد من الموت ليخبرنا عنه..لكن لدينا شهادة المسؤول الفلسطيني صائب عريقات يروي فيها ما رآه حين توقف قلبه وأعلن الأطباء موته. ماذا قال؟ وماذا يقول العلماء عن تجربة العودة من الموت؟
الخوف - رؤية حيوانات أو نباتات - ضوء ساطع -عنف وقمع - الشعور بالمرور بالتجربة من قبل - رؤية العائلة - استذكار الأحداث التي تقع بعد توقف القلب…هذا بعض ما يراه العائدون من الموت إلى الحياة.
يقول علماء من بلجيكا إن تجربة الاقتراب من الموت حقيقة وإن من عاشوا هذه التجربة تغيرت شخصياتهم وأصبحوا أكثر سعادة ولا يهابون الموت. صائب عريقات يتحدث عن تجربة العودة من الموت وكيف قابل وجه ربه.
وخلص العلماء إلى أن التجارب الذهنية التي مر بها من توقفت قلوبهم ثم عادوا للحياة، تراوحت بين الرهبة والسعادة، فهناك على سبيل المثال من تحدثوا عن شعورهم بالخوف أو بالاضطهاد. أحد المرضى قال: "اضطررت لممارسة طقوس معينة، تمثلت في أن أوضع في النار لأحترق. كان هناك أربعة رجال معي، والذي كان يكذب وضع في النار، ورأيت رجالاُ في الأكفان يدفنون عمودياً".
وقال مريض آخر إنه رأى نفسه يُجر إلى مياه عميقة، وقال 20 في المئة من المرضى إنهم شعروا بالسلام والسرور، كما رأى البعض أشياء حية، مثل النباتات، وأسود ونمور، أما البعض الآخر فقد نعموا ببريق نور ساطع، أو التقوا أفراداً من عائلاتهم.
ويقول بارنيا وزملاؤه إنهم لم يكتشفوا السبب العلمي لتذكر بعض الناس شيئاً عن موتهم، في حين أن آخرين لا يتذكرون شيئاً، كما أنهم لم يجدوا تفسيراً لرؤية بعض الناس أشياء مخيفة ورؤية آخرين أشياء سعيدة.
وتعرّف جمعية علم النفس الأمريكية تجربة الاقتراب من الموت على أنها: أحداث نفسية عميقة مع وقائع غامضة تتجاوز نطاق معرفة البشر.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Tester WhiteBeard -
منذ 18 ساعةtester.whitebeard@gmail.com
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 4 أيامجميل جدا وتوقيت رائع لمقالك والتشبث بمقاومة الست
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال مدغدغ للانسانية التي فينا. جميل.
Ahmed Adel -
منذ أسبوعمقال رائع كالعادة
بسمه الشامي -
منذ اسبوعينعزيزتي
لم تكن عائلة ونيس مثاليه وكانوا يرتكبون الأخطاء ولكن يقدمون لنا طريقه لحلها في كل حلقه...
نسرين الحميدي -
منذ اسبوعينلا اعتقد ان القانون وحقوق المرأة هو الحل لحماية المرأة من التعنيف بقدر الدعم النفسي للنساء للدفاع...