أصبحت تاليا باشا، الطفلة السورية، حديثَ العالم بعد أن شاركتْ في عدة أفلام بهوليوود الأمريكية عقب خروجها من بلدها سوريا بعد اندلاع الحرب فيها منذ ما يقرب 8 سنوات لتصبح الآن إحدى النجمات العربيات اللاتي يمثلن في هوليوود، رغم عدم تجاوز عمرها الـ10 سنوات فقط.
كيف بدأت رحلتها في هوليوود؟، وكيف تركت سوريا؟، وما هي مشاريعها الفنية المقبلة؟ وأسئلة أخرى كثيرة تجاوبها تاليا باشا في حوارها مع "رصيف 22" الذي تواصل معها بشكل مباشر من إقامتها الحالية في أمريكا.
أتمنى عندما أكبر وأمتلك العديد من الأموال أن أتبرّع بها لأطفال سوريا كي أساعدهم في أن يعيشوا حياةً كريمة ويعوضوا عمّا مرّوا به.
- من أنتي لمن لا يعرفك من العرب؟
اسمي تاليا باشا. عمري 10 سنوات. أعمل ممثلة. وأنا من سوريا، بالتحديد من حلب. خرجت مع أسرتي من سوريا عقب الحرب منذ 8 سنوات تقريباً مع غيرنا من السوريين الذين تركوا بلادَهم خوفاً من الحرب، وكانت لبنان وجهتُنا الأولى، وبقينا هناك لفترة، ثمّ انتقلنا للعيش في أمريكا، ومن هنا بدأت رحلتي مع التمثيل التي تعتبر أهم رحلة في حياتي.
تمثيلي لدور طفلة يهودية لا يعيبني، ولديّ أصدقاء يهود أحبّهم ويحبونني.
- كيف بدأت الرحلة؟
دخلتُ مدرسة في أمريكا في عمر 5 سنوات، وهناك أحببتُ التمثيل، وشاركتُ من خلال مدرستي في برنامج مواهب يعرف باسم "تالنت شو" الذي شهد الانطلاقةَ الأولى لي، وبعدها بدأتُ أدرس التمثيل كي احترفَه، فانضممتُ إلى معهد "ذا بلاي جروند"، والذي يشرف عليه العديد من كبار صنّاع السينما، وعلى رأسهم المخرج العالمي "جاري سباتز"، والذي لعب دوراً كبيراً في ترشيحي للمشاركة في العديد من الأفلام الكبرى مثل فيلم "تشوكلت" الذي كان بدايتي الحقيقية، وأشاد النقاد بدوري فيه، وتوقعوا لي مستقبلاً باهراً.
ولن أنسى بالطبع دور هذا المعهد الذي جعلني فعلاً قادرة، وبكل ثقة، أن أقف أمام الكاميرا دون خوف أو رهبة، وأخرج كلَّ ما لديّ من موهبة تمثيلية.
- من هو مثلُك الأعلى في عالم التمثيل، والذي تتمنين أن تسيري على نهجِه في مستقبلك الفنّي؟
عالمياً، الممثلة والفنانة الشابة الموهوبة Kelli Berglund، فدائماً ما أتابعها، وأتعلّم منها، سيان في أفلامها أو مسلسلاتها.
أما عربيا فأنا من عشاق الفنان السوري الكبير، محمد خير الجراح، الذي أبدع في مسلسل "باب الحارة"، وأتمنى أن أشاركه في عملٍ يوماً ما في السينما السورية التي لم تسمح الظروفُ التي مرّتْ بها بلادي أن أشارك في أيٍّ من أعمالِها السينمائية العظيمة التي تأثّرتْ كثيراً بسبب الحرب، بل واختفت تماماً الآن.
- ما هو الفيلم الذي مثلتِه، وتعلقتِ به كثيراً من بين أفلامِك في هوليوود؟
كلُّ أفلامي أحببتها جدّاً، وبالأخصّ فيلم losing life، والذي كنتُ ألعب فيه دورَ ابنة رجلٍ أمريكيٍّ يكتشف عن طريق الصدفة أنه عقيمٌ لا ينجب أطفالاً من الأساس، وتتوالى الأحداث الدرامية الرائعة بعد ذلك، وقد أُعجب كلَّ النقاد بهذا الفيلم الاجتماعيّ، وأشادوا بالمؤلف، والمخرج، وكلّ الممثلين. ويعتبر هذا الفيلمُ هو انطلاقتي الحقيقية في سماء هوليوود، حيث أنه بسببه جاءتني عروضٌ لأجسّد العديد من الأدوار، سواء في أفلام أو في إعلانات.
- لك فيلم منذ 3 سنوات تقريباً، يعرف باسم The Sins Of Our Father، وقد تسبّب هذا الفيلم في كثير من الجدل لتجسيدك دور طفلة يهودية...
هذا مجرّد تمثيل وليس حقيقة، فلماذا الغضب عليّ؟ وعلى كلٍّ فأنا لدي العديد من الأصدقاء اليهود هنا في أمريكا وهُم جيدون للغاية، ولم يصدر منهم أيُّ شيء سيّء، فلا تحكم على أحد دون أن تعرفه، ولا تكرهْ أحداً دون سبب لكرهه. أكره العنصرية جدّاً، وأرفضها، لهذا، فأنا فخورة جدّاً بهذا الفيلم ولا أعبأ بالانتقادات.
- ما هي المشاريع القادمة لك في أمريكا؟ سمعنا أنك تتستعدين لفيلم جديد عن حياة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
ليس من حقّي الحديثُ عن الكثير من التفاصيل عن أيّ مشروع سينمائي جديد؛ ولكن، تمّ اختياري بالفعل لتجسيد دور ابنة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وهذا شيء عظيم بالنسبة لي. والفيلم من إخراج المخرج الفلسطيني "إياد حجاج"، وقد قابلت ابنة الرئيس الفلسطيني الراحل، وكانت سبباً في اختياري لثقتِها أنني سأكون على قدرِ هذا الدور الهامّ والتاريخي.
من الممكن أن أعود إلى سوريا يوماً ما لزيارتها، ولكن مستقبلي وحياتي أصبحا اليوم في أمريكا.
- ماذا عن مشاريعك الفنية الحالية؟
أصوّر إعلاناً تجارياً جديداً، ولا يسعني الحديث أكثر عنه وفقاً لاتفاق مع المنتج، ولكني سعيدة جدّاً بالعمل في مجال الإعلانات، وخاصة أنها تعتبر أعمالاً فنية قصيرة وسريعة، وهو ما يجعلني أحبّها أكثر وأكثر.
- بعيدا عن عالم الفن نعود للحديث عن سوريا.. هل تنوين العودة إلى سوريا قريبا حال انتهاء الحرب فيها؟
لديّ أسرة وأصدقاء في سوريا أعشقهم وأشتاق لهم، ولكن لديّ هنا أسرة أيضاً وعائلة أعشقهم ولن أتركهم. بالطبع من الممكن أن أعود إلى سوريا يوماً ما لزيارتها، ولكن مستقبلي وحياتي أصبحا اليوم في أمريكا.
- كيف رأيتِ ما يحدث في بلادك الآن من حربٍ وإرهاب؟
رأيتُ الأخبار عن سوريا في وسائل الإعلام، وشاهدتُ ما يحدث لأطفال بلدي، وقد آلمني الأمرُ كثيراً لِما وصلتْ إليه الأوضاعُ في بلادي؛ ولهذا أتمنى عندما أكبر وأمتلك العديد من الأموال أن أتبرّع بها لأطفال سوريا كي أساعدهم في أن يعيشوا حياةً كريمة ويعوضوا عمّا مرّوا به، وأيضاً من أجل إعادة بناء ما تمّ تدميره لهم، سواء منازلهم أو مدارسهم أو مستشفياتهم، كي يمارسوا حياتهم بصورة طبيعية مرّة أخرى. هذا حلمي الكبير والوحيد الآن، والذي أتمنى أن يأتي اليوم الذي أنفذه فيه.
- هل سمعتِ عن تنظيمِ داعش الإرهابي؟
أكره داعش! هذا تنظيمٌ إرهابيّ سيّء. إنهم فعلوا كلَّ شيء سيّء في العالم، سواء القتل و التدمير والتخريب، ولو كنتُ موجودة في سوريا لقلتُ لهم: أنتم الإحباط بعينه، ومرفوضون ومبنوذون إلى الأبد.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.