مع دخول الحرب أسبوعها الثامن، يبدو مصير العام الدراسي لأكثر من 122 ألف طالب في ليبيا مبهماً بعدما أجبرتهم المعارك على الفرار مع ذويهم من مدنهم خصوصاً جنوب العاصمة طرابلس.
وتشير بيانات مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في ليبيا، إلى أن نحو 122 ألف طالب لا يمكنهم الالتحاق بمدارسهم في طرابلس بسبب المعارك الدائرة.
وتجدد القتال في ليبيا في الرابع من أبريل/ نيسان الماضي، منذ بدأ المشير خليفة حفتر، حملةً عسكرية للسيطرة على طرابلس، مقر حكومة الوفاق المعترف بها دولياً بزعم تخليصها من "الإرهاب". وأسفرت المعارك عن مقتل 510 شخصاً وجرح 2467 ، ونزوح قرابة 60 ألفاً من مناطق الاشتباكات وفق آخر حصيلة لمنظمة الصحة العالمية.
وجه آخر للحرب
وبعيداً عن حصيلة الحرب البشرية والأمنية، تقول ميار مصطفى، وهي طالبة في الثانوية العامة، لوكالة فرانس برس "هجرنا من بيوتنا مع بدء الاشتباكات، ونحن في سنة دراسية حساسة كوننا سننتقل إلى الجامعة نهاية العام. على المستوى النفسي، نحن مضطربون ولا نعرف مصيرنا".
أما رئيس لجنة الأزمة بوزارة التعليم في حكومة الوفاق رشاد بشر، فأكد لفرانس برس، أن هناك مناطق كثيرة توقفت فيها الدراسة لوقوعها في مناطق الاشتباكات، في حين تسير الدراسة بشكل طبيعي في مناطق أخرى في طرابلس.
وأضاف: "معظم المدارس في طرابلس لم تتوقف ما عدا بلديتي عين زارة وأبو سليم كونهما الأكثر تضرراً جراء الأعمال العسكرية"، مشيراً إلى تخطي عدد المدارس المغلقة فيهما المئة.
ويدور جزء كبير من العمليات العسكرية جنوب طرابلس في معظم أحياء عين زارة المكتظة بالسكان وأجزاء من أبو سليم.
ويأمل بشر انتهاء الحرب قريباً، لكنه يتوقع، في حال استمرارها، وضع خطة بديلة لمعالجة أوضاع الطلبة النازحين لضمان عدم ضياع العام الدراسي عليهم.
يبدو مصير العام الدراسي لأكثر من 122 ألف طالب ليبي مبهماً، مع دخول الحرب أسبوعها الثامن، إذ أغلقت نحو 100 مدرسة في بلديتي عين زارة وأبو سليم جراء القتال المستعر في طرابلس منذ 4 أبريل الماضي.
إجراءات لمواجهة الأزمة
ونهاية الشهر الماضي، أصدرت وزارة التعليم في حكومة الوفاق مجموعة قرارات نتيجة لاستمرار المعارك جنوب طرابلس وغرب البلاد. منحت الوزارة عطلة للمعلمين وعلقت الدراسة مؤقتاً طوال شهر رمضان.
كما حددت موعداً للامتحان النهائي لمرحلتي التعليم الأساسي (الابتدائي والإعدادي) والثانوي من 21 يوليو/تموز إلى 29 أغسطس/آب المقبلين.
وشددت الوزارة على استمرار منح السلطة التقديرية لمراقبي التعليم في ما يتعلق باستمرار الدراسة في مناطقهم من عدمها أو استمرار الدراسة في بعض المـدارس ووقفهـا في مدارس أخرى نتيجة الظروف الأمنية الراهنة.
في المقابل، أطلقت مدارس عدة في المناطق الآمنة بالعاصمة طرابلس، مبادرة تطوعية تبناها معلمون لتقديم دروس منهجية تعوض الطلبة ما فاتهم في مدارسهم.
ولفتت غفران بن عياد، وهي مدرّسة لغة إنجليزية، إلى أن المبادرة تمثل أهمية خاصة للطلبة الذين لديهم رغبة في مقارعة الظروف لاستكمال تعليمهم، مضيفةً لفرانس برس "اللافت أن معظم الطلبة متفوقون، وأظهروا حرصاً كبيراً على التحصيل العلمي برغم الآثار النفسية لنزوحهم القسري".
ويعاني المدنيون في العاصمة الليبية ظروفاً إنسانية في منتهى الصعوبة جراء المعارك بين قوات حفتر والقوات الموالية لحكومة الوفاق، لا سيما في ما يتعلق بتوفير ممرات آمنة للعائلات والمصابين وسط إطلاق النار والاشتباكات.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ 3 ساعات??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 23 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون