أظهر تحقيق استقصائي للتلفزيون الألماني دويتشه فيله أن السلطات الألمانية تبحث حالياً عن أعضاء شبكة عراقية خطرة تسمي نفسها "السلام 313"، وكشف التحقيق عن أن أكثر من 500 من رجال الشرطة الألمان شاركوا في عمليات تفتيش 49 منزلاً في 11 مدينة وبلدة.
وحكى مواطن من أصل عراقي يعيش في ألمانيا لدويتشه فيله أن شبكة "السلام 313" التي يطلق على أعضائها أيضاً اسم "قائدي الدراجات النارية" العراقية هددته بالقتل.
وقال العراقي الذي رفض الكشف عن هويته إن سبب تهديده بالقتل أنه يعيش على الطريقة الغربية، ويعبر عن رأيه بحرية، مضيفاً أن هاتفه المحمول يحمل رسائل تهديد بالقتل من أعضاء الشبكة، ومؤكداً أنه يعرف عراقيين آخرين يعيشون في المنفى تلقوا تهديدات مماثلة.
حاول معدو التحقيق الاستقصائي الحصول على معلومات عن الشبكة العراقية من هيئة حماية الدستور (جهاز الاستخبارات الداخلية) في ولاية شمال الراين ويستفاليا، فجاءهم الرد بأنه لا يمكن الكشف علناً عن المعلومات المتصلة بالجماعة، واكتفى الجهاز بإخبارهم بخطط المداهمات الكبيرة التي شارك فيها أكثر من 500 شرطي، وشملت تفتيش 49 منزلاً في 11 مدينة وبلدة في أكبر ولاية ألمانية من حيث عدد السكان، وهي ولاية شمال الراين ويتسفاليا.
ونقل التحقيق عن وزير داخلية الولاية هيربرت رويل قوله إن التحضيرات لشن المداهمات استغرقت بضعة أشهر، مضيفاً أن المداهمات كانت تهدف إلى ضبط أدلة وإثباتات، لكن الوزير قال إنه ليس لديه معلومات عما إذا كانت للشبكة نشاطات خارج الولاية أم لا.
حملة مداهمات أمنية غير مسبوقة في ألمانيا للكشف عن شبكة تضم مواطنين من أصول عربية تطلق على نفسها "السلام 313"، متهمة بالاتجار بالبشر وجني الإيتاوات وبيع المخدرات. تحقيق استقصائي لدويتشه فيله يكشف المزيد عن هذه الشبكة وخلفيتها.
التهم الموجهة لـ"السلام 313"
يؤكد التحقيق الاستقصائي أن التهم الموجهة ضد شبكة "السلام 313" العراقية متنوعة وكثيرة، وحالياً تجري التحريات ضد 34 مشتبهاً فيه عراقياً وسورياً، ومن ضمن التهم، خروقات لقانون رقابة أسلحة الحرب وتهريب البشر وتزوير جوازات السفر وجنح تتعلق بالمخدرات.
وبحسب التحقيق، فإن المعلومات المتوفرة عن الشبكة لا تتعدى ما نشرته على الشبكة العنكبوتية، آخرها نشر شهر مايو 2017. صفحة المجموعة على فيسبوك تضم مواد دعاية قديمة عن نفسها.
أما على موقع يوتيوب فيوجد شريط فيديو مدته سبع دقائق يظهر أفراد الجماعة في مشاهد دراماتيكية بموسيقى قوية، يقودون الدراجات النارية الضخمة ويسيرون خلف بعضهم حيناً أو حول قائدهم. هؤلاء بنيتهم الجسدية قوية يتميزون بعضلات مفتولة ونظارات شمسية سوداء ويرتدون سترات جلدية.
وفي شريط فيديو يقدم رئيس جماعة "السلام 313" نفسه بالقول: "السلام عليكم، أنا أبو مهدي". ويقدم اسمه الحقيقي بـ "محمد بنية” ويكشف عن تأسيس جماعته مطلع عام 2016. ويوضح أن أنشطة المجموعة لا تنحصر في ألمانيا فحسب، بل تتعداها إلى دول أوروبية أخرى مثل السويد والدنمارك وهولندا. ويعترف في شريط الفيديو نفسه بأن المجموعة "تتعامل بدون تأنيب ضمير مع أي شخص وأن الذين يأتون إلى أوروبا يجب أن يلتزموا الأدب والأخلاق". ويقصد أبو مهدي بذلك العراقيين الهاربين إلى ألمانيا، حيث يقدم نفسه كشرطي آداب.
وبحسب أبو مهدي، فإن الجماعة موجودة للمساعدة وليس لإثارة المشاكل، لكنه يضيف "البعض منكم يحتاج إلى جولة من الضرب المبرح على الطريقة العربية، وأنتم تعلمون جيداً ماذا أقصد بذلك"، لكن في مقطع آخر ينفي المدعو أبو مهدي أن تكون الجماعة "مافيا عراقية" واصفاً ذلك الكلام بالهراء.
ويقول التحقيق الاستقصائي إنأن الرقم 313 في اسم المجموعة يشير إلى عدد الرجال الذين سيرافقون المهدي عند ظهوره في آخر الزمان، حسب العقيدة الشيعية.
ويرى معدو التحقيق أنه قد توجد علاقات بين مجموعة "السلام 313" وبين ما يسمى بجيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في العراق، حيث يتضمن شعار المجموعة المسلحة في العراق حمامة، كما هو الحال مع الحمامة في شعار جماعة "السلام 313" في ألمانيا.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...