بيّنت دراسة بريطانية حديثة أنه من الشائع رؤية رسوم وخربشات تصور الأعضاء الجنسية الذكرية على جدران وأبواب الحمامات العامّة الخاصة بالرجال، بينما تلجأ النساء إلى رسم قلوب حُبّ، وكتابة اقتباسات ورسائل لن يقرأها الحبيب المقصود في الحمامات العامة الخاصّة بهن.
فقد شوهد 74 اقتباساً ونصيحةً عند تفقد 100 حمام نسائي، وهذا ما دفع البعض ليتساءل: "أين أعضاء المرأة التناسلية؟"
تُشير الأبحاث إلى أن 42% من النساء يشعرن بالحرج من مهبلهنّ، وأن 61% يشعرن بضغوط لإظهار المهبل بشكل مُشابه لما يرونه في الأفلام الإباحية على سبيل المثال.
من هذا المُنطلق، انتشرت أعمال فنيّة تُصوّر أعضاء النساء الجنسية على أبواب الحمامات العامة النسائية في لندن، كجزء من حملة تقف وراء رسومها أولويا بوبر، 23 عاماً، لتشجيع النساء على النظر بإيجابية إلى أجسادهن، وخاصةً الأعضاء التناسلية.
تقول بوبر لـ Radio 1 Newsbeat "من المهم أن ندرك أنه ليس المهبل ما يصنع وجود المرأة، لكنه مهم جداً بالنسبة للعديد من النساء"، مُشيرة إلى أنها عانت من ضغوط حول مظهر مهبلها.
وأوضحت أن الأفلام الإباحية تُقدّم المهبل بشكل واحد، وهذا ما يجعل النساء يشعرن أن هُناك "مُشكلة ما" إذا كان لمهبلهن شكل مُختلف، مُشيرةً إلى أنه "شيء خاطئ تماماً".
ولا ترى بوبر في فنها ما يسيء أو يخدش الحياء العام رغم أنها ترسم أعضاء المرأة التناسلية بتفاصيلها في الأماكن العامة، مُضيفة: "ليس من المفترض أن تكون للأعضاء الجنسية دلالات إيجابية أو سلبية، لأنها مجرد أعضاء في جسم الإنسان، ولكن المعنى الذي نعطيه للأعضاء الجنسية هو ما يجعلها شيئاً إيجابياً أو سلبياً".
وأُطلقت حملة الرسوم هذه من خلال شركة بودي فورم Bodyform، المتخصصة بمنتجات المرأة، مثل الفوط الصحية، كجزء من حملتها Viva La Vulva (يعيش الفرج).
تقول تراكي باكستر، مديرة التسويق في Bodyform، إن مُهمتها كسر "التابوه" الذي يجعل النساء يخجلن من أجسادهن، لافتةً إلى أنه دون "علاقة إيجابية مع المهبل، الجزء الأكثر حميمة في جسد المرأة، لا يمكن أن تكون هُناك علاقة إيجابية مع أنفسنا كنساء".
قلق جنسي لدى الرجال
يعتقد المُحلل النفسي ديفيد مورغان في حديثه مع بي بي سي بأن كثرة رسوم الأعضاء جنسية الذكرية في الحمامات تعود إلى أنها "تُمثل قلقاً بشأن النشاط الجنسي للذكور"، موضحاً أن الرجال يتعاملون مع هذا القلق من خلال رسم أعضائهم الجنسية في "كل مكان وتركها في وجه الجميع".
لماذا تخجل المرأة من أعضائها التناسلية، ويتفاخر الرجل بعضوه الذكري؟ حملة بريطانية لنشر أعمال فنيّة تُصوّر أعضاء النساء الجنسية على أبواب الحمامات العامة النسائية...والهدف مذهل.
ماذا يرسم الرجال على أبواب الحمامات العامة؟ وماذا تكتب النساء على أبواب الحمامات العامة؟ الإجابات مذهلة.
صعوبة في تخيّل المهبل
أما أولويا بوبر التي قادت حملة Viva La Vulva برسومها، فتقول إن في حمامات النساء، "كثيراً ما تكون الرسوم التي تظهر على الجدران بمثابة نوع من التمكين للمرأة أو اعترافات تحت تأثير الكحول".
وتعتقد بوبر أنه من الصعب على المرأة أن ترسم المهبل معتمدةً "على ذاكرتها"، بينما يسهل على الرجال والنساء رسم عضو ذكري، مُرجحةً أن يكون هذا سبب عدم وجود رسوم لأعضاء المرأة التناسلية على جدران الحمامات، علماً أن "الرجال يشعرون بالفخر بأعضائهم الجنسية أكثر من النساء"، وفقاً لبوبر.
ماذا يكتب البريطانيون؟
"ذهبت إلى الحمام، وتساءلت هل تكتب النساء مثلنا؟"، يقول سكوت كيلي الذي يعمل في مجال الدعاية والإعلان، والذي استعان بصديقة له، لإجراء دراسة على 100 حمام في لندن، ليكتشفا معاً الطريقة التي "يتواصل" فيها الرجال والنساء مع جدران الحمام.
فمن أبرز ما بيّنته الدراسة أن 46% من رسوم الرجال هي عبارة عن عضو ذكري، والرسمة الأكثر تداولاً بين النساء هي قلب حُب.
ولكن هذا لا يعني أن النساء لم يرسمن عضواً ذكرياً. فبحسب الدراسة، "تقضي النساء 1.4% من وقتهن في رسم عضو ذكري، ولكنه يكون أكثر طولاً مما يرسمه الرجال".
وكشفت الدراسة أنه بينما استخدمت النساء كلمة "حب" 40 مرّة، استخدمها الرجال مرّة واحدة، وجاءت كالتالي: "آليكس يُحب المهبل"، كما بينت أن النساء كتبن 37 رسالة إلى رجال لن يروها، في حين لم تشهد حمامات الرجال كتابة رسالة واحدة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Tester WhiteBeard -
منذ يومtester.whitebeard@gmail.com
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 5 أيامجميل جدا وتوقيت رائع لمقالك والتشبث بمقاومة الست
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال مدغدغ للانسانية التي فينا. جميل.
Ahmed Adel -
منذ أسبوعمقال رائع كالعادة
بسمه الشامي -
منذ اسبوعينعزيزتي
لم تكن عائلة ونيس مثاليه وكانوا يرتكبون الأخطاء ولكن يقدمون لنا طريقه لحلها في كل حلقه...
نسرين الحميدي -
منذ 3 اسابيعلا اعتقد ان القانون وحقوق المرأة هو الحل لحماية المرأة من التعنيف بقدر الدعم النفسي للنساء للدفاع...