شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
نساءٌ ابتكرن منصّاتٍ إلكترونيّة للتحدّث بحريةٍ عن الجنس والمتعة والمنتجات الحميميّة

نساءٌ ابتكرن منصّاتٍ إلكترونيّة للتحدّث بحريةٍ عن الجنس والمتعة والمنتجات الحميميّة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 10 مايو 201904:17 م

في مجتمعٍ يُحرّم الحديث عن الجنس ويعتبر كلّ من يقترب منه قد تجاوز الخط الأحمر، اختارت نسوةٌ مصريّاتٌ الحديث بجرأةٍ عن الصحّة الجنسيّة والتوعية والتسويق لبعض المنتجات الجنسيّة.

وفي حين أن إقدام النساء على الترويج لمحتوى جنسي قد يبدو أمراً غريباً، خاصّة وأنه للوهلة الأولى غالباً ما يتبادر للذهن أن هذا المحتوى ما هو إلا وسيلة لتسهيل العلاقات الجنسيّة، على اعتبار أن هذه المنصّة أشبه بموقعٍ إباحي، لكن في الحقيقة تحاول مثل هذه المنصّات كسر الصور النمطيّة، والتأكيد على المساواة بين الجنسين في مختلف المجالات، خاصّةً في موضوع الصحّة الجنسيّة.

في السنوات الأخيرة بدأت تظهر على منصّات التواصل الاجتماعي بعض الصفحات الخاصّة بالتوعية الجنسيّة في مصر، على غرار Love Matters الحب ثقافة- ومع الوقت تمكّنت هذه المواقع والصفحات من التأكيد على أن المحتوى الذي يتحدّث عن الجنس لا يعني بالضرورة التشجيع على العلاقات.

للوقوف أكثر على أسرار وخفايا هذه المنصّات الإلكترونيّة، حاولنا التحدّث مع بعض الفتيات اللواتي يعملن بجرأةٍ على بعض المواضيع الجنسيّة التي تهدف بالأساس لتثقيف الناس وتبديد هواجسهم.

The sex talk

تُعتبر "فاطمة إبراهيم"، صاحبة أوّل مبادرةٍ عربيّةٍ تقدّم محتوى خاصّاً بالصحّة الجنسيّة للنساء، وعن سبب اهتمامها بهذا المجال، تقول لرصيف 22: "إن تواجدي في عددٍ كبيرٍ من المجموعات المغلقة الخاصّة بالنساء، جعلني ألاحظ نسبة الجهل فيما يتعلّق بالصحّة الجنسيّة وبعلاقة الفتاة بجسمها وبكيفيّة الاعتناء به وتجنّب الأمراض".

تكشف "إبراهيم" أن الفتيات غالباً ما يخشين الذهاب إلى الطبيب وأخذ مشورته حول مواضيع حميميّة: "عندما كنت أرغب في معرفة أمرٍ ما كنت أبحث جيّداً في المواد العلميّة بعيداً عن الأخلاق ورأي الدين والتجارب الشخصيّة، خاصّة أننا كنساءٍ في المجتمع العربي لا نعرف شيئاً عن أجسادنا وهذا ما يجعلنا معرّضاتٍ دائماً للاستغلال".

واستناداً إلى تجربتها الخاصّة، لاحظت "فاطمة" أنه لا يوجد أي محتوى عربي عن الصحّة الجنسيّة موجّهٍ للنساء، فقرّرت أن تطلق محتوى ذا طابعٍ نسوي "يضع النساء كأولويّة ويهدف لزيادة الوعي ونشر المعرفة...لأنني أؤمن أن أولى خطوات التمكين هي المعرفة".

إننا كنساءٍ في المجتمع العربي لا نعرف شيئاً عن أجسادنا وهذا ما يجعلنا معرّضاتٍ دائماً للاستغلال

توضّح إبراهيم" أن هذا المحتوى الذي ابتكرته يعالج شتى الأمور الحياتيّة التي تواجهها النساء، كالختان، زواج القاصرات، مفهوم العذريّة والشرف...

في البداية أنشأت "فاطمة إبراهيم" "جروب" مغلق على فايسبوك يوفّر مساحةً آمنة للنساء للتعبير عن أنفسهنّ وطرح هواجسهنّ، واتجهت بعدها لإنشاء صفحةٍ على فايسبوك تحمل اسم The sex talk، وتهدف تعليم النساء وتثقيفهنّ حول بعض المعلومات الخاصّة بأجسادهنّ، لتفادي الانتهاكات أو الوقوع في فخِّ التضليل.


وفي هذا الصدد، تشير "إبراهيم" إلى أنه في مصر يُعتبر من الممنوع على الفتاة أن تحاول معرفة أي شيءٍ عن جسدها بخاصّة إذا كانت عذراء: "الحديث يكون فقط قبل ليلة الدخلة...وهذا الجهل المعرفي يجعل الكثير من النساء يتعرّضن للاستغلال وسوء المعاملة، بحيث يقوم بعض الرجال بممارساتٍ مؤذيةٍ بحجّة أن هذا التصرّف طبيعي، خاصّة وأن البعض من هؤلاء الرجال يتأثّر بأفلام البورنو".

وفي حين أن بعض النساء يخترن هذه المنصّة للحديث عن التغييرات في الجهاز التناسلي والعلاقة بأجسامهنّ، فإن البعض يكشف عن التعرّض للانتهاكات الجنسيّة، وعليه تلخّص "فاطمة" هدف الجروب بالقول: "إنه توعوي عن الصحّة بشكلٍ عام، وعن كلّ ما يتعلّق بجسد النساء وصحتهنّ الجنسيّة"، مضيفةً: "نحن أوّل مبادرة في الوطن العربي تقدّم محتوى خاصّاً بالنساء فقط، بلغةٍ سهلةٍ غير معقّدة، لذلك لدينا عضوات من كلّ الدول العربيّة وكل الجنسيّات".

في مصر يُعتبر من الممنوع على الفتاة أن تحاول معرفة أي شيءٍ عن جسدها بخاصّة إذا كانت عذراء

هذا وتطمح "فاطمة إبراهيم" أن تتكاثر مثل هذه الحملات التوعويّة لكي تصل إلى عددٍ أكبر من النساء.

التسويق لمنتجٍ جنسي

من الملاحظ في الآونة الأخيرة وجود العديد من صفحات بيع المنتجات الجنسيّة التي تملأ الفايسبوك.

من هنا تحدّثنا مع "منة" (اسم مستعار)، وهي أدمن إحدى الصفحات التي تُقدّم "مُزَلِّقاً حميميّاً" للرجال والنساء للمساعدة في إتمام العملية الجنسيّة.

وعن هذا المنتج تقول "منة": "أقوم بالتسويق لمُزَلِّقٍ حميمي يساعد على المداعبة والانتصاب وحلّ مشكلة القذف السريع، ويعمل على تسهيل عملية الإيلاج أثناء العلاقة".

توضّح "الأدمن" أن الأسئلة التي تتلقّاها من زوّار الصفحة تكون صريحة جداً، إلا أن ذلك لا يسبّب لها أي إحراج، بخاصّة وأنها تعمل من وراء الشاشة وتقدّم المعلومات العلميّة التي تفيد العملاء: "بعكس الصفحات المنتشرة التي تقدّم نفس المحتوى بشكلٍ مبتذلٍ للغاية"، على حدّ قولها.

تحرص "منة" على أن يكون التعامل بينها وبين العملاء ضمن إطار الاحترام وعدم الإساءة لأحد: "أكثر ما يزعجني أن بعض الرجال يتحدّثون بشكلٍ غير لائق عن زوجاتهنّ، وعندها أمنعهم من الدخول مجدّداً إلى الصفحة، لأن حديثهم لا يليق بمستوى الصفحة".

منصّات التثقيف الجنسي

تعتبر "سكسولوجي" في مصر من أهمّ الصفحات التي تعتمد على تقديم محتوى علمي عن العلاقات الجنسيّة بين الأشخاص، واستطاعت هذه الصفحة التي ترفع شعار "الجنس ليس خطاً أحمر" أن تحقّق متابعةً وانتشاراً واسعاً على مدى السنوات الماضية.

كانت "أسماء" (اسم مستعار) واحدة من الفتيات اللواتي يدرن الصفحة الخاصّة بتقديم محتوى للتثقيف الجنسي على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك".

وعن هذا الموضوع، قالت:"اعتمدت الصفحة على نشر الموضوعات الخاصّة والإجابة على الأسئلة التي يخشى الجميع طرحها، فيما يخصّ العلاقات والصحّة الجنسيّة بشرط أن يتمَّ الحوار في سياق أدب الحديث، كما يُمنع منعاً باتاً، نشر أي صورةٍ مخلّةٍ تكون خارجةً عن سياق الحوار، أو محاولة التجريح بالآخرين أو الاستهزاء بأسئلتهم".


بالرغم من الانتقادات اللاذعة، قرّرت "أسماء" أن تتحدّى المجتمع وعاداته وتقاليده البالية، وتنضمّ إلى فريق العمل الذي يدير الصفحة، والتي سرعان ما أصبحت عبارةً عن موقعٍ تثقيفي: "نظراً لكوني فتاة تتحدّث عن الثقافة الجنسيّة فهذا يُعدّ عيباً كبيراً في مجتمعنا، ولكنني تجاوزت الأمر وأصبحت أنشر بعض المقالات على صفحتي الشخصيّة لكي تصل لعددٍ كبيرٍ من أصدقائي".

وعن كيفيّة التعامل مع التعليقات السلبيّة، أكّدت "أسماء" أنه لا يُسمح بأي لفظٍ خارجٍ عن حدود الأدب: "الصفحة لها قوانين ومن يتجاوزها يحصل على "بان" ban ويُحذف، لأن الهدف هو التوعية والتثقيف وليس الاستهزاء أو التحرّش بالعضوات".

كشفت "أسماء" أنه في البداية كان التفاعل على الصفحة يتمّ من قبل الرجال، ولكن مع الوقت تزايد عدد النساء المشاركات، رغم خوف بعضهنّ من البوح بما يمتعهنّ أو الكشف عما إذا كنّ قد وقعن ضحية الاستغلال الجنسي...

وفي الختام أكّدت "أسماء" أنه لا أحد يعرف أن هناك فتاةً تدير الصفحة "لأن هذا الأمر يجعل بعض الأعضاء يفقدون ثقتهم في الصفحة، ويمتنعون عن طرح بعض الأسئلة عبر الرسائل، أما السبب فيعود بشكلٍ رئيسي إلى خوف الرجال من أن يظهروا بشكلٍ يهين رجولتهم، نتيجة لثقافةٍ تربينا جميعاً عليها، وهي أن الرجل لا يواجه أي مشكلة في العلاقة الجنسيّة".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image