كشف رئيس حزب تونسي يسمى "حركة مشروع تونس" محسن مرزوق، مساء الأربعاء عن تدهور صحة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي (82 عاماً) معلناً أنه أوصى بدفنهِ في السعودية حيث يُقيم تحت حماية المملكة رفقة أسرته مُنذ إطاحته إثر ثورة شعبية وهروبه يوم 14 يناير 2011 إلى السعودية.
وقال مرزوق في منشورٍ على صفحته الرسمية على فيسبوك "بن علي، يبدو، حسب الأخبار المؤكدة، مريضاً جداً، وقد أوصى، إذا حلّ الأجل والأعمار بيد الله، أن يدفن في السعودية".
وطالب رئيس حزب حركة مشروع تونس بالتزامن مع شهر رمضان بـ "الرحمة الإلهية وتخفيف القضاء الذي لا بدّ لبن علي منه" مُشيراً إلى أنه لم يكن يوماً من أنصار بن علي وكان مُخالفاً لجانب كبير من توجهاته السياسية كما لم تجمعه به "مصلحة أو اتفاق" ولكن "حكم القانون لا يتناقض مع الرحمة. والتونسيون أهل رحمة"، حسب قوله.
وأكّد أن لبن علي الحق في أن يُدفن بتونس، بغض النظر إذا كان فعلاً يُريد أن تكون "أرض الحجاز" مثواه الأخير أم لا، مُكرراً أن "الأعمار بيد الله".
وأضاف "للرجل (بن علي) أبناء لا شوائب قانونية حولهم. ولا أعتقد أن أمن تونس سيكون مهدداً لو فتحت لهم أبواب العودة والزيارة على الأقل مع حفظ كرامتهم"، مُطالباً بإنصاف ضحايا الفترات السابقة من تاريخ تونس، ولكن في إطار المصالحة.
ولفت إلى أن تونس "انتقلت من عهد إلى عهد ولن تعود للوراء، ولكن لن تستقيم أمورها بالانتقام والتشفي لأن آثارهما عكسية".
وشدد على أن "الرحمة والعفو بيد الله، ولكن البشر أيضاً يرتفعون بالرحمة والتسامح"، وأضاف أن القانون سيواصل مجراه في ما يتعلّق بـ "الأمور القانونية والأموال"، مُعتبراً أن "هذه قضية أخرى".
وفي 2015، أصدرت المحكمة الابتدائية في تونس حكماً غيابياً بحبس بن علي عشر سنوات بتهم تتعلق باستغلال السلطة والتعذيب والفساد.
يرجّع الفلوس ومرحباً به
تفاوتت التعليقات على منشور محسن مرزوق، منهم من اعتبر أن ثقافة الديمقراطية "لا تبنى على الانتقام والتشفي بل على التسامح"، فيما قال مواطن تونسي "يرجع الفلوس اللي سرقها هو وعائلته ومرحبا به ميت أو حي"، بعدما كشف البنك المركزي التونسي في فبراير 2011 أن قيمة الأموال التي عثر عليها بقصر بن علي في ضاحية قرطاج فاقت 41 مليون دينار (36 مليون دولار أمريكي).
وبثّ التلفزيون العمومي آنذاك مشاهد العثور على ملايين الدولارات والمجوهرات الثمينة في مخابئ سرية بأحد قصوره. وقدّرت منظمة "الشفافية العالمية" ثروة أسرة بن علي بـ13 مليار دولار، منها 5 تعود له وحده.
واعتبر مواطن تونسي آخر في تعليقه على منشور مرزوق أن بن علي "رحل إلى حال سبيله، وهو في رعاية وضيافة أغنى ملوك العالم، لا خوف عليه ولا هم يحزنون". ووجه رسالة لرئيس حزب حركة مشروع تونس قال فيها إن "حال البلد يستوجب أن يُسخّر السياسيون تفكيرهم نحو حلحلة أمهات القضايا الوطنية وعدم التركيز على مثل هذه المواضيع"، مُعتبراً إياها "ثانوية ومثيرة للجدل العقيم".
واختصر مواطن آخر تعليقات كثيرين بقوله "تفكرون بمكان دفن بن علي ونحن مدفونون بالحياة؟"
رئيس حزب تونسي يكشف أن صحة الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي في تدهور وأنه أوصى بدفنه في السعودية، مُطالباً بـ "الرحمة له وتخفيف القضاء عنه".
"يرجع الفلوس اللي سرقها هو وعائلته ومرحبا به ميت أو حي"...جدلٌ سببه خبر مرض الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي وتوصيته بأن يدفن في السعودية.
كان يرغب بالعودة
وقبل أشهر، قال القيادي السابق في حركة النهضة ورئيس جمعية بريق الحقوقية صابر الحمروني، إن بن علي "يرغب بالعودة إلى تونس والمثول أمام القضاء، والخضوع لمحاكمة في القضايا المُتهم بها"، شرط أن تتم محاكمته وفق معايير قضائية عادلة تحترم حقوق الإنسان ودون خلفيات سياسية.
ولفت الحمروني إلى أن بن علي يشعر بأنه "ضحية الانقلاب السياسي الذي أعدته أطراف متداخلة"، على حد تعبيره، منها شخصيات كانت مُقربة منه، ولكنه يعترف "بارتكاب أخطاء كثيرة، أولها ارتكاب النظام الذي كان يترأسه جرائم تعذيب واستهداف شخصيات سياسية معارضة"، كما يعترف بأن أصهاره أضروا بالبلاد في فترة حكمه وتسببوا بإطاحة نظامه لدى "تجاوزهم" القانون وارتكابهم "مظالم" بحق التونسيين، وفقاً للحمروني.
وكان آخر ظهور لبن علي وأسرته لدى عقد قران ابنته نسرين على مغني الراب التونسي كادوريم K2Rhym في 7 يناير الماضي في منزل بن علي في جدة السعودية بعد أن أثارت علاقة حُب الثنائي جدلاً واسعاً.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.