شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
لماذا الاختلاف في تحري هلال رمضان؟ إليكم الأسباب السياسية والدينية والفلكية

لماذا الاختلاف في تحري هلال رمضان؟ إليكم الأسباب السياسية والدينية والفلكية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 4 مايو 201905:52 م

دعت المحكمة العليا في السعودية لتحري رؤية هلال شهر رمضان المبارك، مساء اليوم السبت 4 مايو الموافق ليوم 29 شعبان حسب التقويم القمري. وبينما تحذو حذو السعودية العديد من الدول الإسلامية، تتحرى دول عربية وإسلامية أخرى هلال شهر رمضان مساء الأحد. فلماذا الاختلاف؟

يحرص المسلمون من مختلف بقاع العالم على تحري هلال شهر رمضان في موفى شهر شعبان قبل بدء الصيام عملاً بالحديث النبوي: "لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه. فإن غم عليكم فاقدروا وفي رواية أخرى فأتموا الثلاثين". والقمر أقرب جرم سماوي للأرض، واتخذ الإسلام من الأشهر القمرية مواقيت للعبادات على مدار العام من صيام وحج وزكاة وغيرها.

سُنّةُ الاختلاف

أكد مركز الفلك الدولي، ومقره الإمارات، أن بداية شهر رمضان لعام 2019 ستوافق يوم الاثنين 6 مايو/أيار. وخلال السنوات الماضي، كانت اليمن وقطر والإمارات والكويت تتبع السعودية في تحري الهلال، بينما تليها الأردن وفلسطين وليبيا ومصر والعراق وسلطنة عمان وتونس والجزائر والمغرب وباكستان، في اليوم التالي.

وبحسب مدير المركز محمد شوكت، فإنه يمكن رؤية هلال رمضان باستخدام المنظار (التلسكوب) فقط من شرق وجنوب شرق آسيا وجنوب أوروبا ومعظم الدول العربية، في حين يمكن رؤيته بالعين المجردة "بصعوبة" من غرب وجنوب أفريقيا ومعظم الولايات المتحدة، وهي ممكنة بالعين المجردة "بسهولة نسبية" من موقع وسط قارة أميركا.

طرق الرصد 

ولا تختلف البلدان العربية في يوم رصد هلال رمضان فقط بل في الطريقة المتبعة في الرصد أيضا، فتعتمد الهيئات الدينية لبعض البلدان الإسلامية على الرؤية بالعين المجردة أو التلسكوب، بينما تلجأ أخرى إلى الحساب الفلكي، وتفضل ثالثة الجمع بين الرؤية والحساب.

وبسبب عدم اتفاق البلدان العربية على تحري الهلال، يفضل بعض الصائمين اتباع موعد صوم السعودية، حيث الكعبة أقدس المعالم الدينية بالنسبة للمسلمين، بغض النظر عن رؤية الهلال في بلدانهم.

لكن كثيراً ما أثير الجدل بشأن عدم دقة الرؤية العينية للهلال، كما هو متبع في السعودية، بسبب سوء الأحوال الجوية في بعض أحيان أو لبعد الموقع الجغرافي عن القمر.

فلكياً

سبق أن أوضح أمير حسين، الأستاذ بمعهد العلوم الفلكية في مصر، لموقع الوطن المحلي، أن "عاملين هامين يحددان ظهور هلال رمضان في بلد ما دون غيره، أولهما دوائر الطول وخطوط العرض، ويحددان الموقع الجغرافي لكل بلد وبالتالي إمكانية ظهور الهلال أو تعذره".

وثانيهما، والكلام لا يزال لحسين، "حركة دوارن القمر، حيث يدور القمر من الغرب إلى الشرق، ما يعني أن فرصة ظهور الهلال في الغرب أفضل من فرصة ظهوره في الشرق، وبالتالي قد يظهر في دول بالغرب، ويتعذر ظهوره في الشرق". واعتبر أن قرب الدول العربية جغرافياً من بعضها البعض "لا يستدعي تبايناً في استطلاع الهلال بين دولة عربية وأخرى".

سياسياً

قبل عدة أعوام، اعتبر ضياء رشوان الباحث بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية بالقاهرة آنذاك، ونقيب الصحافيين المصريين حالياً، أن "السياسة" لعبت دوراً في اختلاف تحري هلال رمضان في بعض الدول العربية.

وأشار رشوان إلى تعمد ليبيا، إبان نظام معمر القذافي، بدء رمضان في يوم مغاير للسعودية بسبب خلافات بين نظامي البلدين.

تتحرى السعودية هلال شهر رمضان المبارك، مساء اليوم السبت الموافق لـ 29 شعبان. وبينما تحذو حذوها العديد من الدول الإسلامية، تتحرى دول عربية وإسلامية أخرى هلال رمضان مساء الأحد..لماذا الاختلاف؟
أسباب سياسية وفلكية ومذهبية وراء اختلاف مواعيد تحري هلال شهر رمضان من بلد إسلامي إلى آخر، تعرفوا عليها في تقريرنا.

مذهبياً

لفت رشوان إلى حرص إيران ذات الأغلبية الشيعية على مخالفة البلدان الإسلامية ذات الأغلبية السنية في بداية شهر رمضان، موضحاً أن اختلافاً بحسب المذهب أيضاً يحدث في بعض البلدان، حيث تتعمد الطائفة الشيعية بدء الصوم في يوم مغاير للطائفة السنية في نفس البلد.

وفشلت دعوات عديدة وجهها رجال دين مسلمون لتوحيد استطلاع هلال شهر رمضان، وأكد مشايخ أن هذا القرار "سياسي وليس ديني".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image