شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
آلهة تلتهم بشراً — بشر يلتهمون آلهة

آلهة تلتهم بشراً — بشر يلتهمون آلهة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأربعاء 24 أبريل 201910:11 ص

مسألةُ التهام الإله المعبود، أو التهامُ الصورة المجازيّة التي تمّ تصوير الإله من خلالها، كانت حاضرةً بشكل قوي ومؤثّر في العصور القديمة، على سواحل البحر المتوسط وفي منطقة الشرق الأدنى على وجه التحديد.

نستطيع أن نجد حضوراً مؤثراً وعميقاً لتلك الظاهرة الطقسيّة الغامضة، في الكثير من الأديان القديمة وبعض الديانات السماويّة كذلك، ومن هنا فقد ذهب عددٌ من الأنثروبولوجيّين وعلماء التحليل النفسي المعاصرين، إلى أن تلك الظاهرة ترتبط بشكل قوي ببدايات المجتمعات البدائيّة، وأنها استمدّت تأثيراتها من ارتباطها ببعض الأحداث الخطيرة، التي بقيت حاضرةً في اللاوعي البشري.

في الحضارات القديمة: من كرونوس إلى أوزوريس

في بلاد اليونان، ظهر ذلك الطقس في صورة التهام آلهةٍ لآلهةٍ أخرى، وذلك في سياق أسطوري خيالي بعيد عن التناول الديني المعتاد، ومن ذلك ما ورد في الميثولوجيا الإغريقيّة، من أن الإله كرونوس حاكم الكون، قد تزوّج من الإلهة ريا، وكان في صغره قد شاهد رؤيا بأن أحد أبنائه سوف يسلبه ملكه وسلطانه، من هنا فأن ريا كلما انجبت منه طفلاً، قام هو بالتهامه، خوفاً من أن يكون هذا الطفل هو الابن الموعود الذي تحدّثت عنه الرؤيا.

بتلك الطريقة التهم كرونوس الكثير من أطفاله، حتى ولد له زيوس، فأشفقت عليه أمه ريا، وأخفته بعيداً عن أنظار والده، ومن باب التحايل عليه، أحضرت حجراً كبيراً وألبسته بالثياب، وأعطته لزوجها النَهِمِ، فأبتلعه دون تدقيق، وتُستكمل الأسطورة بعد ذلك بأن زيوس قد ثار ضدّ أبيه، وتحايل عليه حتى جعله يتقيّأ جميع إخوته، ثم تحالف الأخوة مع بعضهم البعض ضدّ أبيهم، وانتصروا عليه، وقاموا بعدها بنفيه، وسلّموا الحكم لزيوس اعترافاً بفضله وعظيم صنيعه.

في سياقٍ مختلفٍ، فأن طقس إلتهام المعبود، قد حظي بحضورٍ كثيفٍ وعميقٍ في الوعي الديني الجمعي في مصر وبلاد الرافدين وسوريا.

على سبيل المثال، يذكر ويل ديورانت في كتابه" قصّة الحضارة"، أن عُبَّاد ديونسيوس، أثيس ومثراس، كانوا يؤمنون بما يتسق مع عقائد التهام الإله، وذلك من خلال المآدب التي كانوا يأكلون فيها الأجساد المسحورة لآلهتهم أو رموز هذه الأجساد.

الإله ديونسيوس تحديداً -والذي سُمي في بعض الأحيان باسم باخوس- اشتهرت الطقوس التعبّديّة المرتبطة به، بشعائر التهامه.

بحسب ما ورد في الميثولوجيا الإغريقيّة، فإن ديونسيوس إله الخمر، قد تحوّل إلى صورةِ ثورٍ، ليهرب من أعدائه من التيتان، ولكنهم استطاعوا أن يعثروا عليه، وقاموا بتمزيق جسده لقطع صغيرة، ثم إلتهموها كاملة.

في أثناء الاحتفال بأعياد الخصوبة، كان عُبَّاد ديونسيوس يجتمعون مع بعضهم البعض، ويحضرون اللحم النيّئ والخمر المقدّس، وعندما كانوا يلتهمون ما على موائدهم العامرة، كانوا يشعرون بأن معبودهم قد تلبّس بهم، وأنهم قد صاروا ممتلئين بالفضيلة الإلهيّة.

ديونسيوس لم يكن المعبود الوحيد الذي وفّر لأتباعه تلك الوجبة الإلهيّة، بل أن الكثير من الكتابات المصرية القديمة التي تمّ تدوينها على أوراق البردي، تدلّ على أن كهنة أوزوريس، قد أقنعوا عُبّاده، بأن الخمر الذي يتناولونه ببركته، هو بالأساس دمه، وأن قطع الخبز الصغيرة التي نُقشت عليها صورته واسمه، هي أجزاءٌ من جسده.

في كتابه عن الأديان الشرقيّة القديمة، يتحدّث فرانز كومون، عن موافقة طقوس التهام المعبود لمفردات وخصائص البيئة المحيطة، حيث لجأ المتديّنون في بعض الحالات لاستخدام أطعمةٍ مخالفةٍ للأطعمة التقليديّة المعتادة في تلك الطقوس، فمثلاً، يحكي كومون عن بعض أتباع الآلهة السوريّة الذين لجأوا إلى التهام السمك، حيث اعتبروه تجسيداً للحوم معبوداتهم.

أما جيمس فريزر، فقد أورد في كتابه المشهور،" الغصن الذهبي"، أخبار بعض الشعوب البدائيّة التي استمرّت مُحافِظةً على ممارسة تلك الطقوس، ومن ذلك القبائل الإفريقيّة والأستراليّة التي اعتادت أن تخلط الدماء البشريّة بأطعمتها المعتادة، ونظروا لذلك الخليط على كونه إلهاً حقيقياً، ثم قاموا بالتهامه، وأيضاً يذكر فريزر أن الفاتحين الإسبان، الذين زاروا قارّة أميركا الجنوبيّة في عصر الاستكشاف الجغرافي، قد لاحظوا أن قبائل الأزتيك كانت تمارس طقوساً غريبةً تتشابك مع طقوس التهام الإله المعروفة قديماً في الشرق الأدنى، حيث كانوا يصنعون الطحين من مجموعةٍ مُنتقاةٍ من الحبوب، وبعدها كان الكهنة يباركون ذلك الطحين باسم الربّ، فيتجسّد الإله فيها، وبعدها يتمّ توزيعها إلى قطع صغيرة، ويشترك كل أفراد القبيلة في أكلها.

الإفخارستيا: الطقس المسيحي الأكثر غموضاً

عند الكاثوليك والأرثوذكس وطوائف كثيرة من البروتستانت، يُنظر إلى طقوس الإفخارستيا، على كونها ممارسة عمليّة فعليّة لتناول جسد المسيح ودمائه، فالخبز هنا هو جسد المسيح حقيقةً لا بشكل رمزي، أما الخمر فهو دم المسيح الذي سُفك على الصليب ،في سبيل خلاص المؤمنين به من الخطيئة، بينما تنظر القليل من الطوائف البروتستانتيّة إلى تلك الطقوس على كونها شعيرةً روحانيّةً ليس أكثر.

تعتبر الإفخارستيا واحدة من أهمِّ وأشهر النماذج المعبّرة عن ظاهرة التهام الإله، وهي في الوقت نفسه، النموذج الصريح الوحيد الذي تتمّ ممارسته بشكل منتظم في توقيتات محدّدة حتى اللحظة الراهنة، وذلك على نطاق واسع، من جانب ملايين البشر المنحدرين من مختلف الأعراق والأصول.

بحسب ما يذكر الأب متى المسكين في كتابه "الإفخارستيا: العشاء الأخير"، فإن كلمة إفخارستيا تعني سرّ التناول، وهو طقس مسيحي للتذكير بالعشاء الأخير الذي تناوله يسوع المسيح مع تلاميذه، يوم الخميس، والذي وافق ذكرى عيد الفصح اليهودي، وذلك قبل أن يتمّ القبض عليه وتقديمه للمحاكمة، ثم صلبه، بحسب الاعتقاد المسيحي التقليدي.

بحسب ما ورد في إنجيل لوقا، فإن المسيح بعد العشاء الأخير، قد أخذ رغيفاً من الخبز وباركه، وأعلن أنه جسده، كما أخذ كأس الخمر وأعلن أنه دمه، وأمر تلاميذه بأكل الخبز وشرب الخمر، وقال لهم" أشربوا منها كلّكم، هذا هو دمي الذي للعهد الجديد، والذي يهرق ويبذل لمغفرة الخطايا وللحياة الأبديّة"٠

عند الكاثوليك والأرثوذكس وطوائف كثيرة من البروتستانت، يُنظر إلى طقوس الإفخارستيا، على كونها ممارسة عمليّة فعليّة لتناول جسد المسيح ودمائه، فالخبز هنا هو جسد المسيح حقيقةً لا بشكل رمزي، أما الخمر فهو دم المسيح الذي سُفك على الصليب ،في سبيل خلاص المؤمنين به من الخطيئة، بينما تنظر القليل من الطوائف البروتستانتيّة إلى تلك الطقوس على كونها شعيرةً روحانيّةً ليس أكثر.

يحاول الأب متى المسكين في كتابه، أن يشرح المقصود بذلك الطقس، فيقول:

"المسيح لما أمسك الخبز وبارك عليه، صار بحسب تدبير الرب جسداً له، كحالة واقعة حقيقيّة، ولكن الرب حفظ المادة المصنوع منها الخبز من أن تتحوّل عن شكلها الظاهر، إذ جعل التحوّل هنا ليس بالمظهر بل بالحقّ الفائق على المادة، الذي يعطيها طبيعة وصفات جديدة ليست لها أصلاً، والذي لا يخضع للتغيير المادي أو تدركه الحواس الجسديّة أو تؤثر فيه العوامل الطبيعيّة"٠

الكثير من الباحثين أكّدوا على أن طقوس الإفخارسيا وثنيّة الأصل، وأنها إعادةُ إنتاجٍ لشعائر دينيّة مشابهة، كانت منتشرة في بلاد الرافدين وبلاد الشام.

عند العرب أيضاً: صنم التمر الذي اعتاد صاحبه أكله عند الجوع

مثل جيرانهم من شعوب الشرق الأدنى القديم، عرف العربُ طقسَ التهام المعبود وأكله، وإن لم تحفظ لنا المصادر التاريخيّة أيّة تفاصيل عن شكل ممارسة هذا الطقس، وكيفيّة ارتباطه بالشعائر الدينيّة المعروفة في ذلك الوقت.

وردت بعض الروايات والآثار الضعيفة التي ذكرت أن العرب قبل الإسلام، قد عرفوا مسألة التهام أصنامهم التي عظّموها واعتقدوا بقدرتها على الشفاعة عند الله، من ذلك ما ذكره عباس محمود العقاد في كتابه "عبقريّة عمر"، أن عمر بن الخطاب كان جالساً ذات يوم مع بعض أصحابه، فضحك ثم بكى، فلما سُئل عن سبب ذلك، قال لأصحابه "كنا في الجاهلية نصنع صنماً من العجوة، فنعبده، ثم نأكله، وهذا سبب ضحكي...".

 "كنا في الجاهلية نصنع صنماً من العجوة، فنعبده، ثم نأكله، وهذا سبب ضحكي..." مقولة ضيعفة النسب لعمر بن الخطاب، تشير إلى طقس التهام المعبود/الأصنام عند العرب قبل الإسلام

"المسيح لما أمسك الخبز وبارك عليه، صار بحسب تدبير الرب جسداً له": هل لطقس الإفخارسيا أصول وثنيّة في شعائر كانت منتشرة في بلاد الرافدين وبلاد الشام؟ 

"أكلت حنيفة ربّها ... زمن التقحّم والمجاعه": كيف اجتمع "الأكل" و"الالتهمام" مع الآلهة، من التضحية بالبشر إرضاء للآلهة إلى التهمام الآلهة وقت الشدة؟

في السياق نفسه، ذكر ابن حجر العسقلاني في كتابه "فتح الباري في شرح صحيح البخاري"، أن أهل الجاهليّة كانوا يعملون الأصنام من كل شيء، حتى أن بعضهم "عمل صنمه من عجوة ثم جاع فأكله"٠

أما أشهر تلك الأخبار، فيتضح فيما دوّنه نشوان الحميري في كتابه" الحور العين"، وذلك في سياق الحديث عن بني حنيفة وأخبارهم في الجاهليّة، حيث ذكر أنه كان لبني حنيفة في الجاهليّة" صنم من حيس فعبدوه دهراً طويلاً، ثم أصابتهم مجاعة فأكلوه، فعيّرتهم العرب بذلك"٠

" أهل الجاهليّة كانوا يعملون الأصنام من كل شيء، حتى أن بعضهم عمل صنمه من عجوة ثم جاع فأكله": عن أشكال عبادة الأصنام و"أكلها"!

والحيس، هو نوع من أنواع الأطعمة، يتكون من التمر الذي يُخلط بالسمن ويُعجن، ثم يُسوى كالثريد، وذلك بحسب ما ورد في كتاب" المُفصّل في تاريخ العرب قبل الإسلام" للدكتور جواد علي.

وقد اشتهر خبر التهام بني حنيفة لصنمها وذاع بين العرب، حتى أنشد الشعراء فيه الكثير من الأشعار المعروفة، ومنها:

أكلت حنيفة ربها ... زمن التقحّم والمجاعه

لم يحذروا من ربّهم ... سوء العواقب والتباعه

أحنيف هلا إذ جهلت ... صنعت ما صنعت خزاعه

نصبوه من حجر أصم ... وكلّفوا العرب اتباعه

كما أشتهر بيت آخر لشاعر من بني تميم، وقد جاء فيه:

أكلت ربَّها حنيفةُ من جوعٍ... قديماً بها ومن أعواز

أغلب الظن أن السبب الرئيس في انتشار ذلك الخبر وإلصاقه ببني حنيفة، كان المنافسة القبليّة الحادّة التي كانت شائعة بين القبائل العربيّة، وما نتج عنها عن مفاخرةٍ وتعالٍ، بهدف إعلاء كلّ شاعرٍ لشأن قبيلته من جهة، والحطّ من شأن منافسيها من جهة أخرى.

في كتابه "النصرانيّة وآدابها بين عرب الجاهليّة" عمل المؤلف رزق الله بن يوسف بن عبد المسيح بن يعقوب شيخو، على تكذيب تلك الأخبار والأبيات الشعرية، فقال:

"وعندنا إن هذه الشكوى باطلة وإن الذين نسبوا إلى بني حنيفة أكل صنم من عجين إنما خدعوا بما رأوه من تقرّبهم من القربان الأقدس، فان الأصنام لا تُتخذ من العجين ولا تسد جوع كثيرين في أيام القحط...".

كيف نفسر طقوس التهام المعبود؟

في كتابه المشهور "الطوطم والتابو" ناقش عالم النفس النمساوي الأشهر سيجموند فرويد شعيرةَ التهام المعبود على مدار حقبٍ مختلفةٍ من التاريخ الإنساني.

ذهب فرويد إلى أن الجذور الأولى لتلك الشعيرة قد ظهرت في عصور ما قبل التاريخ، وذلك عندما كانت كلّ عشيرة، تنضوي تحت جناح قائد قوي لها، وكان كل من في القبيلة يدينون له بالسمع والطاعة.

بحسب نظرية فرويد، فأن هذا القائد كان ذكراً قوياً، استطاع أن يستأثر بعددٍ كبيرٍ من الإناث في العشيرة، ومارس معهم الجنس بشكل حصري، فأنجب الكثير من الذكور.

في الكثير من النماذج التي جرى فيها تقديم أضحيات بشريّة عبر التاريخ، فأن الأضحية تكون ذات صفات أقرب ما يمكن إلى صفات الألوهيّة المُطهّرة البعيدة عن كل دنس، من ذلك ما ورد في ثقافاتٍ مختلفةٍ من التضحية بطفل، وهو المخلوق الذي لم يرتكب ذنباً، ولم يقترف معصيةً، أو التضحية بفتاة عذراء جميلة

في لحظة معينة، وبعد وصول هؤلاء الأبناء لسن الفتوّة والشباب، والذي تزامن مع فوران رغباتهم الجنسيّة الغرائزيّة، فأنهم قرّروا التخلّص من التسلّط الأبوي الذكوري المفروض عليهم، فقاموا بقتل الأب والتهموا جثّته، وتمتعوا بنساء العشيرة بعدها.

هؤلاء الأبناء سرعان ما ندموا على ما فعلوه بحقّ أبيهم، ولذلك عملوا على إحياء ذكراه، وتمجيدها، من خلال تصويره في صورة طوطمٍ مقدّسٍ معبودٍ، وكانت شعيرة التهام هذا الطوطم أو التهام صورته، في أوقات بعينها، من الشعائر الطقوسيّة التي عبّرت فيها الشعيرةُ عن كرهها للأب المقتول، كما تجسّدت فيها في الوقت ذاته، إحساس الشعيرة بالمسؤوليّة والذنب عن جريمتها.

من الأمور المهمّة هنا، أنه وفي الكثير من النماذج التي جرى فيها تقديم أضحيات بشريّة عبر التاريخ، فأن الأضحية تكون ذات صفات أقرب ما يمكن إلى صفات الألوهيّة المُطهّرة البعيدة عن كل دنس.

من ذلك ما ورد في ثقافاتٍ مختلفةٍ من التضحية بطفل، وهو المخلوق الذي لم يرتكب ذنباً، ولم يقترف معصيةً، أو التضحية بفتاة عذراء جميلة، ومن الواضح أن شرط العذريّة كان يتماشى مع التأكيد على الطهارة المُطلقة والخير المحض.

نستطيع أيضاً أن نلاحظ أن الذبائح والأضحيات التي عرفتها الديانات المختلفة، قد أُشترطت فيها صفات السلامة والمعافاة، وأن تكون صحيحة البدن والجسد، هذا على أساس أن الكمال البدني للأضحية يمنحها شرط القبول الإلهي، بمعنى أن الإله لا يتقبّل أضحيته إلا لو كانت سليمة مُعافاة، خالية من كلّ آفة أو عيب.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image