بعد مضي أسبوعين فقط على توجيهه إنذاراً للرئيس عبد العزيز بوتفليقة انتهى باستقالته في اليوم ذاتها، وجه قائد الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، الثلاثاء إنذاراً أخيراً لمدير المخابرات السابق الفريق محمد مدين، المعروف باسم توفيق. واتهم صالح الفريق مدين بتأجيج الوضع، والاتصال بجهات مشبوهة، والتحريض على عرقلة مساعي الخروج من الأزمة في الجزائر، بحسب قوله.
أُقيل الجنرال توفيق من الاستخبارات قبل سنوات بإيعاز من صالح. وعاد اسم توفيق ليطرح بقوة قبل أيام من تنحي بوتفليقة حين التقى بشقيقه السعيد بوتفليقة وكان معه اقتراح باسم بديل ليقود المرحلة الانتقالية غير أن صالح تدخل لإحباط المقترح.
وفي كلمته أمام الجيش، بالناحية العسكرية الرابعة، جنوب الجزائر، وجه قايد صالح الذي يعتبر الرجل القوي الآن في البلاد بعد إطاحته بوتفليقة، تهديداً ضمنياً لتوفيق بالسجن. وقالت وسائل إعلام محلية إن كلمة صالح تأتي على خلفية لقاءات جمعت توفيق بالسعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس السابق، وباليمين زروال، رئيس الجمهورية الأسبق من 1995 حتى 1998، بغرض البحث عن شخص يتمتع بالحد الأدني من إجماع الطبقة السياسية لقيادة المرحلة الانتقالية في الجزائر.
وقال قائد الجيش في كلمته: "لقد تطرقت، في مداخلتي يوم 30 مارس 2019، إلى الاجتماعات المشبوهة التي تُعقد في الخفاء من أجل التآمر على مطالب الشعب، ومن أجل عرقلة مساعي الجيش الوطني الشعبي ومقترحاته لحل الأزمة، إلا أن بعض هذه الأطراف، وفي مقدمتها رئيس دائرة الاستعلام والأمن السابق، خرجت تحاول عبثاً نفي تواجدها في هذه الاجتماعات، ومغالطة الرأي العام، رغم وجود أدلة قطعية تثبت هذه الوقائع المغرضة، وقد أكدنا يومها أننا سنكشف عن الحقيقة، وها هم لا يزالون ينشطون ضد إرادة الشعب، ويعملون على تأجيج الوضع، والاتصال بجهات مشبوهة، والتحريض على عرقلة مساعي الخروج من الأزمة، وعليه، أوجه لهذا الشخص آخر إنذار، وفي حالة استمراره في هذه التصرفات، ستتخذ ضده إجراءات قانونية صارمة".
ولم يذكر قايد صالح في كلمته عن "أدلته القطعية" ضد توفيق، كما لم يوضح بشكل مباشر ما هي "الجهات المشبوهة" التي يتواصل معها.
بعد توجيه تحذير أخير لعبد العزيز بوتفليقة انتهى باستقالته في اليوم ذاته، وجه قائد الجيش الجزائري، أحمد قايد صالح، "تحذيراً أخيراً" لمدير المخابرات السابق الفريق محمد مدين، المعروف بتوفيق. بين الرجلين خلاف عمره سنوات. فمن يكسب هذه المرة؟
صالح يغازل الحراك الشعبي
وفي ما يتعلق بالحراك الشعبي المستمر ضد النظام بعد تنحي بوتفليقة، جدد صالح رفضه الخروج عن خيار الدستور، بعد تعيين عبد القادر بن صالح رئيساً مؤقتاً لثلاثة أشهر، بقوله: "إننا على يقين بأن الشعب الجزائري قادر على رفع التحديات والتغلب على كل الأزمات. نؤكد أننا نتفهم مطالبه المشروعة التي التزمنا العمل معه على تجسيدها كاملة..هذا يتطلب مراحل وخطوات تحتاج التحلي بالصبر والتفهم، ونبذ العنف، فالخطوة الأساسية قد تحققت، وستليها بكل تأكيد خطوات أخرى”.
يقول مراقبون إن حديث قائد الجيش يعني أن استقالة حكومة نور الدين بدوي التي يطالب بها المتظاهرون قد تكون غير واردة.
وشدد قايد صالح على تعهده بحماية الشعب قائلاً إنه أمر الجيش بحماية المواطنين أثناء المظاهرات، والحرص على تفادي اللجوء إلى العنف، والمحافظة على الممتلكات العمومية والخاصة، وتجنب عرقلة مصالح المواطنين. رسالة صالح تتزامن مع استقالة الطيب بلعيز، رئيس المجلس الدستوري، وهو من الباءات الثلاثة التي يطالب الحراك بتنحيها إلى جانب الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح ورئيس الحكومة نور الدين بدوي.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع