أعلنت وزارة العدل الكويتية الأربعاء إتلاف أكبر كمية من المخدرات في تاريخ الكويت، بعد انتهاء القضايا المتعلقة بها. وتعكس هذه الكمية انتشار المخدرات وارتفاع معدلات الإدمان بالبلاد وهو ما تؤكده الإحصائيات.

وأكد حساب الوزارة عبر تويتر، الأربعاء: "إتلاف أكبر كمية لمواد مخدرة في تاريخ الكويت"، مشيراً إلى أن هذه الكمية تقدر بـ 19 طن تقريباً، بقيمة تقديرية تعادل 380 مليون دينار (مليار و248 مليون دولار أمريكي تقريباً)، حصيلة القضايا المنتهية بالتعاون مع وزارتي الداخلية والصحة في الكويت".

الإدمان في أرقام

هذه الكمية القياسية من المواد المخدرة التي ضبطت في الكويت تعكس تزايد انتشار المواد المخدرة وارتفاع معدلات الإدمان وحيازة المخدرات رغم الجهود الأمنية لمكافحة الإدمان والقبض على تجار المخدرات من جهة والتوعية بمخاطرها من جهة أخرى.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2016، كشفت إحصاءات عن وجود 70 ألف حالة إدمان بالبلاد (7% من جملة السكان)، مشيرةً إلى أن أكثر أنواع المخدرات شيوعاً بالبلاد هي الزنكس والحشيش والماريخوانا والأفيون، فالكوكايين وحبوب الكبتاغون، ثم حبوب الهلوسة مثل باركينول والأريتان والاكستازي. كما أكدت الإرقام وقوع 4 حالات وفاة شهرية بسبب الإدمان. وأكدت مصادر كويتية مسؤولة ومكتب مكافحة المخدرات التابع لـ"منظمة الصحة العالمية” هذه الأرقام.

كما تبين، في سبتمبر أيلول 2017، أن من بين كل 30 قضية تنظر فيها المصالح الأمنية بالبلاد، توجد 25 قضية تتعلق بالمخدرات أي ما يعادل 84% من جملة القضايا بالبلاد. وتؤكد مصادر كويتية أن 60 إلى 70% من إجمالي السجينات سُجنَّ في قضايا مخدرات، لكنها تشير إلى أن نسب الشفاء من الإدمان في الكويت تصل إلى 10% مقابل 2 إلى 7% عالمياً.

وتوفي 60 شاباً في الكويت إثر جرعات زائدة من المخدرات خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2017 ما دفع الأجهزة الأمنية بالبلاد للاستنفار الأمني وشن حملة للقبض على عدد كبير من تجار هذه السموم في أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه.

أعلنت وزارة العدل الكويتية إتلاف أكبر كمية من المخدرات في تاريخ الكويت، بعد انتهاء القضايا المتعلقة بها، لكن ما تكشفه الإحصاءات عن انتشار المخدرات ومعدلات الإدمان بالبلاد خطير.

30 ألف حالة إدمان على المخدرات بالكويت معظمها لشباب تتراوح أعمارهم بين 19 و23 عاماً.

أكثر انتشاراً بين الشباب

وفي مارس/آذار 2018، أكد مدير المشروع التوعوي الوطني للوقاية من المخدرات بالكويت (غراس) أحمد الشطي أن هناك بين 15 إلى 20 ألف مدمن في الكويت "دخلوا مرحلة الخطر" ومعظمهم من الشباب. كما ارتفعت نسبة الوفيات بسبب المخدرات في الكويت خلال 2018 إلى أكثر من 90% من إجمالي الوفيات الناتجة عن حوادث، حسبما ذكرت صحيفة "الأنباء" المحلية.

وأشارت إحصائية غير رسمية صادرة في يونيو/حزيران 2018، إلى أن إجمالي عدد المدمنين المتعاطين لمختلف أنواع المخدرات في البلاد يبلغ نحو 30 ألف مدمن بينهن 2000 مدمنة (كويتية وغير كويتية). في حين أكدت إحصائيات مركز علاج الإدمان التابع لوزارة الصحة الكويتية للعام عام 2017 أن عدد ملفات المدمنين الموثقة لدى المركز بلغ 8088 ملفا ، بينها 189 ملفا لمدمنات تتراوح أعمارهن بين 15 إلى 36 عاماً، 137 ملفا لكويتيات.

وقبل أيام، أكدت صحيفة "الراي" الكويتية أن معدلات أعمار المدمنين بالكويت تتراوح بين 19 و 23 عاماً.

وفي مقابلة حديثة مع مدير مركز الكويت لعلاج الإدمان عادل الزايد على قناة الكويت، أكد أن "حب التجربة وتوفر وسهولة الحصول على المواد المخدرة والتفكك الأسري وضعف الوازع الديني" أبرز أسباب انتشار الإدمان بالكويت. لكن بدر الغضوري مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالكويت، سبق أن شدد، في مقابلة على نفس القناة، أن السبب الأكبر لانتشار المخدرات بين الشباب هو إهمال الأبوين لأبنائهما.