بدأت مساء الثلاثاء الأجهزة الأمنية في الجزائر التحقيق مع رجل الأعمال علي حداد المقرب من دائرة عبد العزيز بوتفليقة وشقيقه السعيد بعد ساعات قليلة من استقالة بوتفليقة. حداد أوقف الأحد على الحدود الجزائرية التونسية أثناء محاولته الهروب براً إلى تونس.
يرتبط حداد بعلاقة وثيقة بسعيد بوتفليقة الذي يعتبر منذ سنوات الحاكم الفعلي في الجزائر منذ مرض أخيه وعجزه عن الحركة. سقوط حداد اعتبره جزائريون عبر مواقع التواصل، "أولى محاكمات رموز الفساد “ أو “العصابة” بحسب وصف رئيس أركان الجيش أحمد قايد صالح.
اتهامات بالفساد
أوقف الأمن الجزائري ليل السبت/الأحد، علي حداد الممول الرئيسي لحملات بوتفليقة الانتخابية منذ 2004، أثناء مغادرته البلاد براً، عند المركز الحدودي الشرقي مع تونس في أم الطبول بولاية الطارف حين كان يهم بمغادرة الجزائر بسيارته الخاصة نحو تونس.
وذكرت قناة النهار الجزائرية القريبة من الجيش أنه عثر بحوزة حداد على 3 جوازات سفر ورخصتي قيادة حصل عليها بطريقة "غير قانونية" بمساعدة مسؤولين حكوميين تورطوا معه، فضلاً عن مبلغ مالي كبير بالعملة الصعبة حسب وصف القناة التي كانت بدورها حتى وقت قريب قريبة من دائرة السعيد بوتفليقة تماما مثل علي حداد، مشيرةً إلى أنه "يحاكم للاشتباه بتورطه في قضايا فساد رفقة عدد كبير من رجال الأعمال الذين أصدرت الجهات القضائية أمراً بمنعهم من السفر".
واحتشد مئات الجزائريين هاتفين فرحاً أثناء خروج حداد من محكمة بئر مراد رايس، مساء الثلاثاء، بعد انتهاء جلسة الاستماع لأقواله في ما نسب إليه.
لماذا حداد أولاً؟
ظهر حداد (54 عاماً)، في المناسبات الرسمية إلى جانب السعيد بوتفليقة إذ تجمعهما صداقة وطيدة حولته من مقاول صغير إلى أحد أبرز رجال نظام بوتفليقة، لكن في تغيير جذري لمواقفه من دوائر صنع القرار، وصف رئيس الأركان أحمد قايد صالح دائرة بوتفليقة بـ"العصابة".
يمتلك حداد مؤسسة أشغال وبناء ضخمة (Etrhb) ومجموعة فنادق، إضافة إلى مجمع إعلامي يضم جريدة "وقت الجزائر" بنسختين عربية وفرنسية، وقناتي "دزاير" و"دزاير نيوز"، ونادي اتحاد الجزائر.
شرعت الأجهزة الأمنية في الجزائر بالتحقيق مع رجل الأعمال علي حداد المقرب من دائرة عبد العزيز بوتفليقة وشقيقه السعيد بعد ساعات من استقالة بوتفليقة. هل دقت ساعة محاسبة رموز النظام السابق أو “العصابة” كما سماها قائد أركان الجيش؟
ويصفه الجزائريون بـ"رجل الزفت" لاحتكاره مشاريع إنشاء الطرق الكبرى. في حين يصفه آخرون بـ"الأخطبوط" و"ابن الجنرالات"، لحيازته العديد من الشركات والمؤسسات.
واستقال حداد رسمياً من رئاسة منتدى رجال الأعمال (أقوى تكتل لرجال الأعمال في البلاد)، الخميس 28 مارس/آذار، بعدما ترأسه منذ 2014، وتحدثت تقارير إعلامية عن محاولته بيع بعض ممتلكاته في الجزائر.
بأي تهمة يحاكم؟
أكدت صحيفة "النهار" الجزائرية التابعة لمجمع النهار الإعلامي (يضم القناة كذلك) أن علي حداد نُقل إلى سجن "الحراش" بعد جلسة التحقيق، ولفتت إلى أنه سيخضع لتحقيق ثانٍ، الأربعاء 3 أبريل/نيسان، مشيرةً إلى أن السلطات أوردت اسمه ضمن قائمة الممنوعين من السفر كإجراء احترازي بعد فتح التحقيق معه.
في المقابل، زعمت تقارير إعلامية أن السلطات تحقق مع حداد لمعرفة صلته بمجموعات من "البلطجية" أوقفتها واعترفت بأن رجل الأعمال البارز وظفها "لتخريب الحراك الشعبي وإشاعة الفوضى والعنف لتبرير التدخل العنيف ضده".
وسبق أن تداول جزائريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أيام قليلة من بداية الحراك الشعبي، مكالمة هاتفية منسوبة لعلي حداد ومدير حملة بوتفليقة المقال عبد المالك سلال، تضمنت تهديداً صريحاً "باستعمال الرصاص ضد المتظاهرين".
محامي حداد يرد
محامي علي حداد، خالد بورايو، أحد أعضاء فريق دفاع حداد صرح أن موكله ملاحق بسبب تجاوزات تتعلق بعدم الإعلان عن العملة الصعبة التي بحوزته فضلاً عن حوزته "جوازي سفر جزائريين"، معتبراً أن موكله يتعرض "لمظلمة" وأنه محتجز في سجن الأحراش بانتظار محاكمته.
وأضاف بورايو في تصريح إعلامي لموقع محلي: "لم أرَ في حياتي ملفاً مثقلاً بالظلم كهذا" في إشارة إلى الاتهامات التي توجه إلى موكله. أما بشأن جواز السفر الجزائري الثاني، أوضح بورايو أن موكله كان كثير السفر "لهذا طلب من السلطات الحصول على جواز سفر ثان وقد حصل عليه من وزارة الداخلية”.
وأصدر وكيل الجمهورية الجزائري في 1 إبريل/نيسان أوامر تقضي بمنع "مجموعة من الأشخاص" من مغادرة البلاد. وفتحت تحقيقات معهم "في قضايا فساد وتهريب أموال"، تبين لاحقاً أن حداد أحدهم.
والأحد أعلنت السلطات الجزائرية مالطائرات الخاصة من الإقلاع أو الهبوط في مطارات البلاد حتى نهاية شهر أبريل/نيسان الجاري ما اعتبره البعض تحسباً لهروب شخصيات بارزة متورطة في الفساد.
وتضم قائمة الممنوعين من السفر رجال أعمال بارزين، بينهم علي حداد وشقيقه عمر، وبعيري محمد صاحب مصنع "ايفيكو" لتجميع السيارات، وطاحكوت محي الدين مالك مصنع "هيونداي" لتجميع السيارات وابنه بلال وشقيقيه رشيد وناصر، وثلاثة من عائلة "كونيناف" هم كريم ورضا ونوح.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...