ليل أمس، كان عشّاق الموضة والأزياء على موعدٍ مع النسخة الأولى من حفل توزيع جوائز "فاشن تراست أرابيا"، والذي أُقيم في مبنى مطافئ: مقرّ الفنانين في قطر.
وقد حضرت هذا الحفل الضخم، الشيخة موزا بنت ناصر الرئيسة الفخرية لفاشن تراست العربيّة، الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، الرئيسة المشاركة للمبادرة، وتانيا فارس مؤسِّسة فاشن تراست البريطانيّة، هذا بالإضافة إلى مشاركة نخبةٍ من النجوم العالميّين على غرار: فيكتوريا بيكهام، جوني ديب، كارلا بروني وجوردان دون...
فما الهدف من هذه المبادرة التي تُعتبر الأولى من نوعها في العالم العربي؟ وكيف توزّعت الجوائز على المصمّمين؟
اكتشاف المواهب
إن "فاشن تراست أرابيا"، هي مبادرةٌ غير ربحيّة، تهدف إلى اكتشاف المواهب التي تعود إلى مصمّمي الأزياء في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA)، وذلك من أجل دعمهم، تمويلهم، ومنحهم فرصة تأسيس وتطوير علاماتهم التجاريّة للارتقاء بإبداعاتهم إلى مستوياتٍ عالميّة.
واللافت أن هذه المبادرة تحذو حَذْوَ "فاشن تراست البريطانيّة"، التي ترأسها اللبنانيّة المقيمة في بريطانيا "تانيا فارس" والتي، منذ انطلاقها في العام 2011، منحت جوائز ماليّةً كبيرةً لأكثر من 30 مصمِّماً، وكان لها الفضل في وصول بعض الأسماء على غرار "بيتر بيلوتو"، "ماري كاترانتزو" و"صوفيا ويبستر" للشهرة العالميّة.
وكان لصاحبة المبادرة "تانيا فارس" حديثٌ مقتضبٌ على هامش الحدث الذي أُقيم في قطر:" أعتقد أن هناك الكثير من المواهب في العالم العربي، وعندما كنت متواجدة في الأردن منذ بضع سنوات، التقيت بالعديد من المصمّمين المبدعين الشباب"، وتابعت "فارس" حديثها بالقول:" أعتقد أنه حان الوقت بالنسبة إلى العالم العربي كي يكون هناك حفل جوائز، كالذي نقوم به الليلة، وذلك لدعم المصمّمين العرب الشباب، من خلال الإشراف عليهم، وتسليط الضوء على مواهبهم".
وأوضحت "تانيا" أنه في منطقتنا العربيّة ليس هناك أسبوع للأزياء، كما أن التغطية الإعلاميّة تغيب عن أعمال المصمّمين العرب:" قد يعرف الشعب العربي هؤلاء المصمّمين، ولكن لا أحد يعرفهم في الغرب".
من هنا يمكن القول إن الآمال التي حملتها "تانيا فارس" قد تحوّلت بالفعل إلى حقيقةٍ، بعدما قرّرت قطر هذا العام احتضان "فاشن تراست" بنسخته العربيّة.
وعن إطلاق هذه المبادرة لأوّل مرّة في المنطقة العربيّة، أكّدت "تانيا فارس" في مقابلةٍ لها مع "فاينانشال تايمز" أن هناك الكثير من الصعوبات التي تواجه الأشخاص العرب الذين يحاولون دخول مجال صناعة الأزياء، مؤكدةً أن "هناك الكثير من المواهب في المنطقة، ولكن هناك نقصٌ في الدعم".
توزيع الجوائز
بالعودة إلى الحفل الذي أُقيم ليل الأمس في الدوحة، قامت لجنة التحكيم المؤلّفة من روّاد صناعة الموضة، وبعض الشخصيات التي لمع اسمها في العالم أجمع، على غرار المصمّمة اللبنانية ريم عكرا والمخرجة اللبنانية نادين لبكي، وغيرهما من الأسماء التي أخذت على عاتقها دعم المصمّمين الفائزين، باختيار 5 فائزين من أصل 25 مرشحاً عرضوا تصاميمهم المميزة.
في منطقتنا العربيّة ليس هناك أسبوع للأزياء، كما أن التغطية الإعلاميّة تغيب عن أعمال المصمّمين العرب
فبعد مرور أشهرٍ على مراجعة الطلبات التي وصل عددها إلى أكثر من 250 طلباً، نجح 25 مصمِّماً في الوصول إلى النهائيات، لتقوم بعدها لجنة التحكيم باختيار الفائزين الذين توزّعوا على الفئات التالية: ملابس السهرة، الملابس الجاهزة، الأكسسوارات والمجوهرات الراقية.
فمن هي الأسماء الفائزة؟
فئة الملابس الجاهزة: فوز المصمّم اللبناني "سليم عزام" والمصمّم "روني حلو" الذي سبق وأن عرض مجموعته في أسبوع الموضة الذي أقيم في لندن في شهر فبراير.
فئة ملابس السهرة: هذه الجائزة كانت من نصيب "كريكور جابوتيان"، المقيم في لبنان أيضاً، والذي بدأ حياته المهنية مع المصمّم العالمي إيلي صعب.
فئة الأكسسوارات: فوز "صبري معروف" وهي العلامة التجاريّة المصمَّمة من قبل "أحمد صبري" و"زكي معروف"، والتي تستلهم تصاميمها من العصور المصريّة القديمة، فمع لمسة التراث المصري القديم، تروي كلّ حقيبةٍ منها قصّة معيّنة، وهي بمثابة قطعة فنيّة تجسّد الثقافة المصريّة بامتياز، هذا بالإضافة إلى فوز علامة الأحذية المغربيّة "زين" والتي تتميّز مجموعاتها بالحفاظ على التقاليد كونها مصنوعة على يد النساء المهمّشات.
فئة المجوهرات: فوز علامة المجوهرات المعروفة Mukhi التي انطلقت من بيروت والتي تحاول ابراز قوّة المرأة.
هناك الكثير من المواهب في المنطقة، ولكن هناك نقصٌ في الدعم
واللافت أن هؤلاء الفائزين سيحصلون على إرشادات قيّمة من قبل MATCHESFASHION (حيث سيتمّ عرض تصاميمهم ومجموعاتهم أيضاً) وعلى إرشاداتٍ دقيقةٍ من قبل اللجنة التنفيذيّة التابعة ل"فاشن تراست أرابيا"، المؤلّفة من 13 شخصاً من روّاد الأزياء والأعمال في الشرق الأوسط، على غرار الجزائريّة "غزلان غينيس"، وهي مؤسِّسة موقع The Modist والتي تُعتبر من أهمّ الشخصيات المؤثّرة في عالم الموضة، هذا بالإضافة إلى جائزةٍ ماليةٍ تصل إلى أكثر من 200 ألف دولار أميركي وفق خطة عمل كلّ فائزٍ.
تجدر الإشارة إلى أن إطلاق حفل جوائز "فاشن تراست أرابيا" يتزامن مع الاهتمام المتزايد بإمكانيات النموّ في صناعة الأزياء في المنطقة العربيّة، وذلك بغية دعم المواهب الشابة التي تعمل في الخفاء، وإيصال أعمالها وإبداعاتها إلى العالميّة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...