فور توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاثنين 25 مارس على قرار يعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة منذ العام 1967، نددت الأمم المتحدة وأبرز قادة العالم والاتحاد الأوروبي إلى جانب عدد كبير من العواصم العربية بالقرار الأمريكي الذي يأتي بعد مضي أكثر من عام على قرار ترامب نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس المحتلة.
ظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتنياهو بجوار ترامب لحظة توقيعه الاعتراف وكان مبتسماً حين سلمه ترامب قلمه الذي وقع به القرار، كانت لحظة “تاريخية” بالنسبة لنتنياهو مثلما وصفها في حين اعتبرتها دمشق "اعتداء سافر على سيادتها” وأعلى درجات الازدراء للشرعية الدولية، وصفعة مهينة للمجتمع الدولي ولمكانة الأمم المتحدة وقراراتها بحسب بيان الخارجية السورية الاثنين.
لكن كيف ردت العواصم العربية والغربية على قرار ترامب؟ وما تأثيرها على القرار؟
استنكار “بأشد العبارات"
خطوة ترامب للاعتراف بالجولان أرضاً إسرائيلية تأتي قبل أيام معدودة من القمة العربية الثلاثين التي تحتضنها تونس يوم 30 مارس الجاري. الخطوة دانتها جامعة الدول العربية الاثنين على لسان أمينها العام أحمد أبو الغيط الذي ندد "بأشد العبارات" الاعتراف الأميركي بسيادة إسرائيل على الجولان، معتبراً أنه "باطل شكلاً وموضوعاً".
ووصف البيان الخطوة بأنها تعكس حالة من الخروج على القانون الدولي روحاً ونصاً، وتخصم من مكانة الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، بل أيضاً في العالم. مضيفاً أن الجامعة تقف بقوة وراء الحق السوري في أرضه المحتلة، وهو موقف يحظى بإجماع عربي واضح وكامل، وستعكسه القرارات الصادرة عن القمة المرتقبة في تونس مطلع الأسبوع المقبل، بحسب البيان.
من جهتها، أعربت الكويت عن أسفها واستيائها من قرار الرئيس الأميركي، وقالت وزارة الخارجية الكويتية في بيان، إن هذا القرار يخالف القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ولا سيما القرار 497، الذي دعا إسرائيل إلى إلغاء ضم مرتفعات الجولان السورية واعتبار قراراتها في الجولان ملغاة وليس لها أي أثر قانوني.
أضاف البيان أن قرارات كهذه تمثل تقويضاً لعملية السلام الشامل في الشرق الأوسط، وتهديداً للأمن والاستقرار.
كما استنكرت السعودية، قرار ترامب، وأفاد بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية أن الرياض "أعربت عن رفضها التام، واستنكارها للإعلان الذي أصدرته الإدارة الأميركية بالاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة".
وجاء في البيان أن السعودية تؤكد موقفها الثابت والمبدئي من هضبة الجولان وأنها أرض عربية سورية محتلة وفق القرارات الدولية ذات الصلة.
فور توقيع الرئيس الأمريكي على قرار يعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، نددت الأمم المتحدة وأبرز قادة العالم والاتحاد الأوروبي إلى جانب عدد كبير من العواصم العربية بالقرار الأمريكي
أيضاً دان لبنان الخطوة الأميركية، معتبراً أنها تخالف كل قواعد القانون الدولي ومشدداً على أن الهضبة "أرض سورية عربية".
وأفادت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان أنّ "الإعلان الرئاسي الأميركي بخصوص أحقية إسرائيل بضم هضبة الجولان السوري، هو أمر مدان ويخالف كل قواعد القانون الدولي، ويقوض أي جهد للوصول إلى السلام العادل".
وبدوره أكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي أن "اعتراف واشنطن بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل لا يغير حقيقة أنها أرض سورية".
وقال المتحدث باسم الخارجية العراقية إن دعوة الولايات المتحدة إلى "الاعتراف بسيادة الاحتلال الإسرائيلي على الجولان السوري تعطي الشرعية للاحتلال، وتتعارض مع القانون الدولي"، مؤكداً تأييد العراق قرارات الشرعية الدولية الصادرة عن مجلس الأمن الدوليِ التي تنص على إنهاء الاحتلال.
وعبّرت الرئاسة الفلسطينية عن رفضها الشديد، واستنكارها سلسلة القرارات المخالفة للقانون الدولي وللشرعية الدولية الصادرة من قبل الإدارة الأميركية، وأكدت الرئاسة أن السيادة لا تقررها إسرائيل أو الولايات المتحدة الأميركية مهما طال أمد الاحتلال.
ردود الفعل الدولية: الجولان أرض سورية محتلة
فور توقيع ترامب، أعلنت الأمم المتحدة أن "الوضع القانوني للجولان لم يتغير"، في تأكيد على أن القرار الأميركي لن يؤثر على الاعتراف الدولي بأن الجولان هي أرض سورية محتلة من قبل إسرائيل منذ عام 1967.
فيما حذرت روسيا من أن الخطوة الأمريكية ستثير المزيد من التوتر في الشرق الأوسط، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الروسية. واعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن الاعتراف الأميركي هو "انتهاك للقانون الدولي".
أما وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، فأكد أنه "يستحيل لتركيا قبول القرار الأميركي بشأن الجولان".
وقال الاتحاد الأوروبي إن موقفه من هضبة الجولان لم يتغير، وقال في بيان: "الاتحاد لا يعترف بسيادة إسرائيل على الأراضي التي تحتلها منذ 1967 بما فيها مرتفعات الجولان".
وكان ترامب وقّع قرار الاعتراف الأميركي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل، في البيت الأبيض، لكن مهّدت إدارة ترامب للخطوة بسلسلة خطوات كانت أبرزها تغريدة نشرها ترامب، الخميس الماضي، قال فيها: "بعد مرور 52 عاماً، حان الوقت لكي تعترف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل الكاملة على مرتفعات الجولان، التي تتسم بأهمية استراتيجية وأمنية بالنسبة إلى إسرائيل والاستقرار الإقليمي".
واحتلت إسرائيل مرتفعات الجولان والضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة في حرب 1967، وفي عام 1981 ضمت إسرائيل مرتفعات الجولان والقدس الشرقية إليها، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
ونشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية مقالاً للكاتب مايكل كوبلو تناول فيه تأثير اعتراف ترامب بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل على الضفة الغربية، وبحسب كاتب المقال فإن قادة اليمين الإسرائيلي سيرون في الخطوة الأمريكية ضوءاً أخضر لضم الضفة الغربية في خطوة تالية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...