شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
MAIN_HalalTourismAntalya

انتعاش السياحة الحلال... لأن القدرة الشرائية للمسلمين أصبحت أقوى من أي وقتٍ مضى

MAIN_HalalTourismAntalya

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 20 مارس 201906:31 م

بات مصطلح "السياحة الحلال" جذاباً للمسلمين الذين يبحثون عن تمضية أوقاتٍ مسلّيةٍ "بما يرضي الله".

وفي الآونة الأخيرة، انتشرت ظاهرة "السفر الحلال" بكثرةٍ بعد تنامي أعداد المسلمين السيّاح، خاصة أنه من المقدّر أن يصل عدد المسلمين في العالم إلى 2.2 مليار بحلول العام 2030.

واللافت أن السفر الحلال يمرّ حالياً بمرحلة انتعاش، ومن المرجح أن يصل حجم هذا السوق إلى 274 مليار دولار بحلول العام 2023، مع العلم أنه في العام 2017، سجل 177 مليار دولار، وفق ما كشفه أحدث تقريرٍ منشور عن حالة الاقتصاد الاسلامي.

فكيف تعمل الفنادق والمنتجعات على مواكبة مفهوم "السياحة الحلال" وتلبية المتطلبات الإسلامية؟

مغناطيس السيّاحة الحلال

في السنوات الأخيرة، تعرض قطاع السياحة في تركيا لنكسةٍ كبيرةٍ نتيجة المخاوف الأمنية والنزاعات السياسية، ولكن بقي هناك جزءٌ ينمو بهدوء: العطلات الشاطئية للمسلمين المحافظين.

في الواقع، تعتبر مدينة أنطاليا مغناطيسٍاً للسيّاح القادمين من شمال أوروبا والمحرومين من أشعة الشمس، حيث ينجذب هؤلاء إلى الشواطىء الرملية والمواقع القديمة.

واللافت أنه على طول ساحل الفيروز التركي، يمكن رؤية المصطافين وهم يستمتعون بالكوكتيلات المنعشة والمشروبات الباردة أثناء الاسترخاء تحت أشعة الشمس.

ولكن أنطاليا، التي تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط في جنوب غرب تركيا، تشهد تنامي أعداد الفنادق التي قررت التخلي عن مصادر ربحها التقليدية مثل المشروبات الكحولية، بغية جذب عملاءٍ جددٍ ومتنامين: السيّاح المسلمين.

والحقيقة أن الإنفاق العام على نمط حياة المسلمين، بما في ذلك الطعام والأزياء ومستحضرات التجميل ووسائل الإعلام والترفيه، تم تقديره بنحو 2.1 تريليون دولار في العام 2017، وذلك نتيحة النمو السريع لأعداد السكان عالمياً وازدهار الطبقة المتوسطة.

يشير التقرير الذي تصدره وكالة"تومسون رويترز" سنوياً، إلى أن قطاع السفر الحلال "يفرد أجنحته من خلال تقديم سياحةٍ ثقافيةٍ وتاريخيةٍ ودينيةٍ وشاطئية. هذا وقد تؤكد المنتجعات الشاطئية الصديقة للمسلمين على شعبيتها".

الخدمات "الحلال"

حاولت دراسة نُشرت في مجلة Journal of Islamic Marketing الكشف عن توقعات السيّاح المسلمين عند الحديث عن "العطلة الحلال"، اذ يُعد فهم توقعات العملاء عاملاً مهماً في سياق أي خدمة، وذلك بهدف تحديد مدى رضا الزبون عن الخدمة التي يحصل عليها.

وبعد الاطلاع على الخدمات التي تندرج في اطار توقعات السائح المسلم، تبيّن أن أكثر ما يبحث عنه هذا الأخير هو: الطعام الحلال، أماكن مخصصة للنساء، الملابس المحتشمة.

واللافت أن القدرة الشرائية للمسلمين أصبحت أقوى من أي وقتٍ مضى، مما دفع أصحاب الفنادق على ساحل الفيروز إلى الإستجابة سريعاً لمواكبة متطلبات السوق.

القدرة الشرائية للمسلمين أصبحت أقوى من أي وقتٍ مضى

من هنا قام البعض بتحويل فنادقهم إلى فنادق حلال، في حين تم بناء منتجعاتٍ خاصة لهذا الغرض ومن أجل توفير جميع "الخدمات الحلال" التي يبحث عنها بعض العملاء: الطعام الحلال، حظر المشروبات الكحولية، توفير القرآن في جميع الغرف، تخصيص غرفٍ للصلاة ومساجد تذيع الأذان.

وباتت معظم المنتجعات تضم أحواض سباحة وشواطئ مخصصة للنساء فقط، حيث تستطيع المرأة أن ترتدي البكيني وتستلقي تحت أشعة الشمس من دون أن تشعر بالحرج من أن يراها الرجال، هذا ويُمنع دخول الصبيان الذين تزيد أعمارهم على 5 أو 6 سنوات، وكذلك يحظر استخدام الكاميرات والهواتف.

أما النوادي الصحية والصالات الرياضية فتفتح للرجال والنساء في أوقاتٍ منفصلة، مع العلم أن وسائل الترفيه "مناسبة للعائلات".

ويبدو أن هذه الخدمات "الحلال" تثير اعجاب الكثير من الأشخاص المتمسكين بالمعتقدات الدينية، والراغبين في الاستمتاع بالعطلات.

في هذا الصدد، كشفت مدوّنة الأزياء "بسمة كاهي"، لObserver أنه في السابق، كانت الشكوك تساورها حول تمضية العطلات نتيجة الصعوبات والعوائق التي تواجه الأسر المسلمة، ولكن بعد زيارة أحد المنتجعات "الحلال" في أنطاليا في العام الماضي مع زوجها وابنتها، فإنها تخطط الآن لقضاء عطلةٍ أخرى مع أصدقائها هذه المرة:"من الرائع ألا يساورني القلق بشأن الأشياء التي قد تهدّد معتقداتي الدينية".

طفرة في القطاع الحلال

يؤكد "أُوفوق سيكجين"، من  HalalBooking.com، وهو الموقع الذي يلبي احتياجات السياح المسلمين أنه "خلال العامين الأخيرين، كانت هناك مقاطعة لتركيا كوجهةٍ سياحيةٍ لكننا رأينا السياحة الحلال تزدهر طوال هذه الفترة... هناك طفرة في هذا القطاع، نراها ونشعر بها يومياً"، هذا واشار إلى أن هناك تزايد أعداد الطبقة المتوسطة المسلمة.

وأوضح "سيكجين" أن الجيل الأول من المهاجرين إلى المملكة المتحدة، قد اعتاد في السابق العمل في وظائف لا تحتاج إلى الكثير من المهارات، إلا أنه في الجيلين الثاني والثالث بتنا نشهد زيادةً في عدد الأطباء والمحامين والأشخاص الذين يعملون في القطاع المالي: "هؤلاء السياح يرغبون عادةً في قضاء عطلتين أو 3 كلّ عام، وليس مجرد التخطيط لزيارةٍ سنويةٍ لأجدادهم وأقاربهم في وطنهم الأم. إذ يرغبون في رؤية العالم عن طريق قضاء العطلة على الشاطئ أو داخل المدن وزيارة المناطق التراثية، ولديهم الأموال الكافية لفعل ذلك".

في هذا الصدد، كشف "أوفوق" أن قدرة الأسرة في الفنادق الحلال على طول ساحل الفيروز قد ازدادت بنسبة 450% في السنوات الخمس الماضية، ونتيجةً لذلك، أقدمت الحكومة التركية على انشاء هيئةٍ لاعتماد الفنادق والمنتجعات الحلال ومنحها التراخيص.

الوجهات السياحية الحلال

تتركز السياحة الإسلامية بشكلٍ خاص في دول الخليج، حيث تبقى المملكة العربية السعودية الوجهة الأولى، بسبب الأماكن الإسلامية المقدسة في مكة والمدينة، والتي تجذب ملايين الحجاج كل عام، وفق ما تشير إليه صحيفة "الغارديان" البريطانية.

تبقى المملكة العربية السعودية الوجهة الأولى للسياحة الحلال

وقد استحوذت السعودية على 21 مليار دولار من إنفاق المسلمين على السفر خلال العام 2017، تليها الإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت في القائمة، أما البلدان الأخرى التي جذبت بدورها عدداً كبيراً من المسافرين المسلمين، فهي: إندونيسيا، ماليزيا، إيران، روسيا، نيجيريا.

واللافت أنه حتى الدول التي تضم جالية إسلامية صغيرةً بدأت تدرك أهمية مستقبل سوق السفر الحلال بشكلٍ متزايد، إذ يقدم فندقان في منطقة "كوستا ديل سول" في إسبانيا الطعام الحلال فقط دون المشروبات الكحولية، وتطبق بعض الفنادق الصغيرة في لندن وغيرها من المدن الأوروبية، سياسات مشابهة.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image