تشهد الأسواق الناشئة منذ فترة شبه انهيار، لاسيما أسواق تركيا والبرازيل والهند، وغيرها من الاقتصادات التي تعاني من عجز مزمن في حسابها التجاري انعكس سلباً على أداء الأسهم فيها كما على العملة. مؤشر MSCI للأسواق الناشئة انخفض بنسبة 13% في الشهرين المنصرمين، وساهم مؤخراً في هبوط الأسواق العالمية متأثرة بتفاعلات المستثمرين المعرّضين للخسائر من استثماراتهم في هذه الاسواق، لاسيما المصارف العالمية.
في المقابل، حزمة من الاستقرار تشعّ من دول البلدان العربية. منذ بداية العام ارتفعت أسواقها بنسبة 17% لسوق دبي، 10% لسوقي أبوظبي ومصر، 8% لسوق قطر، 6% للأردن و3% للسعودية. هذا الأداء قد يكون مرآة للحقيقة الاقتصادية في دول تتفاوت قدراتها، لكنها استفاقت كلها من فترة سبات طويل. ورغم مشاكل جذرية مثل البطالة، المديونية العالية، اللااستقرار السياسي، وانعدام الشفافية والمحاسبة، فهي مقارنة مع الأسواق الناشئة الأخرى، واعدة. يرجّح المحلل الاقتصادي جيف سايمندز Geoff Symmonds مدير محفظة GLS193 أن تشهد الأسواق العربية المزيد من الرصانة بالرغم من سلبيات الأسواق الناشئة التي تعطس إنْ أصاب الرشح اقتصاد دول تبعد عنها 2000 كيلومتر، ويقول: "الأسواق الخليجية تبقى رصينة في وجه المشاكل العالمية، فعلى سبيل المثال، شركة إعمار الإماراتية ستزيد استثماراتها وتتوقع زيادة في المبيعات، كما أن مجموعة دبي أعلنت أنها أعادت جدولة كل ديونها، وهذا مؤشر صحّي للإمارات". خالد عبد المجيد، مدير صندوق Mena Admiral fund الذي ارتفع بنسبة 35% عام 2013، يكتب في تقريره الشهري أن الأسواق العربية لم تعد رخيصة، فأسهمها تتداول على مستوى 13 ضعفاً من أرباحها المتوقعة، ولكن الكثير من الأسهم لم تساهم في الارتفاع، وحتماً ستشهد زيادات ملحوظة تؤثر على المؤشرات مستقبلاً.في تصريح للوال ستريت جورنال، قال تيموثي فوكس Timothy Fox مدير الأبحاث والخبير الاقتصادي الأول في بنك الإمارات إن بي دي: "إنْ دامت الأزمة المالية في الأسواق الناشئة طويلاً، قد يؤثر ذلك سلبياً في جذب الرساميل إلى المنطقة حين تدخل الإمارات وقطر في مؤشر MSCI شهر مايو القادم، لكن قد يكون ذلك من حسن حظ البلدان العربية؛ فمديرو الصناديق المختصة في الأسواق الناشئة سيضطرون أن يثقلوا محفظتهم المالية بالأسهم العربية كون العملات هذه مربوطة بالدولار الأميركي، إضافة إلى المكونات القوية لهذه الاقتصادات".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
mahmoud fahmy -
منذ 4 ساعاتكان المفروض حلقة الدحيح تذكر، وكتاب سنوات المجهود الحربي، بس المادة رائعة ف العموم، تسلم ايديكم
KHALIL FADEL -
منذ يومراااااااااااااااااااااااااائع ومهم وملهم
د. خليل فاضل
Ahmed Gomaa -
منذ يومينعمل رائع ومشوق تحياتي للكاتبة المتميزة
astor totor -
منذ 6 أياماسمهم عابرون و عابرات مش متحولون
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعفعلاً عندك حق، كلامك سليم 100%! للأسف حتى الكبار مش بعيدين عن المخاطر لو ما أخدوش التدابير...
Sam Dany -
منذ أسبوعانا قرأت كتاب اسمه : جاسوس من أجل لا أحد، ستة عشر عاماً في المخابرات السورية.. وهو جعلني اعيش...