يفكر الرجال في الجنس نحو 34 مرة في اليوم، أكثر من تفكيرهم في الطعام أو حتى في النوم". هكذا يقول طبيب أمراض الذكورة المصري عبد الفتاح حسن معتمداً على دراسة علمية لجامعة أوهايو الأمريكية.

ويضيف: "التفكير الدائم في الجنس يجعل بعض الرجال يظنون أن تعريف العذرية الوحيد هو أن تفقد المرأة غشاء بكارتها بعد علاقة جنسية مع رجل".

عزيزي الرجل، أنت أيضاً تفقد عذريتك

في عيادته بأحد أحياء محافظة الجيزة المصرية حادث رصيف22 الطبيب، الذي بدأ كلامه قائلاً: "يمكن وضع تعريف أوسع لكلمة عذرية".

ويشرح: "في البداية يجب أن نصحح المفهوم، فالعذرية كلمة يصلح استخدامها مع الرجل والمرأة على السواء، وتعني الانتقال من مرحلة استخدام الخيال والتفكير في ممارسة علاقة إلى مرحلة تنفيذ هذه الأفكار والأحلام وجعلها حقيقة".

وبحسب حسن، فغير صحيح أن فقد العذرية يتم حين يمارس الإنسان سواء كان رجلاً أو امرأة علاقة جنسية كاملة لأول مرة. يمكن للمرأة مثلاً أن تفقد عذريتها بمعناها الأوسع وليس بمعناها الطبي بعد علاقة ناجحة مع رجل حتى لو لم يحدث إيلاج، والأمر نفسه صحيح بالنسبة للرجل.

"فكل الأشكال العاطفية سواء كانت احتضاناً، أو تقبيلاً، أو جنساً فموياً...، تعني حين تتم لأول مرة أن الإنسان انتقل لمرحلة جديدة من حياته استعان فيها بشريك حقيقي وليس من خلال عادة سرية مثلاً"، يؤكد الطبيب المصري. 

فيما يرى أحمد أبو منة، المختص بالصحة النفسية أن العذرية، ككلمة، أكبر من الجنس بكثير. فالرجل يفقد عذريته حين يفعل أشياء لم يجربها من قبل، مثل ممارسة علاقات جنسية، أو خوض مغامرة جديدة من الممكن أن تكون تجربة مخدر ما مثلاً.

via GIPHY

العذرية ليست حكراً على المرأة

يضيف حسن أن بعض الرجال يظنون أن فقد العذرية يحدث للنساء فقط بسبب خروج بعض الدماء منهن حين يمارسن علاقة جنسية لأول مرة. طبياً، هناك حالات عدة لا تنزل فيها دماء حين يقوم الرجل بفض غشاء البكارة. وهذا يحدث إن كانت فتحة الغشاء واسعة، أو عندما تكون على شكل حرف Tعادي أو مقلوب. وقد تفقد أي فتاة غشاء بكارتها لأسباب مختلفة كحركات رياضية.

"في هذه الحال، هل يعتبر الرجل أن الفتاة فقدت عذريتها أم لا؟" يسأل حسن. وهو يواجه سؤالاً متكرراً من عدد كبير من الرجال: كيف اتأكد أن من سأتزوجها عذراء؟

يبتسم حسن ويقول: "هناك هوس حقيقي بأن يتزوج الرجل العربي امرأة لم تمارس أي علاقات من قبل، ويرى أن من حقه هو أن يمارس علاقات متعددة".

"أحاول أن أشرح لمن يأتي إلى عيادتي أن الأمر مختلف، وأن كلمة "عذرية" تحتاج منه لإعادة التفكير، لكن أسلوب تربية الرجل العربي أقوى بكثير من محاولاتي"، يقول الطبيب المصري.

فيما يرى أبو منة أن ارتباط العذرية في المجتمعات العربية بالمرأة سببه العادات والتقاليد، والنظرة الضيقة التي تجعل من الأنثى محوراً أساسياً يهتم الرجل به، ويتابع تصرفاته باعتبار أنه الكائن الأضعف من وجه نظر بعض الرجال.

التفكير الدائم في الجنس يجعل الرجال يظنون أن تعريف العذرية الوحيد هو فقدان المرأة غشاء بكارتها بعد علاقة جنسية

فقدان العذرية يعني الانتقال من مرحلة الخيال إلى ممارسة العلاقة الحميمة مع شريك حقيقي حتى وإن لم يتضمن إيلاج

العذرية حالة وليست فعلاً

في أحد مقاهي وسط القاهرة، كان موعد رصيف22 مع الكاتبة ومستشارة العلاقات العاطفية مروة رخا، التي قالت: "العذرية واحدة بالنسبة للرجل والمرأة، وتعني باختصار شديد أن الشخص لم يمارس أي شكل من أشكال الجنس المتعددة".

وكحسن، تكرر رخا أن الشخص حين يمارس جنساً فموياً، أو حتى التقبيل لأول مرة يكون قد انتقل إلى مرحلة جديدة من حياته فقد فيها عذريته.

ترشف رخا بعض الشاي قبل أن تقول: "كان يتحدث معي شخص ملتزم دينياً قال لي إنه على علاقة بفتاة يفعل معها كل شيء ما عدا العلاقة الجنسية الكاملة، وقال إنه فخور بأنه لم يفقد عذريته، وطبعاً هذا قمة التناقض"، تكمل مروة "العذرية حالة وليست فعلاً".

التجربة العاطفية الأولى

تقول رخا: "إذا كان الرجل سيخوض تجربة عاطفية لأول مرة فعليه أن يكون مستعداً لها، وأن يبتعد عما يطلق عليه الضغط المجتمعي، فهو ليس ماكينة جنس".

تنصح الرجل بالاسترخاء ونسيان المعلومات التي حصل عليها من مصادر غير طبية أو علمية، لكي يتمكن من ممارسة العلاقة الحميمة لأول مرة بطريقة ناجحة.

وتضيف: "يجب أن يكون هناك حد أدنى من المشاعر تجاه الطرف الآخر، ولو مجرد إعجاب، فممارسة العلاقات لمجرد الممارسة هي ضد طبيعة العلاقة، التي تحتاج لحد أدنى من التقارب الإنساني".

فيما يرى أبو منة أن فقدان الرجل للعذرية الجنسية يجب أن يتم بطريقة سليمة، فالطرف الآخر له احتياجات نفسية وجنسية لا بد من إشباعها.

لكن الأزمة، برأيه، تكمن في كثرة صعوبات الحياة وغياب ثقافة الاستمتاع بالحياة ورحلة البحث الدائم عن لقمة العيش. كل هذا جعل الرجل أشبه بماكينة صرف آلي فقط دون النظر الى ما يحتاج منه الطرف الآخر.

ويختم أبو منة بأن الكثير من الرجال في المنطقة لا يهتمون بمعرفة ما يسعد المرأة، ويفكرون في ما يسعدهم هم فقط.