شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!

ملف نساء22... بصحتهنّ

"منَ الشّـامِ لبغدانِ ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ إلى مِصـرَ فتطوانِ"، لا تختلف أحوال المرأة المحكومة بمتلازمة "العيب والحرام"، هذه المتلازمة التي خنقتها وقيّدتها وحاصرتها في مختلف مراحل حياتها، من الوليدة التي كانت تفضل عائلتها ذكراً عوضاً عنها، إلى الطفلة التي يُعطى أشقاؤها الصبيان كل الاهتمام على حسابها، إلى المراهقة التي اعتادت أن تخفي دورتها الشهرية، وأن تخبئ الفوطة الصحية في "كيس أسود"، وصولاً للنساء اللواتي تجري لهنّ عمليات الختان "لكبح جماح رغباتهنّ الجنسية"، كما يعتقد "مناصروه".

ورغم المحاولات الكثيرة التي تُبذل في سبيل التحرر من هذه المتلازمة وكسر قيودها، وسط التغيرات الكبيرة التي يشهدها العالم، والدول العربية جزء منه، ورغم حملات التوعية لإنهاء العنف ضد المرأة، للمطالبة بحقوقها وكسر الهيمنة الذكورية، إلا أن الحديث عن النساء في الإعلام العربي لا يزال محاطاً بالكثير من التحفّظات، وخاصة عند الحديث عن قضايا "صحة المرأة وجسدها"، فالتطرق لهذه المسائل، لسنوات قليلة مضت، من المحرمات و"التابوهات" التي لم يجرؤ الكثيرون على خوضها في الإعلام والحديث عن تفصيلاتها.

كل ذلك يضاف إلى خصوصية المرأة العربية، التي يغيب عن بالها في الكثير من الأحيان الاهتمام بصحتها الجسدية، نتيجة المسؤوليات والأعباء التي ترزح تحت ثقلها، إلى جانب غياب الاهتمام الرسمي وقلة البرامج الصحية الرسمية من الحكومات العربية المخصصة لصحة المرأة وتوعيتها.

نحن في رصيف22 نؤمن أنه وسط المتغيرات الكبيرة التي يشهدها العالم، تحتاج المرأة لعناية صحية خاصة، بسبب اختلاف تكوينها الجسدي والنفسي، بالإضافة إلى اعتقادنا بضرورة احترام خصوصية الأنثى التي تمر بالعديد من التغيرات الحيوية المختلفة، وتتأثر بعوامل كثيرة، مثل الهرمونات الأنثوية، الدورة الشهرية، العادات الغذائية، النشاط الحركي وغيرها.

في ظلّ "التعتيم" المقصود أحياناً، والمشاعر المتناقضة أيضاً، ومنها الخجل الذي تشعر به النساء إزاء الجسد والنفس، قررنا إطلاق ملف "نساء22... بصحتهنّ"، الذي يضم مجموعة من المواضيع الحساسة التي تهم صحة المرأة العربية، النفسية والجسدية. وهو ملفّ يحتوي مقالات نُشرت عبر صفحاتنا منذ اليوم الأوّل لتأسيس رصيف22، وكذلك مواضيع جديدة ننشرها ونواصل نشرها.

نحن نؤمن أيضاً أن الحديث هو الخطوة الأولى نحو كسر تابوهات عديدة، والأهم، نحو فتح أبواب معرفة تعيد لكل امرأة من خلالها، الوكالة الأصلية والطبيعية على جسدها وروحها، بلا إملاءات ولا قرارات من أي شخص آخر.

إلى نساء رصيف22... بصحتكنّ وبصحة جميع النساء في بلادنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image