شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
عطلة آخر الأسبوع لدى الإماراتيين: ما يحصل في البرّ يبقى في البرّ

عطلة آخر الأسبوع لدى الإماراتيين: ما يحصل في البرّ يبقى في البرّ

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 23 مارس 201708:07 م
يتعجب البعض إن قلت أن للترفيه مغزى غير التسلية والاستمتاع بالوقت. ولكن في عطلة آخر الأسبوع، يخرج الإماراتيون إلى البّر لما له من أثر إيجابي على استعادة وتجديد نشاطهم وحيويتهم، فيزيد من عطائهم عند استئناف العمل. السعادة تبدأ حين تنطلق السيارات الرباعية الدفع والدراجات النارية والدراجات الرباعية الدفع ATV خارج المدن باتجاه البرّ. shutterstock_554450350shutterstock_554450350

البّر عشق الإمارتيين

عشق الإمارات وجوّها الجميل وسحر الطبيعة الخلابة، إن طلعة البّر هي الخيار الاول والأفضل لي وقت العطلة الأسبوعية مقارنة بأي مكان آخر"، تقول شمّا الكِتب من رأس الخيمة. 

تضيف: "الخروج للبّر عبارة تقال حينما نخرج بعض الوقت في أيام العطلة إلى المناطق الجبلية، أما الخروج من الصباح إلى المساء فيسمّى الخروج للعزبة وله ما له من أجواء ساحرة جميلة".

كما يطلق الإمارتيون على مفهوم التنزه مصطلح الكشتة. 

يتمسك الإماراتيون بطلعة البّر هروباً من الازدحام الشديد والضجيج والأصوات الصاخبة في المدن. فلا توجد مشكلة في ركن السيارات، إذ إن الأرض كلها ملك الزوار، عوضاً عن الهدوء الذي يفتقده المواطنون في المدينة، ومتعة الجلوس في الأماكن الواسعة ذات الطبيعة الخلابة، بخلاف الأماكن المغلقة التي يجبرهم الصيف على الجلوس فيها مدة طويلة.

shutterstock_530489731shutterstock_530489731

موروث قديم 

يرجع تمسك الإمارتيين بالخروج للبّر لحرصهم على محاكاة أساليب الحياة العربية القديمة. فالتخييم بالبرّ عادة سنوية قديمة يمارسها الموطنون في فصل الشتاء حتى أواخر شهر أبريل. وباتت الرحلات البرية من التقاليد الثابتة في حياة العائلة الإماراتية.

تقول أم عبيد الزعابي من الشارقة: "عندما يحل فصل الشتاء يفرح المواطنون بروعة البّر، فيذهبون ويستمتعون بنزول المطر بين الزرع والنبات. تتوزع العائلات على أشجار الغاف للجلوس في ظلالها، ومنهم من يستمتع بقطف نبات الحُميض الصحراوي ذي الطعم المميز".

تحرص البلديات في الإمارات على عدم قطع أشجار الغاف لتفادي الأضرار البيئية، فهي أشجار عملاقة لها شكل هندسي مميز، تحوم حولها الطيور وتأكل منها لتظهر على هذا الشكل، فيستظل تحتها الإمارتيون. 

ويقطف الزائرون نبات "الخبيز" الذي لا ينبت إلا في فصل الشتاء، وللبحث عن النباتات وقطف ثمارها سعادة وبهجة عندهم. تصف أم عبيد بكل شغف: "من أجمل مشاهد الطبيعة بالبّر الوديان التي تنزل من الجبال بشكلها الخلاب مثل وادي شوكة، يلتف الناس حوله ويجلسون ويستمتعون بجماله".

shutterstock_527862256shutterstock_527862256

النشاطات

يهوى الإمارتيون التخييم في المناطق البرية الجبلية على الرغم من الطفرة الاقتصادية، وتوافر أماكن التسلية والترفيه في المدن. ويزيد التخييم في البّر في شهري نوفمبر ومارس.

يختلف أسلوب التخييم قديماً وحديثاً إذ أصبحت الخيم اليوم أشبه بمنازل مكتملة في وسط الصحراء، مزوّدة بأجهزة التلفاز والاتصال عبر الأقمار الصناعية ومختلف وسائل الترفيه، وبعضها مزود بكماليات أشبه بالڤلل، داخلها أفران الغاز للطبخ وغيرها من الأجهزة الكهربائية.

ينجذب المواطنون أيضاً إلى ممارسة نشاطات ورياضات مختلفة لا يستطيعون القيام بها في أي مكان آخر غير البّر. نذكر منها ركوب الدرجات الهوائية والصعود إلى التلال الرملية، واللعب بالكرة التي تتناثر في كل مكان بين فرحة الصغار والكبار، وقيادة سيارات الدفع الرباعي محاولين تصعيدها إلى أعلى التلال الرملية، وركوب الخيل والجمال وإقامة المسابقات بينها، وطبعاً لعبة الورق أو "الكوتشينة" حتى آخر ساعات الليل.

وفي جو يملؤه الفرح وتتوزع فيه الأدوار بِحُب وألفة، يستمتع الإماراتيون بقضاء أوقاتهم في ممارسة نشاطات مختلفة مثل "شبه النار" أي إشعال النار لشواء اللحم والذرة والدجاج، وتناول المشروبات الساخنة، مثل القهوة المحلية "الكرك" والشاي، ويأكلون التمر وحلوة اللقيمات.

shutterstock_574593664shutterstock_574593664

أشهر مناطق البرّ

تعجّ الإمارات بعدد كبير من تلك الأماكن البرية التي تستقبل العائلات والأصدقاء للتخييم، فيتجهون من رأس الخيمة إلى وادي القوع ووادي غليله ووادي شعم وجبل جيس، ومن دبي يذهبون إلى منطقة الورقاء ومنطقة البداير والخوانيج، وإن كانوا في الشارقة يقصدون الذيد وفلج المعلا، ومن أبو ظبي إلى ليوا والوثبة والفاية.

هذه المناطق تشهد إقبالاً كبيراً من السكان المحليين، الذين يقضون فيها وقت العطلة للبحث عن الهدوء والراحة بين نسمات الهواء العليل ونفحات البرد القارص ليلاً. يجتمعون في خيمتين، إحداهما للرجال والأخرى  للنساء، ولكن عندما يحل الظلام وتزداد نسمات الهواء البارد يكون التجمع بجانب شبة النار التي تبعث الدفء.

تقول أمل الزعابي: "أسافر للسياحة إلى مناطق كثيرة حول العالم ولكن لم إجد مثل دفء الإمارات وجمال برّها. فحين أكون في الطبيعة الجبلية تملؤني السعادة، وعند الخروج للبرّ نستمتع بنفحات الطبيعة على مدار الشتاء ومتعة الجلوس على تربة باردة ليلاً في جو عائلي فريد. فالجميع على قلب واحد في زمن قل اجتماع الأهل والأصدقاء مع العائلة".

التحرر من المدينة وصخبها بالذهاب إلى البراري والمناطق الجبلية والمساحات الممتدة بدون حواجز، يُشعر الإنسان بالراحة ويفسح المجال للتطلع الى أبعد نقطة في الآفاق. وأنتم، لم لا تطلعون للبرّ في أي منطقة عربية كنتم؟

shutterstock_534797860shutterstock_534797860


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image