شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"يا بابا شيلني" مشهد جديد يضاف إلى مشاهد الرعب من سوريا

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأحد 19 فبراير 201712:00 م
مأساة طفل سوري جديد أضيفت أمس إلى المآسي التي تسبّبت بها الحرب السورية للكثير من الأطفال، سيتمّ تذكرها لاحقاً بعبارة "يا بابا شيلني". نشر ناشطون سوريون على مواقع التواصل أمس، مقطع فيديو بغاية القسوة، يظهر فيه الطفل عبد الباسط طعان السطوف، بعد أن بترت غارة استهدفت منزله ساقاه، فحمله والده مذهولاً ووضعه على الأرض، ليصرخ الطفل لأبيه متوسلاً ويقول: "بابا شيلني، يا بابا شيلني يا بابا".
ويقول أحد الناشطين أنّ القصف الذي أصيب جرّاءه الطفل هو قصف بالبراميل المتفجرة في بلدة الهبيط في ريف إدلب الجنوبي، أودى بحياة والدته وأخته وإبنة أخته وإصابة آخرين. وكان عبد الباسط وعائلته نزحوا من من بلدتهم الصغيرة "زور الحيصة" في ريف حماة، هرباً من القصف، ليأخذوا حصّتهم منه في ريف إدلب. 8.4 مليون طفل سوري داخل وخارج البلاد هم بحاجة ماسّة إلى المساعدة الإنسانية، بحسب أرقام "اليونيسف". وقد حكي الكثير خلال السنوات الست الماضية عن أطفال سوريا، ولم تعد المأساة خافية على أحد، إلا أن صوراً قليلة كانت كافية لتوضح ما لم تنفع الأرقام في شرحه. تعيد صورة عبد الباسط إلى الأذهان صوراً أخرى شكّلت محطات مفصلية في إظهار معاناة الأطفال السوريين للعالم.

عمران

لعلّ أبرز الصور التي انتشرت سابقاً، كانت صورة الطفل الحلبي عمران دقنيش الذي انتشل في يوليو من العام 2016، من بين الركام، بعد قصف جوي على حي القاطرجي في حلب، بحسب ما يظهر فيدو نشره "مركز حلب الاعلامي" على يوتيوب. ويبيّن الشريط عمليّة انقاذ الطفل ونقله من تحت الركام إلى سيارة إسعاف مع طفلين آخرين. ويظهر عمران مغطّىً بالدماء والغبار من رأسه حتى أسفل قدميه، وعلامات الصدمة بادية على وجهه وعينيه، وكأنّه فقد الإحساس بالزمان والمكان وبوجوده حتى. https://youtu.be/7cfBmRW3isc يبلغ دقنيش من العمر خمس سنوات، أي أنه عاش حياته كلّها في الحرب. وانتشرت صوره بكثافة على مواقع التواصل، وفي الاعلام العالمي الذي رأى في تعابير وجهه وصمته، اختصاراً للحرب السورية.

هدى

انتشرت في آذار العام 2015 صورة على تويتر، تظهر طفلة سورية لاجئة في تركيا، ترفع يديها في مواجهة الكاميرا، ظنّاً منها أن العدسة فوهة سلاح مصوّبة عليها. وبعدما صارت الصورة حديث الإعلام، تعقبت خدمة "بي بي سي ترندنغ" مصوّرها، وتبيّن أنه الصحافي التركي عثمان صغريلي الذي التقطها في مخيم أطمه للاجئين على الحدود السورية، العام 2014.
اسم الطفلة هدى، وكانت تبلغ من العمر حينها 3 سنوات. وقال صغريلي إن الطفلة وما أن رأته يصوّب الكاميرا نحوها، حتى اتخذت وضعية التأهب. صورة كافية لتقول الكثير عما يمكن أن تكون قد رأته وشهدته قبل وخلال رحلة لجوئها.

عائشة

عند اقتراب الشرطي منها في تركيا، أصيبت عائشة بنوبة بكاء هستيرية، وظنّت أنه آتٍ لاعتقالها. نشر الفيديو عبر حساب ‎"هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات‎" على فيسبوك، وحصد منذ أبريل 2015 أكثر من مليونيي مشاهدة.
في فترة تصوير الفيديو، كانت عائشة تبلغ من العمر خمس سنوات، وتبيع المناديل في الشارع حيث دارت الحادثة. وعند اقتراب الشرطي منها بدأت تصرخ طالبةً من المارة مساعدتها. ورغم كلّ محاولات الشرطة تهدئتها، إلا أنها بقيت تعتذر منهم وتقول انها لن تكرّر فعلتها من جديد.

إيلان

في سبتمبر 2015، تحوّل الطفل الغريق إيلان كردي إلى أيقونة لمعاناة اللاجئين السوريين. وجد إيلان جثّة هامدة على أحد شواطىء بودروم التركية، وانتشرت صورته بكثافة لتكون أكثر صورة تحظى باهتمام منذ بداية الحرب السورية الى اليوم.
غرق ايلان مع أمهه وشقيقه غالب و12 لاجئاً آخر، خلال رحلة قاربهم من اليونان إلى تركيا. وثّقت المصورة الصحافية التركية نيلوفر دمير عمليات الإغاثة بعدستها، والتقطت صورة الطفل الذي ظنّه العالم نائماً على الشاطىء، بقميصه الأحمر، وسرواله الكحلي. ألهمت الصورة مئات الأعمال الفنية، وطبعت على شكل غرافيتي في عدد من المدن الأوروبية، وكانت محرّكاً في رفع الوعي الأوروبي حكوماتٍ وشعوباً تجاه حجم أزمة اللاجئين.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image