نشر مجلس الاستخبارات الوطنية الأمريكية أمس الإثنين تقريراً تحت عنوان "التوجهات العالمية - متناقضات التقدم" والذي يصدره كلّ 4 أعوام (مدّة الولاية الرئاسية في الولايات المتحدة)، وتوقّع فيه تغيّر المشهد العالمي بشكل جذري.
وبحسب التقرير، الذي وصفه الإعلام بالتشاؤمي، سيحدث هذا التغيير الجذري خلال الأعوام الخمسة المقبلة، وذلك نتيجة تآكل نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية والنزعات القومية الناجمة عن معاداة العولمة.
وسيكون هذا التغيير سلبياً، إذ يشير التقرير إلى أنّنا نعيش في كتلة من المتناقضات، فالإنجازات التي وصلنا إليها في هذا العصر الصناعي والمعلوماتي هي سيف ذو حدّين، وعلى الرغم من أهميّتها، فهي تحمل بعض المخاطر الجدية أيضاً.
سياسياً
وفي ما يخصّ الوضع السياسي، ذكر التقرير أنّ "هذه الاتجاهات ستتقارب بوتيرة لم يسبق لها مثيل تجعل الحكم والتعاون أصعب، وستغيّر طبيعة القوة والسلطة المشهد العالمي في شكل جذري".
وخلصت نتائج الدراسة أنّ المستقبل القريب سيكون "قاتماً وصعباً" وذلك لأنّه سيشهد صعوداً في التوترات داخل وبين الدول وزيادة في جرأة روسيا والصين ونزاعات إقليمية.
كما أشار التقرير إلى أنّ نسبة الإرهاب ستزداد أيضاً خلال العقود المقبلة وذلك مع امتلاك الجماعات الصغيرة والأفراد "تقتنيات وأفكاراً وعلاقات جديدة".
كيف ترى أمريكا العالم في السنوات المقبلة؟ تقرير الاستخبارات الأمريكية لا يبشر بالخير
لكنّ التقرير أشار أيضاً إلى أنّ هذه المواقف يمكن أن تستخدمها الحكومات والجماعات كي تضع حداً لنشر التطرّف وتأمين "مستقبل أكثر أملاً وأماناً"، وقدّم مثالاً صغيراً على ذلك، ألا وهو تغيير تعريف "حركة النهضة" في تونس نفسها على أنّها حزبٌ "إسلامي"، إلى أنّها "حزب ديموقراطي مسلم"، وذلك للتفريق بينها وبين "المتطرّفين" الذين يأخذون تعبير "إسلامي" للتعريف عن أنفسهم وفكرهم.
اقتصادياً
وذكر التقرير أنّ أسباباً اقتصادية ستكون وراء هذه المرحلة القاتمة أيضاً، أبرزها التباينات المتزايدة في الأجور واستمرار مشكلة التغيّر المناخي والنمو الاقتصادي الضعيف على المدى القصير، وذلك في ظلّ معاناة الحكومات والمؤسسات والشركات وعدم قدرتها على التغلب على آثار الأزمة المالية العالمية.
كما ذكر أنّ العولمة والتقدّم التقني الذي ارتبط بها كان لهما نواحي سلبية كثيرة، إلى جانب نتائجهما الإيجابية، إذ إنهما تسبّبا بتآكل الطبقات المتوسطة، خصوصاً في الغرب، وهذا ما ألهب ردود الفعل المعارضة للعولمة.
و"مجلس الاستخبارات الوطنية" هو مركز أبحاث يتبع لسلطة مكتب مدير الاستخبارات الوطنية، الذي ينسّق أنشطة جميع وكالات الاستخبارات الأمريكية وعددها 17 وكالة. وشمل التقرير مقابلات مع خبراء وأكاديميين ومتخصّصين ماليين وسياسيين من أنحاء العالم.
ويأتي نشر هذا التقرير بعد 3 أيام من تقرير مركز الاستخبارات الأمريكية الذي صدر يوم الجمعة الماضي واتهمت فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنّه "أمر بشنّ حملة قرصنة" للتأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وذلك عبر نشر قراصنة روس لرسائل إلكترونية من بريد المرشحة الرئاسية عن الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون الشخصي، بهدف تشويه سمعتها. ويأتي أيضاً قبل أسبوعين فقط من تسلّم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب السلطة في 20 يناير الجاري.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 10 ساعاتكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 4 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياملا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...