كثير من الجدل أثاره فيلم "العساكر" الوثائقي الذي عرضته قناة الجزيرة القطرية. الفيلم الذي تحدّث عن التجنيد الإجباري في مصر وعن ممارسات اعتبرها غير آدمية تجري خلاله، ويرتكبها الضباط والقادة بحق المجندين، أطلق سجالاً كبيراَ. ولكن هنالك سجالات أخرى في دول أخرى حول الموضوع نفسه.
الفيلم ربما لم يأتِ بجديد عن "العسكرية" من حيث المعلومات، في نظر الكثيرين وخاصةً المصريين، وهذا كان رأي الكاتب القطري عبد الله الملحم:
ولكن القضايا التي تطرّق إليها، ولو كان عرضها بطريقة أحادية مُبالغة كما رأى البعض، هي قضايا يتحدث عنها الناس في دول مختلفة كلما تناقشوا في أمر التجنيد العسكري.
ولعلّ الاقتراح التالي الذي قدّمته مغردة ساخرة يشير إلى قناعة عامة لدى المواطنين بأن هنالك شيئاً ما ليس صحيحاً يحدث.
التجنيد في السعودية
قضية التجنيد العسكري أثيرت حولها سجالات عدّة في بضع دول قبل فيلم العساكر ومنها سجال محتدم بين السعوديين. وبدأ الجدل عندما دعا عبد العزيز آل الشيخ، مفتي السعودية، إلى تجنيد دول الخليج شبابها إجبارياً "ليكونوا مستعدّين للدفاع عن دينهم وأوطانهم"، خلال اللقاء الأسبوعي معه على إذاعة نداء الإسلام، وذلك على خلفية تمرين أمني مشترك بين الدول الخليجية جرى في 17 نوفمبر. دعوة آل الشيخ لم تكن غريبة على السعوديين، فقد سبق طرحها وتداولها على مدى واسع عام 2015، إبان انطلاق عاصفة الحزم وتصاعد التهديدات الإيرانية ضد المملكة. وأخيراً، أثير السجال في السعودية بشكل آخر. إذ تمادى عضو مجلس الشورى السعودي سامي زيدان في مطالبه، ولم يكتفِ بالدعوة إلى التجنيد الإجباري للرجل، بل نادى بضرورة تجنيد المرأة أيضاً اقتداءً بالصحابيات وإن كان قد اقترح أن يكون اختيارياً للنساء لا إجبارياً. واقترح زيدان أن توكل للمرأة مهمات التمريض وتموين الجيش والأعمال الإدارية والكتابية، حتى يتفرّغ الرجال للمهمات القتالية والتدريب على المعارك. وقوبلت دعوة زيدان بالكثير من الاستهجان والسخرية عبر هاشتاغ #تجنيد_المراه_السعودية، فتساءلت المغردات كيف سيسمح لهن بالتطوع بمثل هذا العمل وهن عاجزات عن الذهاب بمفردهن إلى خارج المنزل، ويُحرمن حق قيادة السيارات أو حتى حق العمل طبيبات في بلدهن. وهذه السخرية النسائية شارك فيها بعض الرجال أيضاً. وبعيداً عن المملكة، تتباين المواقف والآراء حول التجنيد الإجباري في الدول العربية، وهذا ما أظهره انقسام المغردين عبر هاشتاغات عدة منها المؤيد ومنها المعارض، فيما تبنّت قلةٰ خياراتٍ وسطية بديلة، ومن أبرز هذه الهاشتاغات #العسكريه_شرف #العساكر #التجنيد_الالزامي.التجنيد ضرورة
دافع فريق من المغردين عن التجنيد لاعتبارات عدة. فهو في رأي البعض يدعو إلى إعلاء قيمة الوطن والوطنية: وفي رأي آخرين هو وسيلة للتربية وتهذيب الأخلاق: وفي رأي قسم ثالث هو ضرورة لإعداد الشباب من أجل مواجهة التحدّيات: واعتبره البعض حلاً للبطالة. كما عرض أحد المغردين خارطة انتشاره حول العالم.هلاك وعنصرية
في الجانب الرافض لفكرة التجنيد الإجباري، عرض بعض المغردين تاريخ التجنيد الإجباري وحكايا مقيتة عنه: وتفرّغ آخرون لذكر مساوئه وأهمها العنصرية والتمييز بين الفقير والغني: واعتبر البعض أن فيه هدراً لعمر الشباب ومستقبلهم.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...