كثير من السياسيين العراقيين، الذين جاءوا إلى السلطة بعد عام 2003، تعرضوا لسخرية المواطنين بسبب أحاديثهم وتصريحاتهم غير المترابطة، وعدم التزامهم الوعود التي يطلقونها للشعب. حتى أن قسماً منهم تحول إلى رمز للشخص الكاذب، والذي لا يحسن التصرف.
إبراهيم الجعفري والمارد والقمقم
البداية مع وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، الذي سخر العراقيون منه كثيراً بسبب طريقة كلامه، واستخدامه جملاً غير مفهومة. بالإضافة إلى مصطلحات لا يفهمها عامة الناس مثل "الفسيفساء"، و"الكونفوشيوسية"، وخطاب "المارد والقمقم". ومن القضايا التي أثارت العراقيين في أحاديث الجعفري، وصفه للحكومة العراقية الحالية بزعامة حيدر العبادي بـ"الملائكية"، خلال لقائه عدداً من الصحفيين العرب، عند مشاركته في مؤتمر الأمم المتحدة الـ13، لمنع الجريمة الذي أقيم في الدوحة. وكان تعليق العراقيين على كلام وزيرهم: "كيف تعتبر الحكومة ملائكية، وبعض عناصرها لديه ملفات في القضاء تتعلق بالفساد والإرهاب؟ ولماذا الملائكة لم تنقذ البلد من السيارات المفخخة؟ وأين العدالة الاجتماعية في الحكومة الملائكية؟ ولماذا يهجر العراقيون الحكومة الملائكية باتجاه الغرب؟ وغيرها من الأسئلة التي ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي. يشتهر الجعفري بأن ذهنه يتشتت أثناء الحديث، فيستبدل أسماء دول بأخرى. ومن أبرز مفارقاته قوله إن العراق مستعد للانفتاح على داعش، وعلى أي دولة تقدّم مساعدات للعراق، وكان يقصد إيران. والغريب أن الجعفري، عند إجرائه حواراً مع فضائية مصرية، أعلن أن نهري دجلة والفرات ينبعان من إيران، بينما يعلم الجميع أن منبعهما من تركيا. الجعفري الذي عاش خلال معارضته للنظام العراقي السابق، في لندن، لم يتحدث اللغة الإنجليزية يوماً، وهو أول وزير خارجية لا يجيد التحدث باللغة الإنجليزية.حسين الشهرستاني
تولى العالم النووي حسين الشهرستاني مناصب عديدة في الدولة العراقية، منها إشرافه على ملف الطاقة خلال فترة حكم نوري المالكي، لثمانية أعوام. وفي نهاية عام 2013، قال إن العراق سيكتفي من الطاقة الكهربائية وسنصدر الزائد منها. إلا أنه حتى العام الحالي، لم تنتهِ أزمة الطاقة الكهربائية، وانقطاع الكهرباء يصل يومياً إلى أكثر من عشر ساعات. هاجم العراقيون الشهرستاني كثيراً، خصوصاً في التظاهرات التي عمت البلاد وطالبت بالخدمات والكهرباء. ورفعوا شعارات عديدة خلال هذه التظاهرات، منها "الشهرستاني يقصد أننا سنصدر الكهرباء في 2013 هجرياً وليس ميلادياً".إياد علاوي
تولى رئاسة الحكومة الانتقالية، التي تشكلت خلال الاحتلال الأمريكي، ويشغل حالياً منصب نائب رئيس الجمهورية. هو أكثر شخصية تعبر عن جهلها بالوضع العام في البلاد، إذ يخرج علاوي في الظروف الصعبة ويطلق جملته الشهيرة: "ما أعرف"، ما يصعب على المواطن أن يفهم الوضع، لأن السياسيين الموالين للحكومة يتحدثون غالباً وكأن البلد يعيش في نعيم.نعيم عبعوب
نال نعيم عبعوب ما لم ينله أحد من السياسيين من السخرية، خصوصاً أنه وصل إلى منصب أمين بغداد بعد حديثه الشهير، أمام رئيس الحكومة السابق نوري المالكي، الذي قال فيه: "صخرة تزن 150 كلغم وضعها بعض المغرضين، أغرقت العاصمة بغداد بمياه الأمطار".من إبراهيم الجعفري والحكومة الملائكية، إلى كاظم فنجان ورحلته في سفينة نوح... إليكم السياسيين الذين يثيرون سخرية العراقيينانتشرت الفيديوهات والصور الساخرة عن عبعوب بشكل كبير جداً على مواقع التواصل الاجتماعي. وأغرب تصريحاتها على الإطلاق كانت عندما قال في حوار على فضائية محلية: "بغداد أفضل من نيويورك ودبي في النظافة والخدمات التي نقدمها مجاناً". علماً أن العراقي صار بعد عام 2003 يحلم بمكان نظيف يراه في العاصمة بغداد، بالإضافة إلى استغناء الغالبية عن شرب المياه من الصنبور بسبب تلوثها. منعت دبي عبعوب من الدخول إليها بعد أن وصفها بـ"زرق ورق"، وهو مصطلح يطلقه العراقيون على كل شيء غير منظم. ولم ينتبه عبعوب إلى حديثه حين قال إن الفتيات الإيرانيات أطلقن عليه لقب "وسيم بغداد"، وأن أمين طهران غير وسيم. اختفى عبعوب أخيراً بعد أن أقيل من منصبه من قبل العبادي، الذي قال إن "زمن التهريج انتهى".
باقر الزبيدي
شغل الزبيدي أربعة مناصب بعد عام 2003: وزير الإعمار والإسكان، وزير الداخلية، وزير المال، ووزير النقل قبل أن يقدم استقالته. انتقد في الآونة الأخيرة من قبل العراقيين، لأنه يتحدث عن خبرته في مجال الأمن من متابعته لمسلسل بوليسي... وكان أحد المصريين قد علق على اختيار الزبيدي وزيراً للنقل، قائلاً إن الشعب العراقي يحب الزبيدي كثيراً لاختياره وزيراً أربع مرات، وسأستيقظ في يوم ما وأجده وزيراً في مصر".مطشر السامرائي
نائب عن ائتلاف متحدون، شغل منصب محافظ صلاح الدين. وصف الشعب العراقي بـ"الدايح" و"البائس" عندما كان البلد يعج بتظاهرات لإلغاء الرواتب التقاعدية لأعضاء البرلمان، وهو وصف يطلق على الشخص الذي يفتقر إلى الأخلاق الحسنة. ثار العراقيون ضد السامرائي، وبدأوا يسخرون منه، لكنهم سرعان ما نسيوا ذلك، ليقوموا بانتخابه نائباً مرة جديدة، في الدورة الحالية.جلال الدين الصغير
تحدث القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي جلال الدين الصغير في بداية الأزمة التي يعيشها البلد، عن ضرورة أن يتخلى العراقيون عن شراء النستلة "الشكولا" ليدخروا الأموال لمواجهة الأيام الصعبة التي سيشهدها البلد. ورداً عليه، نظم العراقيون أغاني وقصائد، تتغنى بالنستلة، وكيفية مواجهة الأزمة.كاظم فنجان
أخيراً، تولى كاظم فنجان وزارة النقل، باعتباره تكنوقراطياً، وقد قدمه العبادي إلى البرلمان. وفي المؤتمر الصحافي الأول الذي عقده، قال إنه "ركب في سفينة نوح". وقال إن "أول مطار أنشأ في العالم، كان في الناصرية قبل خمسة آلاف سنة قبل الميلاد". وحاز فنجان على نصيبه من الانتقاد من قبل العراقيين. وقال الإعلامي نبيل جاسم: "لا تكتمل لوحة الكوميديا السوداء في الحياة السياسية العراقية، إلا بوجود شخصيات مثل محمود المشهداني وإبراهيم الجعفري ونعيم عبعوب وكاظم فنجان". وأضاف: "نحن بحاجة ماسة إلى منطق هؤلاء السادة، ليكتمل مشروع الضحك السياسي على عموم الوعي الجماعي". في الوقت الحالي، بدأ يظهر على مواقع التواصل الاجتماعي، أشخاص يتربصون بالسياسيين، مثل أحمد البشير (مقدم البشير شو)، وأحمد وحيد (وجه من وجوه الستاند آب كوميدي في العراق)، ورسام الكاريكاتير أحمد فلاح، ينتقدونهم ويسخرون منهم بشكل علني، وقد حقق لهم ذلك شعبية كبيرة جداً.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
أحمد لمحضر -
منذ 22 ساعةلم يخرج المقال عن سرديات الفقه الموروث رغم أنه يناقش قاعدة تمييزية عنصرية ظالمة هي من صلب و جوهر...
نُور السيبانِيّ -
منذ 3 أيامالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ 4 أياموالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري