شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!

"المهللون لإسرائيل"... مشاهير عرب لاحقتهم تهمة التطبيع

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 13 أكتوبر 201606:44 م
حاول الكيان الإسرائيلي منذ تأسيسه حتى اليوم اختراق الموقف الجمعي الشعبي العربي، من خلال أدوات التواصل الاجتماعي، والمواقع الإخبارية الناطقة بالعربية، والتي تسعى إلى استقطاب شخصيات عربية للكتابة فيها. ويبدو أن مساعيه حققت جزءاً من مآربها، وهذا ما اتضح جلياً في مواقف العديد من الشخصيات العربية في مجالات مختلفة أثارت جدلاً داخل الأوساط الأدبية والثقافية، بعدما لاحقتها تهمة التطبيع، أو التعاطف مع اسرائيل. وبعيداً عن الشخصيات البارزة في الحقل السياسي، لدى الدول ذات العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، هناك شخصيات دينية وفنية وسياسية، أثارت الجدل بسبب مواقفها من إسرائيل.

ضاحي خلفان وأولاد عمّه

يعتبر القائد السابق لشرطة دبي، ضاحي خلفان من الشخصيات البارزة التي أثارت جدلاً كبيراً، بسبب تغريداته، التي تعبر عن مواقفه تجاه إسرائيل وسياساتها. من بين التصريحات التي أطلقها على موقع تويتر: "يجب ألا نتعامل مع اليهود على أنهم أعداء. يجب أن نتعامل مع اليهود على أننا أبناء عم، نختلف معهم على وراثة أرض. والفيصل في الحكم من يقدم دليل".
وفي تغريدة أخرى اقترح عدم قيام دولة فلسطينية، مطالباً بالاكتفاء بدولة إسرائيلية تضم اليهود والعرب، وتكون عضواً في الجامعة العربية.
ووصف خلفان فكرة الاندماج العربي بأنها فكرة ولا أروع:
?ref_src=twsrc%5Etfw وقال إن العرب لن يتمكنوا من إيقاف إسرائيل إلا إذا أصبحوا جزءاً منها:
?ref_src=twsrc%5Etfw كما وصف اليهود أنهم مساكين، معاتباً العرب على رفضهم أن يكون لهم دولة.
وقال إن العرب شياطين، لأن لديهم 23 أو 22 دولة، بينما يستكثرون أن يكون لليهود دولة واحدة.
وعلق المحلل السياسي الفلسطيني، أسامة شعث، على تصريحات خلفان قائلاً إن حل الدولة الواحدة أصبح غير ممكن. مشيراً إلى أن حل الدولة الديمقراطية الثنائية القومية كانت القيادة الفلسطينية قد طرحته عام 1969، كحل مقبول، على المجتمع الدولي في ذلك الوقت، لكن إسرائيل رفضت هذا الحل، ووصف طرح خلفان بأنه غريب، ليس في وقته وغير منطقي، ولا يعبر عن موقف الدول العربية والمجتمع الدولي.

فجر السعيد والقوة العظمى

الشخصية الخليجية الثانية التي أثارت الجدل بسبب تصريحاتها حول إسرائيل، هي الإعلامية الكويتية فجر السعيد، التي رأت في تغريدة لها على حسابها في تويتر أن فلسطين كانت مستعمرة إنجليزية لكن اليهود نجحوا في تحويلها إلى قوة عظمى.
وأعربت السعيد عن إعجابها بقوة الحشد الذي ظهر في جنازة شيمون بيريز، وقالت إن هذا الحشد يكشف الواقع المر للعالم العربي.
كما اعتبرت أن السلام، ورفع المقاطعة، هما الحل الأمثل للصراع العربي الإسرائيلي، وأي حديث غير ذلك هو محض هراء.

الهدلق والتحالف العسكري مع إسرائيل

الكاتب الكويتي في جريدة "الوطن" عبد الله الهدلق لم يكن بعيداً عن عاصفة الجدل نفسها، فوصل الأمر إلى مواجهته باتهامات العمالة لإسرائيل من جانب معارضي آرائه. ففي مقال له بجريدة الوطن، طالب الدول العربية بقطع علاقاتها مع إيران، وإنشاء تحالف عسكري مع إسرائيل لمواجهة إيران. وقال الهدلق: "أدعو إلى عقد اتفاقيات دفاع مشتركة مع إسرائيل وإقامة علاقات دبلوماسية وتجارية وثقافية وعسكرية معها، وتحالف يردع أطماع بلاد فارس "إيران" الاستعمارية التوسعية في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط". ومن سجله الحافل بتبني الروايات والرؤى الإسرائيلية، نشره في صحيفة الوطن لإيدي كوهين، الأستاذ في قسم الدراسات الشرق أوسطية في جامعة بار إيلان بإسرائيل، وزعيم مشروع استعادة "الأملاك اليهودية في الدول العربية" أكثر من مقال، وصف فيها القيادات الفلسطينية التي تتحدث عن خطة تقسيم الأقصى بأنها "شخصيات إرهابية". مؤكداً أن الحديث حول خطة التقسيم، مجرد مزاعم عربية يتم تردادها منذ القدم، والمسجد الأقصى هو المسجد الثالث في قدسيته لدى المسلمين، لكنه أقدس الأقداس لدى اليهود.

عشقي العراب

شخصية خليجية أخرى، رجل المخابرات السعودي السابق، أنور ماجد عشقي، الذي كسر المقاطعة السعودية "العلنية والرسمية" لإسرائيل، من خلال لقائه بباحثين ومسؤولين إسرائيليين في الخارج، والسفر إلى إسرائيل على رأس وفد يضم أكاديميين ورجال أعمال للقاء مسؤولين إسرائيليين. وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية إن عشقي التقى مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيل، وبحث معه سبل دفع عملية السلام بناءً على المبادرة السعودية، "المبادرة العربية للسلام". ووصفت الصحيفة الزيارة بالاستثنائية، مؤكدةً أن علاقة مدير مركز البحوث السياسية والإستراتيجية السعودي بالأسرة السعودية الحاكمة غير واضحة، لكن المؤكد أن عشقي لم يكن ليصل إسرائيل إلا إذا أخذ الضوء الأخضر من الحكومة والمسؤولين في الرياض. ولفتت إلى أن لقاءات عشقي مع المسؤولين الإسرائيليين لم تتم في أي منشأة حكومية، بل في فندق الملك داوود بالقدس، في محاولة منه للتأكيد أن الزيارة غير رسمية، وأنه لا يمثل إلا نفسه. وأكد أنور عشقي أن زيارته لإسرائيل "شخصية"، لكنها لا تخرج عن الإطار العام للسياسة الخارجية السعودية في الوقت الحالي. ولم يستبعد تكرار هذه الزيارة خلال الفترة المقبلة. لاقت زيارة عشقي لإسرائيل ردود فعل واسعة، اتضحت في المقال الذي كتبه مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة، السفير عبدالله المعلمي، تحت عنوان "المطبعون المطبلون". قال فيه: "تنظيم اللقاءات مع المسؤولين الإسرائيليين وإقحام اسم السعودية واستغلال رتب الشرف العسكرية الوطنية في ادعاء مكانة خاصة ليس لها أساس، كل هذا يتجاوز حدود المعقول والمقبول، خصوصاً إذا أضفنا إليه المقابلات الإعلامية التي لا يجيد هؤلاء فيها التعبير عن أنفسهم باللغة الإنجليزية ولا حتى بالعربية".

تركي الفيصل، الأكثر إثارة للجدل

الشخصية السعودية الأكثر إثارة للجدل هي الأمير السعودي تركي الفيصل، الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات السعودي، بسبب لقاءاته المتعددة مع المسؤولين الإسرائيليين. ففي 30 سبتمبر 2015، ذكر موقع "والا" الإسرائيلي أن زعيم حزب "يش عتيد" "هناك مستقبل"، التقى مع الفيصل في نيويورك، فبحثا سبل إحياء المبادرة العربية للسلام التي طرحت عام 2002. كما نشر تركي الفيصل مقالاً في صحيفة هاآرتس الإسرائيلية تحت عنوان Peace Would Be Possible With the Arab Peace Initiative at Its Core"، ويضاف إلى ما سبق أيضاً غزله السياسي مع وزيرة العدل الإسرائيلية السابقة، تسيبي ليفني، في مؤتمر الأمن الدولي بميونيخ، بعد جدالها مع ممثل الجانب الفلسطيني، صائب عريقات. يومذاك، وجه الأمير تركي حديثه لليفني قائلاً: "أعلم السبب الكامن وراء جعلك ممثلة لإسرائيل في المفاوضات". وردت عليه ليفني معربة عن رغبتها في أن يكون قادراً على الجلوس إلى جوارها على المنصة.
وفي مايو 2014، التقى تركي الفيصل أيضاً رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق عاموس يدلين، في مناظرة نظمتها منظمة "مارشال" الألمانية في بروكسل. وعام 2016 نظم معهد واشنطن مناظرة بين الأمير السعودي، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلى السابق، اللواء يعقوب عميدرور. ومن مواقف الفيصل المثيرة للجدل مصافحته وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، موشيه يعالون، في مؤتمر الأمن الدولي في ميونيخ، في فبراير الماضي.

رامي وأدرعي

ومن بين الذين لم تستمع آذانهم لنداء أمل دنقل "لا تصالح"، الصحافي والباحث المصري رامي عزيز، الذي زار إسرائيل والتقط صوراً مع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لوسائل الإعلام العربية، أفيخاي أدرعي. وقال عزيز إن زيارته لإسرائيل لا تمثل الصحافيين المصريين، وإنه يمثل نفسه، مؤكداً أن الزيارة هي الأولى له إلى إسرائيل، وستتكرر ما دام هناك سلام بينها وبين مصر، لافتاً إلى أن هناك العديد من الصحافيين العرب كانوا برفقته خلال الزيارة لكنه رفض الكشف عن هويتهم. زيارة رمزي دفعت نقابة الصحافيين المصرية لمراجعة كشوف المقيدين لديها للتأكد من كونه عضواً فيها أو لا. وقال سكرتير عام النقابة جمال عبدالرحيم، إن عزيز غير مسجل بالنقابة، مشدداً على أنها متمسكة بمنع أي شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل، كما سيتم تحويل أي صحافي يخرق المقاطعة إلى التحقيق فوراً.

فنانون مطبعون

أيضاً واجه العديد من الفنانين العرب تهمة التطبيع مع إسرائيل، بعد ظهورهم في أفلام مع ممثلين إسرائيليين. ومن بينهم الممثل المصري خالد النبوي، الذي ظهر في فيلم "اللعبة العادلة" مع الممثلة الإسرائيلية، ليراز تشارهي. وتسبب المسلسل الأمريكي "Tyrant" (الديكتاتور)، في تعرض الفنانة بسمة والفنان خالد أبو النجا لتهمة التطبيع بعد المشاركة في المسلسل مع الفنانة الإسرائيلية، موران أتياس، الذي لعبت فيه دور سيدة مسلمة. وأصدر نقيب الممثلين، أشرف زكي، قراراً قضى بإحالة بسمة وخالد أبو النجا إلى التحقيق بتهمة التطبيع. بينما رد أبو النجا بأن ما يثار في وسائل الإعلام حملة تشويه تستهدفه، وأن عقده الذي وقع عليه، لا يشير إلى وجود أي ممثل إسرائيلي معه في العمل. وتعرض الفنان عمرو واكد للاتهام بالتطبيع بعد مشاركته في مسلسل "بيت صدام"، وهو مسلسل قصير شاركت شبكة قنوات بي بي سي في إنتاجه. ويتناول حياة الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، الذي قام بدوره الممثل الإسرائيلي يجآل نائور. وقد دافع النبوي عن نفسه، وقال إنه لا يسمح لأحد بالمزايدة على وطنيته، مشيراً إلى أن مشاركته في الفيلم تخدم القضية العربية، بتجسيده شخصية عالم عراقي ينفي امتلاك بلده للأسلحة النووية، التي كانت أهم مبررات الاحتلال الأمريكي للعراق. وقال عمرو واكد إنه "لا يوجد قانون في مصر يجرم التطبيع". وأضاف بحسب موقع "التحرير": "التطبيع لم يعد تهمة لأنه نية، كما أن التطبيع معناه أن يقتنع الشخص بالأفكار الصهيونية وهذا ما لم أفعله، لذلك أنا ضد أن يتم تصنيف ما أعمله ضمن التطبيع مع إسرائيل دون مشاهدته". تم تحويل واكد إلى لجنة التحقيق في نقابة المهن السينمائية، لكن التحقيق لم يكتمل لأنه لم يكن يعرف منذ البداية بمشاركة فنان إسرائيلي معه.
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image