شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"أوافق على تدمير سوريا إذا..." دليلكم المطلق إلى سرديات الحرب السورية!

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رأي

الأحد 4 سبتمبر 201611:26 م
على مدى السنوات الخمس الماضية من عمر الحرب في سوريا، سمعنا الكثير من الناس يشتكون من كميّة السرديات المتناقضة والمحيرّة المتعلقة بالأزمة. ترتفع أصوات كثيرة - غالباً هي أصوات غير سورية - لتنطق باسم السوريين وتطلق المواقف والتفسيرات. ولكن حتى الأصوات السورية نفسها هي مصدر للكثير من الحيرة والفوضى. لذا، فإنه من المفهوم تماماً كيف أصبحت سوريا، كموضوع مطروح للنقاش، مسألة محفوفة بالإجهاد العقلي، والحساسية المفرطة والنشاز المعرفي. ولكن لا تخافوا! فبعد خمس سنوات من مراقبتي الحثيثة لمختلف السرديات والجدليات، والبعض منها عللت قلبي وتجرّأت على الخوض فيها، يمكنني الآن اختزال معظم المواقف والحجج في هذا الإطار إلى جواهرها الأساسية (وبيوت القصيد فيها)، متجاوزاً طبقات الزبد والهراء التي تختبئ خلفها. إذن، أعزائي، لا تترددوا في استخدام هذا الدليل لمقارعة الخصوم والأصدقاء على وسائل التواصل الاجتماعي، أو حتى أفراد العائلة في المنزل حول سوريا! يمكن اختزال المواقف المختلفة التي نسمعها من هذا الفريق أو ذاك في ما يلي، بحسب "الموقف المبدئي" للأفرقاء:
  • المناهض اللامبريالية: "أوافق على تدمير سوريا إذا ساعد ذلك على تحرير فلسطين".
  • الامبريالي: "أوافق على تدمير سوريا اذا ساعد ذلك على نشر رسالتنا المحضّرة للأمم".
  • الموالي للنظام السوري: "أوافق على تدمير سوريا إذا ساعد ذلك على بقاء الأسد".
  • المناهض للنظام السوري: "أوافق على تدمير سوريا إذا ساعد ذلك على رحيل الأسد".
  • اليساري التقليدي: "أوافق على تدمير سوريا إذا ساعد ذلك على هزيمة القوى الاستعمارية".
  • اليميني التقليدي: "أوافق على تدمير سوريا إذا ساعد ذلك على إبقاء البرابرة (غير الغربيين) بعيداً عنّا".
  • الإسلامي التقليدي: "أوافق على تدمير سوريا إذا ساعد ذلك على تأسيس دولة إسلامية".
  • الطائفي: "أوافق على تدمير سوريا إذا ساعد ذلك على انتصار طائفتي".
  • الماجن: "أوافق على تدمير سوريا إذا ساعد ذلك على التمتّع بحفلات نهاية الأسبوع دون إزعاج".
  • تجار الحرب: "أوافق على تدمير سوريا إذا ساعد ذلك على جعلي أكثر ثراء”.
  • الليبرالي: "أوافق على تدمير سوريا إذا ساعد ذلك على تأسيس دولة رأسمالية وديمقراطية (زائفة) تقلّد الدول الغربية".
  • روسيا والدول الغربية: "أوافق على تدمير سوريا إذا ساعد ذلك على الحفاظ على مصالحنا".
  • الدول المجاورة: "أوافق على تدمير سوريا إذا ساعد ذلك على بقاء عدوى الحرّية وتقرير المصير بعيدين عن شعوبنا".
  • الكيان الصهيوني: "أوافق على تدمير سوريا إذا ساعد ذلك على صرف الأنظار عن إبادتنا الجماعية البطيئة للشعب الفلسطيني".
  • المنظمات غير الحكومية الدولية: "أوافق على تدمير سوريا إذا ساعد ذلك على إرضاء الدول المانحة".
  • الناشط في مجال حقوق الحيوان: "أوافق على تدمير سوريا إذا ساعد ذلك على إنقاذ الحيوانات المسكينة".
  • لجان الحفاظ على الآثار: "أوافق على تدمير سوريا إذا ساعد ذلك على الحفاظ على الآثار كتلك التي في تدمر".
  • محبّو الموضة: "أوافق على تدمير سوريا إذا ساعد ذلك على شرائي للأزياء السورية بسعر زهيد".
  • سيّاح الحرب: "أوافق على تدمير سوريا ما دامت مشاهدة الحرب متاحة لي".
  • المراسل الأجنبي: "أوافق على تدمير سوريا إذا ساعدني ذلك على الفوز بجائزة بوليتزر".
  • نشطاء الإنترنت: "أوافق على تدمير سوريا إذا ساعدني ذلك على الإدلاء بأرائي القيمة على الفيسبوك".
  • الشخص العدمي: "أوافق على تدمير سوريا".
وأخيراً، المواطن السوري العادي: "اللعنة عليكم جميعاً! فليتوقف الجميع عن تمني الشر لسوريا وليساعدونا!"

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

Website by WhiteBeard
Popup Image