زادت نسب التفاؤل بشكل ملحوظ عند السعوديين بين عامي 2015 و2016. ذلك ما يبيّنه استطلاع رأي جديد أجرته منظّمة "غالوب" الأميركية المختصة بالاحصاءات والاستشارات الادارية.
أجري الاستطلاع في ربيع العام الحالي، ونشر أمس على موقع المنظّمة. وتظهر الأرقام أنّ نصف سكان السعودية الراشدين (48%)، يصنّفون حياتهم بـ"المزدهرة"، مقارنة مع 35% منهم فقط العام الماضي. في حين أنّ 51% من المشاركين في الاحصاء، اختاروا التصنيف المتوسّط، واعتبروا أنّ حياتهم تتقدّم بصعوبة. بينما اختار 2% فقط من المستطلعين تصنيف حياتهم "بالمعاناة".
تُجري "غالوب" استطلاعات رأي في العالم العربي منذ عشر سنوات تقريبًا، استنادًا إلى مؤشر "كانتريل". يقوم المؤشر الذي ابتكره عالم الاجتماع هادلي كانتريل في العام 1965 على سلسلة أسئلة سهلة، إذ يطلب من المشاركين في الاحصاء تخيّل حياتهم كسلّم مؤلّف من عشر درجات، يبدأ عند الدرجة صفر، وينتهي عند الدرجة 10. تمثّل الدرجة الأخيرة أفضل حياة يمكن أن يتخيّلها المشارك، وتمثّل الدرجة الأولى أسوأ حياة ممكنة. ويسأل المستطلعون المشاركين على أيّ درجة من السلّم يرون أنفسهم اليوم، وعلى أيّ درجة يتخيّلون أنفسهم بعد خمس سنوات.
يظهر تقرير جديد لمنظّمة "غالوب" ارتفاع منسوب التفاؤل بين السعوديين بنسبة 35% مقارنةً مع العام الماضي
المواطنون السعوديون مطمئنّون لمستقبلهم أكثر من الوافدين العرب والأجانبتصنّف "غالوب" من يختارون الدرجة 7 وما فوق للحاضر، والدرجة 8 وما فوق للمستقبل، ضمن فئة "المزدهر" Thriving. وتصنّف من يختارون الدرجة 4 وما دون حاضراً ومستقبلاً في خانة "معاناة"Suffering . وكل من يبقون بين هاتين الفأتين هم فئة "متقدم بصعوبة" Struggling. يفيد مؤشّر "كانتريل" في فهم مدى تفاؤل سكان بلد معيّن بمستقبلهم. وبحسب منظّمة "غالوب" فإنّ ارتفاع 35% في مؤشر أحد البلدان خلال عام واحد، أمر نادر عادةً. وتحيل المنظّمة سبب ارتفاعه في حالة السعودية، إلى اطلاق مشروع "رؤية 2030" وما رافقه من حملة اعلاميّة وترويجيّة كبيرة. وتهدف "رؤية 2030" إلى تحويل الاقتصاد السعودي من الاتكال الكامل على النفط، إلى قطاعات انتاجية أخرى. ويُبيّن الاحصاء أن تقييم الحياة بالنسبة للمواطنين السعوديين مرتفع مقارنة مع الوافدين العرب والأجانب. إذ صنّف 40% المئة من الوافدين العرب حياته ضمن خانة "المزدهر" للعام 2016، مقارنة مع 52% من المواطنين. وأظهر الاستطلاع تقدّمًا طفيفًا في نظرة سكان المملكة لسوق العمل، وللاقتصاد الوطني بشكل عام. إذ أنّ 59% منهم يرون أنّ الوقت الحالي غير مناسب للحصول على وظيفة، مقارنةً مع 64% العام الماضي. المفارقة، أنّه رغم التفاؤل بالمستقبل، تراجعت نظرة السكان الايجابيّة عن الاقتصاد الوطني من 79% في العام 2015، إلى 67% العام الحالي. لذلك يخلص التقرير إلى أنّه رغم التحديات التي يواجهها الاقتصاد السعودي، الا أنّ جزءاً كبيراً من السعوديين، متفائلون بالمستقبل، بالرغم من وجود هواجس لديهم على المدى القريب.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...