تختلف الأسباب التي تدفع أحدنا للتقدّم بطلب حصول على قرض من المصارف أو المؤسسات المالية. ومن أبرز أنواع القروض وأكثرها انتشاراً قرض شراء منزل أو أرض أو سيارة، وقرض تأسيس شركة أو إطلاق مشروع، وقرض شخصي. لكن ارتفاع السيولة لدى بعض المصارف دفعها إلى تقديم قروض قد تبدو للوهلة الأولى مضحكة، أو على الأقل غير جدية، لكنها في الواقع حقيقية والطلب عليها قائم.

قرض تعدّد الزوجات

ابتكر "بنك التنمية والائتمان الزراعي" في مصر أسلوباً جديداً لمواجهة تأخر سنّ الزواج لدى النساء‏،‏ في ضوء الإحصاءات التي تشير إلى أن عددهن بلغ ‏9‏ ملايين امرأة. وفي هذا السياق، أعلن رئيس البنك محسن البطران منح قروض للشباب المزارعين لإعانتهم على تكاليف الزواج. وتتضمن مبادرته تشجيع تعدد الزوجات، بشرط الاكتفاء بزوجتين، إذ ستتم معاقبة المزارع الذي يُقدم على أكثر من زيجتين. وكشف البطران أن الفائدة الخاصة بقرض الزيجة الأولى تبلغ 3%، وفائدة قرض الزيجة الثانية 6%. في حين يُعاقب الراغب في الزواج الثالث بفرض فائدة مرتفعة تبلغ 15%. يذكر أن هذا الطرح يشبه الأسلوب الذي يتبعه في هذا المجال "بنك التسليف السعودي" منذ سنوات عديدة. ويرفض عدد من العلمانيين والليبراليين في مصر، تعدد الزوجات المنتشر في الأرياف أكثر من المدن، في حين يشجع الإسلاميون على الإقدام عليه، بل يعتبره كثير منهم "من أفعال السنة النبوية". ولكن للمفارقة، يرفض الإسلاميون هذه القروض، باعتبارها قروضاً ربوية.

قرض لشراء بقرة حامل ولها جواز سفر

قرض البقرة المنتجة، هو قرض أطلقه "بنك مصر لبنان" للمساهمة في تطوير منظومة العمل الزراعي والحيواني، على نطاق المجتمعات الريفية. ويزوّد البنك المجتمعات بالأبقار الحلوب، وفقاً لبرنامج مدروس من قبل إدارته، يساعد على بقاء عائلات الأرياف في أراضيهم ومناطقهم، وتطوير مشاريعهم الصغيرة بأنفسهم.

قروض تعدد الزوجات، قروض الحيوانات الأليفة، قروض الجبنة... قائمة بأغرب القروض التي توفرها البنوك حول العالم

وتسجّل الأبقار في وزارة الزارعة للاستفادة من الدعم الذي تقدمه، في ما يتعلق بالأعلاف واللقاحات، في حين يبلغ ثمن البقرة أربعة ملايين ليرة (نحو 2600 دولار). ويمكن للقرض أن يصل إلى 20 مليون ليرة (نحو 13 ألف دولار)، أي ما يعادل ثمن 5 بقرات، بفائدة نسبتها 20%. يشار إلى أن الأبقار المستوردة هي من نسل Holstein الشهير، وتملك كل بقرة جواز سفر يؤكد على نوعها والمعلومات عن نسلها ووضعها، لأنها ستكون في مرحلة الحمل عند وصولها إلى لبنان.

قرض التجميل

اجتاحت ظاهرة عمليات التجميل معظم الدول العربية في السنوات الماضية، ولم تعد تقتصر على الإناث فقط، فبات عدد لا بأس به من الرجال يلجأ إليها أيضاً. لكن ارتفاع كلفة هذه العمليات، يشكل عائقاً أمام عدد كبير من الراغبين في إجرائها. فمثلاً، تبلغ كلفة تصغير الأنف في العيادات اللبنانية نحو 1200 دولار في المتوسط، بينما تبلغ كلفة جراحة الجفون نحو ألفي دولار. في ما قد تصل كلفة جراحات شفط الدهون إلى نحو 7 آلاف دولار، إلى جانب عمليات تكبير الشفاه، ونفخ الصدر والخدين والمؤخرة. لكن هذه العقبة أزيلت إلى حد كبير، بعدما أتاح مصرف محلي قروضاً ميسّرة تراوح بين 500 و5 آلاف دولار، بفائدة لا تزيد على 5%. فكانت الاندفاعة الكبرى نحو عيادات التجميل! ولم يحتج البنك إلى حملة إعلانية ضخمة للترويج للقرض، فاكتفى بكلمتين فقط: "قرض التجميل"، وهما كفيلتان بشد الانتباه، خصوصاً أنهما مصحوبتان بصورة لفتاة شقراء قد يصح وصف جمالها بالـ"كامل". وعزا القيمون في المصرف إطلاق القرض إلى دراسات أجريت في السنوات الأخيرة، أظهرت ارتفاع نسبة الذين يجرون عمليات تجميل في لبنان (لبنانيون وغير لبنانيين) بنحو 500%. ويغطي القرض مصاريف عمليات التجميل الجراحية، وتقويم الأسنان من دون دفعة أولى، إذا كان القرض لا يتجاوز 3 آلاف دولار. ويبلغ أجل استحقاقه 24 شهراً حداً أقصى، بشرط أن يكون الحد الأدنى لراتب المستفيد (العازب 600 دولار والمتأهل 900 دولار). ويمكن إجراء العملية في أي مستشفى وعند الطبيب الذي يختاره المقترض أو المقترضة.

قرض الحيوانات الأليفة

تنتشر في الغرب ظاهرة اقتناء الحيوانات الأليفة، ولكن كلفة شرائها والاهتمام بها، قد تكون باهظة جداً. لذلك، أطلق قرض شراء الحيوانات الأليفة في عدد من الدول الغربية، أبرزها الولايات المتحدة. وتراوح قيمة القرض بين ألف دولار، و 35 ألفاً، وتشمل شراء عدد من الحيوانات، من بينها الكلاب والقطط والأفاعي والطيور النادرة، وحتى الحيوانات المفترسة، على رأسها الأسود والنمور. ولا يُطلب من المُقترض أي دفعة أولية، كما يُسمح له بإعادة قيمة القرض كاملة في أي وقت، في حين تراوح الفائدة بين 4 و7%.

قرض الجبنة

في إيطاليا، بادر بعض المصارف إلى إطلاق معادلة قد تبدو للوهلة الأولى مزحة، ولكنها حقيقة. تتمثل هذه المعادلة بطلب جبنة "البارميزان" الشهيرة والثمينة كضمان مقابل قروض للمنتجين المحليين! وقام بنك "اميليانو كريديتو" بتخزين ما قيمته 200 مليون دولار من "البارميزان"، ويتقاضى فائدة نسبتها 3% على القروض التي يقدمها. وطرأت هذه الفكرة بعدما واجهت إيطاليا أسوأ ركود اقتصادي منذ الحرب العالمية الثانية، ولذلك ساعد بعض المصارف العديد من منتجي "البارميزان" على حماية شركاتهم من الإفلاس. يحتاج هذا النوع من الجبن إلى نحو عامين ليُصبح جاهزاً للتسويق، كما يحتاج إلى كمية كبيرة من اللبن لتصنيعه، ما يُكلف مُنتجيها الكثير من الأموال، التي كان من الصعب تأمينها فى ظل الركود، وهو ما دفع البنك إلى ابتكار هذا النوع من القروض.