شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"إمام الدعاة" على صفحات التواصل الاجتماعي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 29 يونيو 201611:43 ص

لا خلاف على أن الشيخ محمد متولي الشعراوي حقق شعبية ومكانة لم يتسنَ لأحد من الدعاة أو المشايخ ان يحصل عليهما في مصر، إذ تربع الشعراوي على قمة المشهد الديني، وبات كثيرون يسألون "والشيخ الشعراوي رأيه ايه؟" حينما يحدث لغط أو ارتباك في قضية ذات بعد فقهي. ولعقود طويلة ظل برنامجه التلفزيوني الشهير "الدين والحياة" هو الأعلى مشاهدة.

وحاك حب الجماهير لشيخهم هالة حوله، فأصبح مجرد انتقاده مخاطرة غير مأمونة العواقب، وأيّ محاولة لتفكيك خطابه أو رفض بعض أفكاره كانت تقابل بهجوم كاسح.

لكن الأسبوع الماضي، ولأول مرة ربما، ظهرت موجة على صفحات التواصل الاجتماعي تهاجم الشيخ وتبحث في أرشيفه، مخرجةً ما يحسبه معارضوه سقطات كاشفة لأفكار يرفضونها. بالطبع، قوبلت الهجمة برد فعل عنيف من محبي الإمام، تُرجم دفقاً من التراشق المتبادل على صفحات التواصل حول رجل لم يكن يستطيع أشجع رئيس تحرير ان ينشر مقالاً ضده.

كيف حصل الشعراوي على هذة المكانة الرفيعة؟

أولى نقاط الخلاف التي طرحت كانت حول سبب مكانة الشعراوي، ففي حين يرى مريدوه أن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وأن إجماع الأمة على تقدير الشيخ أكبر دليل على روعته، وفق منطق "ما اجتمعت امتي على باطل"، يرى معارضوه أن الشعراوي هو نتاج ظرف سياسي. فالسادات أتى ليقلب كل ثوابت عبدالناصر، وكان يحتاج لخطاب جديد مغاير للخطاب الناصري، فارتأى أن الدين هو عصا موسى التي ستخلصه من كل خصومه، ووجد في الشعراوي ضالته. التقى خطاب كبير عائلة العلم والايمان، مع تفسيرات الشعراوي المبسطة، ولغته القريبة من قلوب المصريين لتقرر الدولة تسليط الضوء عليه.

ثم أتت الثمانينات وما صاحبها من مد وهابي بأموال خليجية لتوفر دعماً أكبر للإمام الشعراوي. وبالتالي، يراه الكثيرون نتاج مشروع سياسي ومال خليجي، في حين ينفي مؤيدوه تلك الاتهامات جملة وتفصيلاً، متسائلين منذ متى نجحت الدولة في خلق نجوم؟ ومتى عشق الناس أي صنيع سلطة؟

الجدل الذي أثير حول الشيخ الشعراوي: استمرار لموجة إعادة تقويم الماضي بالنسبة للشباب المصري

أفكار الشعراوي عن المرأة والاقباط

أكثر النقاط التي أثيرت حول الشعرواي كانت أفكاره بخصوص الاقباط، وظهر فيديو له يتحدث فيه عن الأقباط مفرقاً بين "الرضا والتعايش" معم. الفيديو نفسه الذي اعتبره فريق دليلاً على طائفية الشعراوي ورفضه للآخر، رأى فريق ثانٍ فيه أن الإمام لم يؤت بجديد وأن ما قاله لم يخالف نص القرآن الصريح، وأن الفيديو لا يحمل أي صيغه عدائية.

ومن النقاط التي دار حولها أيضاً الحوار على فيسبوك، كان موقف الإمام من المرأة وتحديداً من "عملية الختان"، فهناك من رأوا أن الشعراوي كان رجعياً يرى أن المرأة لا تعدو كونها وعاء للشهوة، وأنه لم يعارض الختان بل وافق عليه وسوّق له. في حين اعتبر مؤيدو الإمام أنه لم يقل بوجوب الختان، ولم يدعُ للعملية. هو فقط شرح معنى الخفاض وأهميته.

الشعراوي والسياسة 

هوجم الشعراوي بضراوة من تلك الزاوية، وقال رافضوه إنه هادن السلطة وأخرجوا قصائد مدح له في الملك فاروق، وأنه قال عن السادات "لا يسأل عما يفعل" مستدلين بتعينه وزيراً لمدة عامين في عهد السادات، ومعتبرين أنه لم يقف مرة واحدة في وجه مبارك أو يقل كلمة بحقه، وختموا هجومهم باستدعاء شهادة الشعراوي في حق قتلة فرج فوده وكيف دافع عنهم. 

لكن أنصار الشيخ شككوا في تلك النقاط، معتبرين أن الشعراوي لم يكن من مشايخ السلطان أو من جوقته، وأنه اعتلى الوزارة في فترة حرجة وتركها لأنه ليس من أهل السياسة، وخطابه لمبارك واضعاً يده على كتفه أوضح دليل على شجاعته وأمانته.

لماذا الآن؟

كان ذلك السؤال الأبرز الذي طرحه محبو الشعراوي، لماذا تهاجمون الشيخ بعد كل تلك الأعوام؟ وهناك من رأى أن الهجوم على الشعراوي أتى بتعليمات من الكنيسة، رداً على الحملة التي شنها بعض المتزمتين ضد طبيب القلب المصري (القبطي) مجدي يعقوب، معتبرين القصة ليست سوى انتقام من أحد أهم الرموز الإسلامية في مصر.

لكن الفريق الآخر نفى ذلك تماماً مؤكداً أن الموضع لا يعدو كونه تداعياً حراً للأفكار، أتى تزامناً مع ذكرى رحيل الشعراوي.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، بعيداً عن موقف الجمهور من الشيخ الشعراوي، هو إن كانت وسائل التواصل الاجتماعي قد نجحت في كسر التابوهات، واضعةً حداً لعصر "ممنوع الاقتراب والتصوير"؟ 

البعض يرى الجدل الذي أثير على وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية مفيداً وهاماً، إذ نجحت هذه الوسائل في فتح باب لتحرير العقول ومعالجة الأفكار السائدة والمغلوطة، في حين يرى آخرون أن لا فائدة من وراء ذلك سوى خلق صدامات مجانية لا طائل منها. 

ما رأيكم؟


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image