شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
تحدي جديد للحكومة الأمريكية بعد تشفير فايبر

تحدي جديد للحكومة الأمريكية بعد تشفير فايبر

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

تكنولوجيا

الأربعاء 20 أبريل 201606:21 م
يبدو أن العالم التكنولوجي والافتراضي يتجه بشكل كامل نحو التشفير. فبعد أن أعلنت شركة Facebook الشهر الماضي، تشفير جميع محادثات ومكالمات التطبيق التابع لها Whatsapp عن طريق تقنية End-to End encryption لمليار مستخدم لها في العالم، تتبعها اليوم شركة تطبيق Viber بالخطوة ذاتها، معلنة عن تشفير محادثات ما يزيد عن 711 مليون مستخدم حول العالم، لكن لخطوة الـViber اهميتها الخاصة، ولو أنها تبدو تقليداً لما قامت به شركات أميركية كـApple وFacebook، إليكم بعض الحقائق والتعليقات حول تشفير محادثات Viber وإخفائها. صرحت الشركة من خلال بيان رسمي على موقعها الخاص الثلاثاء 19  أبريل، أن الميزة ستتوفر لمستخدمي تطبيقها على كل من الهواتف الذكية والحواسب اللوحية العاملة على نظامي التشغيل Android  و iOS ، فضلًا عن الحواسب الشخصية وحواسب ماك، كما أوضحت  أن الميزة الجديدة التي تشمل تشفير المكالمات الصوتية والمرئية، والرسائل، والفيديو والصور في كل من المحادثات الفردية والجماعية، ستكون متاحة على مدى الأسابيع القادمة لجميع المستخدمين الذين يملكون النسخة الأحدث من تطبيقها. وكجزء من التحديث الجديد، أطلقت الشركة أيضاً ميزة المحادثات المخفية Hidden Chats  التي تسمح للمستخدمين بإخفاء محادثات محددة من الشاشة الرئيسية بحيث لا يمكن لأي أحد أن يعلم بوجودها. وقالت إنه لن يكون بالإمكان الوصول إلى المحادثات المخفية إلا باستخدام رقم تعريف شخصي PIN مكون من 4 أرقام، مما يمنح المستخدمين خصوصية إضافية للاتصالات الشخصية، وسيظهر للمستخدمين قفل مرمّز لونيّاً على الجانب الأيمن من الشاشة للإشارة إلى مستوى الأمان، ويشير النقر على أيقونة القفل الرمادي، التي تظهر أثناء المحادثات والمكالمات المشفرة إلى مستوى تشفير المحادثة. فإذا شاهدتم اللون الأخضر فستعرفون أن مكالمتكم مشفرة بشكل كامل، وذلك لأنك تشفير المحادثات لن يتم بشكل كامل لجميع المستخدمين دفعة واحدة، بل يحتاج إلى بعض الوقت، وقد أطلقت الشركة خدمة تجريبية للتشفير في أربع بلدان قبل الإعلان عن الخدمة.  

Viber ليست أميركية

تضج وسائل الإعلام اليوم بخطوة Viber تحديداً، لأنها أتت في مرحلة ما بعد الصراع بين الـFBI  مكاتب التحقيقات الفيدرالية الأميركية، مع شركة Apple، بعد العديد من جلسات المحاكم لما طلبته الشرطة الأميركية من الشركة  لفك تشفير وكشف بعض المحادثات لهاتف أحد الإرهابيين المتهمين بتنفيذ هجمات سان بيرناندينو، واسمه سيد فاروق، وبعد أن رفضت شركة Apple  تقديم المساعدة إلى الشرطة، اشتعلت حرب شعواء بين الطرفين حول هذا الموضوع، وقد دافعت الشركة عن خصوصية مستخدميها بكل ما استطاعت ضد مكاتب التحقيقات. لكن شركة Viber  ليست شركة أميركية، فهي اسرائيلية، لكفالة مجموعة تكنولوجية يابانية، مما يجعلها خارج سيطرة الولايات المتحدة تماماً، فهي ليست كغيرها من الشركات التي اعتمدت التشفير قبلها، وصحيح أن تطبيق Viber أقل انتشاراً من تطبيقWhatsapp، لكن ليس بكثير، وبهذه الخطوة سيصبح ما يقارب 700 مليون مستخدم، خارجاً وبشكل كامل عن يد الحكومة الأميركية وأجهزة استخباراتها، ما يراه بعض المحللين التكنولوجيين الغربيين خطوة تقدر أن تعدل موازين الهيمنة الأميركية على التكنولوجيا، وعلى المحادثات الشخصية للناس العاديين، وغير الأميركيين تحديداً.  

اسرائيلي أو وراء البحار ؟!

أما في العالم العربي، فللتطبيق صولاته وجولاته بين المستخدمين العرب، وللـViber مستخدموه الأوفياء الذين يستبدلونه أحياناً بتطبيقwhatsapp وبشكل واضح، لكن  ذلك لم يمنع من الإشكاليات الحاصلة حوله في العالم العربي، كونه تطبيقاً اسرائيلياَ ً بشكل رئيسي، فقد حجبت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، التطبيق عن مواطنيها عام 2013، ما أثار جدلاً كبيراً، ودعوة من الرئيس التنفيذي للشركة من إعلان حربه على الدولتين العربيتين، كون عدد مستخدمي التطبيق مرتفعاً في الدولتين، وقد هدد بإيجاد وسائل لاختراق الحجب السعودي والإماراتي. لكن باقي الدول العربية لم تتصرف تجاه التطبيق بالطريقة نفسها، فلم يمنع من أي دولة عربية أخرى. في مقال على موقع Wired عن خروج 700 مليون مستخدم لـViber  عن أعين الحكومة الأميركية،  يشير أحد الخبراء التكنولوجيين إلى أن أميركا اليوم إذا ما أصدرت قراراً للحد من خصوصية وحماية المنتجات التكنولوجية الأميركية، فسيلجأ المستخدمون إلى منتجات أخرى، يتم تطويرها "خلف البحار"، ومع أن viber هي ليست الشركة، غير الأميركية، الأولى في تشفير وحماية منتجها، فهي الأكثر انتشاراً على المستوى العالمي، وهنا تكمن الأهمية الخالصة لهذه الخطوة.  

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image