اكتسحت التكنولوجيا والتطبيقات أدق تفاصيل حياتنا، حتى وصلت إلى ما بعد الحياة والوفاة، في ضريح افتراضي هو الأولى من نوعه في العالم العربي. "خلود" Khoolood هو تطبيق لبناني التصميم، يجسّد ضريح، ولكن في العالم الافتراضي من أجل إبقاء ذكرى الموتى حية.
يشرح المدير التسويقي للتطبيق مُنح محمود تفاصيل هذه الشبكة الاجتماعية لرصيف22 مشيراً إلى أن "خلود" ينقسم الى قسمين، الأول يقوم على نشر دعوات النعي، (وهي إعلانات عن وفيات يتم نشرها عادة في الصحف)، يعقبها إرسال رسائل نصية وإلكترونية إلى كل مشترك بعد تحديد البلد والمنطقة أو عائلة الشخص المتوفّى. ويتم إرسال أوراق النعي من خلال التطبيق Khoolood Messenger المتوفر على تطبيقات Android وiOS.
ولفت محمود إلى أنه يتم الاتفاق مع المساجد أو الكنائس أو حتى المدارس والشركات، لكي تستطيع من خلال تطبيق "خلود" إرسال رسائل مباشرة، بعد القيام بمنح شخص واحد فقط يتم تعيينه من قبل المدرسة أو المسجد أو الشركة صلاحية القيام بالأمر. ويتم ذلك بموجب عقد يمنع فيه إرسال الاشعارات الكاذبة.
أما القسم الثاني من هذه الشبكة، فهو إمكانية التواصل الاجتماعي عبرها، فخلود يسمح بنشر ورقة النعي وتفاصيلها من دون تحديد عدد الأحرف كما في الصحف، كما أنه يمنح سجلاً للتعازي إذ يمكن كل شخص أن يكتب عبارة عن الشخص المتوفى وتحتفظ بها عائلة الفقيد التي يمكنها الحصول على هذا السجل من خلال ملف PDF.
بالإضافة إلى ذلك، أشار محمود الى إمكان وضع ضريح افتراضي حيث بمقدور الأشخاص إضاءة شمعة من أي مكان في العالم، وهي ستذوب مع مرور الوقت كأي شمعة حقيقية، ومدتها سنة واحدة. ويمكن للشخص تجديدها بعد انتهاء هذه المدة، لافتاً إلى أن بعد انقضاء سنة على الوفاة، ترسل رسالة إلى القريبين من الراحل لتذكيرهم بالأمر.
أما "الذكرة الخالدة" فهو قسم في "خلود" شبيه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بكل مواصفاته، من حيث إمكانية نشر الصور والمعلومات والفيديوهات للشخص المتوفّى، حتى تبقى ذكراه خالدة خاصة بكل ما يتصل باللحظات الجميلة. ويمكن في "خلود" إنشاء نصب تذكاري يضم مجموعة أسماء لأشخاص قضوا في حادث واحد حتى تبقى ذكراهم حية، أو إنشاء ضريح جماعي لعائلة واحدة تحتوي على أسماء عدة.
وعن الربح التي تجنيه الشركة من خلود، أكد السيد محمود ان الربح يتم من إعلانات الوفيات والذكرى، أي من خلال نشر أوراق النعي التي تحصل عليها خلود بواسطة أحد عملائها لقاء بدل مادي معين.
وفي الموقع الذي يستقبل إلي الآن أكثر من 200 ألف زائر شهرياً، نافذة للاطلاع على قوانين الإرث لجميع المذاهب الإسلامية والمسيحية وغيرها، فضلاً عن لائحة بأسماء المحالّ التي لديها لوازم دفن الموتى كالورود والأكاليل ولوازم أخرى، بالإضافة إلى أسماء الجوامع والكنائس.
علماً أن كل شخص مغترب ولديه صديق توفّى في لبنان، يمكنه من خلال تطبيق "خلود" إرسال إكليل من الورد يختاره ويدفع ثمنه إلكترونياً، وتقوم الشركة بوضعه على ضريح المتوفى وتلتقط صورة للإكليل ومكان وضعه لترسلها إلى المرسل الموجود خارج الأراضي اللبنانية، وذلك للتأكيد أنها قامت بالواجب.
وختم محمود: "بسبب عدم قدرة دفن كل اللبنانيين المغتربين في تراب بلدهم، أصبح ممكناً تذكر الفقيد بغرس شجرة أرز بعدما تم انشاء "غابة أرز خلود" في محمية أرز الشوف، وتباع الشجرة بالسعر نفسه الذي تباع به في المحمية. كل شخص مقيم في أي بلد في العالم يمكنه شراء الشجرة من خلود ووضعها في غابتها باسم الفقيد، بالإضافة إلى إمكانية وضع رسالة معينة على الضريح. وتتولى خلود الاهتمام بالأرزة وتطلع المشتري سنوياً على نموها عبر إرسال صور لها".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين