أكدت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن مواقع التواصل الاجتماعي وشبكات الإنترنت تدعم "التفوق الأبيض"، وهو الفكر المتطرف الذي يقف خلف حادث الاعتداء على مسجدين في نيوزيلندا الجمعة الماضية.
وقالت الشبكة إن حادث إطلاق النار على زوار المسجدين في نيوزيلندا، لا يختلف كثيراً عن الإرهاب الداعشي، لافتةً إلى أن كليهما اعتمد على "الإنترنت كأداة للتطرف"، وإن اختلفت طبيعة "الكراهية" المحركة لكل منهما.
وأوضحت الشبكة في تقرير نشرته، الاثنين، أنه بينما لا يزال هناك الكثير لا نعرفه عن المشتبه به وخلفيته، يمكن أي شخص درس التطرف أو غطى أحداثه التخمين بأن مرتكب الحادث "ذكر، ربما في العشرين من عمره، لديه سجل جنائي بسيط، وتاريخ من الكراهية أو العنف ضد المرأة على الأرجح، وقضى وقتاً طويلاً على الإنترنت".
كيف تؤدي السوشيال ميديا إلى التطرف؟
أقرت "سي إن إن" بأنه لم يكن صعباً أن يصبح الأشخاص متطرفين قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، لكنها لفتت في الوقت نفسه إلى أن السوشيال ميديا تعد "وسائل تطرف فعالة"، إذا ما اقترنت بعوامل أخرى تشجع عليه. وعزت السبب في ذلك إلى قدرة مواقع التواصل الاجتماعي على "إقناع الأفراد بالبقاء عليها لفترة أطول ومشاهدة المزيد من موادها عبر تتابع مقاطع الفيديو الموصى بها والتي تهدف لجني أرباح الإعلانات".
وأشارت إلى أن بعض التوصيات التي يقدمها موقع مثل يوتيوب قد تدفع المستخدمين نحو المحتوى المتطرف، إذ يبدأ الشخص بمشاهدة مقطع متعلق بحدث إخباري، على سبيل المثال، ليجد نفسه سريعاً يشاهد مقطعاً عن نظرية المؤامرة. وكان يوتيوب ينوي أن يتخذ خطوات لتصحيح ذلك.
وقالت إن شخصاً يبحث عن معلومات حول الإسلام، يمكن أن يجد نفسه يستمع إلى واعظ متطرف.
ونقل التقرير عن جيسيكا ستيرن، أستاذة الأبحاث في جامعة بوسطن والمؤلفة المشاركة في كتاب "داعش: ولاية الرعب"، قولها إن:"الأشخاص الغاضبين يذهبون إلى الإنترنت فيلتقطون منه أيديولوجية تساعدهم على تبرير غضبهم وخيبة أملهم، وهذا شيء متاح".
وبخصوص الهجوم الإرهابي على مسجدي نيوزيلاندا الذي أسفر عن وقوع أكثر من 50 قتيلاً، أكدت ستيرن أن "الإرهاب يتلاشى. لاحظنا كيف كان الناس يلتقطون أيديولوجية داعش وهم غير مسلمين، بل كانوا يعتنقون الإسلام. كانت أيديولوجية داعش طريقة جذابة لبعض هؤلاء الرجال للتعبير عن غضبهم وخيبة أملهم في الحياة. الآن هناك أيديولوجية أخرى أصبحت أكثر شعبية، إنها بدعة أخرى".
حادث إطلاق النار على زوار المسجدين في نيوزيلندا، لا يختلف كثيراً عن الإرهاب الداعشي، كلاهما اعتمد على "الإنترنت كأداة للتطرف". كيف تؤدي مواقع التواصل إلى التطرّف؟
تحيّز في مواجهة التطرف المحسوب على الإسلام
وشدد التقرير على أنه بالرغم من اتخاذ شبكات التواصل الاجتماعي لقرارات قوية وجيدة بعد ما واجهته من انتقادات بسبب قصورها في مواجهة "طوفان من أنصار داعش ومروجي الدعاية له"، لا تزال بحاجة لاتخاذ إجراءات مماثلة ضد "المتفوقين البيض" الآن.
أما شيموس هيوز، نائب مدير برنامج التطرف في جامعة جورج واشنطن، فاعتبر أن "الأزمة في مواقع التواصل الشهيرة أنها قامت بعمليات حذف فورية ومتشددة مع المحتوى المرتبط بتنظيم داعش، لكن عندما تعلق الأمر بالتطرف الأبيض لم تطبق نفس الديناميكية".
أضاف: "يمكن للشركات التي تدير مواقع التواصل الاجتماعي اتخاذ إجراءات ضد المتفوقين البيض الآن. في الواقع، يمكنهم أن يستمروا هكذا إلى الأبد، أي التحرك المستمر في مواجهة تطرف مستخدميهم".
وتابع هيوز:"من المنطقي من منظور تسويقي، أنك إذا كنت تحب شركة بيبسي أن تشاهد المزيد من مقاطع بيبسي. لكن، حالياً، يذهب المتلقي لأقصى الحدود المنطقية ليجد نفسه يتابع مقاطع فيديو عن التفوق الأبيض". وأضاف:"يتعين على شركات السوشيال ميديا أن تلغي النظام الذي جلب لها مئات الملايين من الدولارات من عائدات الإعلانات، لتوقف تعزيزها للتطرف أو تجنيد شخص ما".
الحل الجذري
في هذه الأثناء، أوضح بيل برانيف، مدير الاتحاد الوطني لدراسة الإرهاب والرد عليه (ستارت) والأستاذ الممارس في جامعة ماريلاند، أنه بينما "ينبغي أن نطالب شركات السوشيال ميديا بالاستمرار في تقليل مدى انتشار الدعاية المتطرفة العنيفة، إلى الحد الأدنى"، يجب أن نعي أن هذا ليس الحل الجذري للتطرف عبر الإنترنت.
وأردف بالقول: "فالاقتصار فقط على تقليل المحتوى العنيف أمر غير ناجع، لأن كل محتوى يعرض على المنصة الكبيرة يعاد بثه عبر منصات أصغر، ويستمر عرضه بمرور الوقت، لذا فالحذف ليس الحل الشامل".
وأشار برانيف إلى أن "عمليات إزالة المحتوى المتطرف قد تسهم في إعادة توجيه المستخدمين إلى مواقع أصغر ربما تكون أكثر تطرفاً"، مستطرداً "نعرف جيداً أن الناس ينبغي علاجهم من خلال الاستشارة والإرشاد، أما حذفهم فيفقد هذه القنوات الرقمية القدرة على تعديل أفكارهم".
واختتم: "بدلاً من حذف الأشخاص المتعصبين، يمكن توعيتهم بمخاطر التطرف بعرض مواد أكثر فعالية في تصحيح الأفكار والقناعات بعيداً عن التفكير العنيف والتطرف ونحو الدعم الاجتماعي والمحبة".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع