تقول الأسطورة إنه في سبعينيات القرن المنصرم وقعت حادثة على كوكب اليابان الشقيق قبل أن يكون كوكبًا يسبقنا بمئات السنين الضوئية، إذ خرجت امرأة ضريرة من منزلها لمحطة القطار لركوبه، وكانت بمفردها وليس معها سوى العصا الخاصة بها، وعندما دخلت المحطة انزلقت قدماها، وسقطت تحت قضبان القطار فصدمها القطار وماتت.
الحادث كان مفجعًا، حتى أن اليابانيين أعلنوا الحداد العام للثأر للعمياء القتيلة، وثار الشعب الياباني من أجلها، وعلى الفور قدمت الحكومة استقالتها “زي عندنا بالظبط”، وتشكّلت حكومة جديدة بدأت بوضع خطة فورية متكاملة لجميع ذوي الاحتياجات الخاصة، وليس لفاقدي البصر فقط، وتم تعديل مداخل القطارات، وجميع الشوارع، وتخصيص حارات وطرق خاصة وعلامات وإشارات مرور، تُصدر أصواتًا لعبور ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك في جميع أنحاء اليابان!
هناك دول عندما تحل بها الكوارث والمصائب تصنع منها فرصاً تحقق الرخاء والتقدم والسعادة لشعوبها، ودول أُخرى تحوّل الفرص لمصائب وكوارث، وتجعل شعوبها أكثر بؤسًا تعاسة وقنوطًا. مرحبًا بكم في "جمهورية مش أحسن ما نبقي زي سوريا والعراق!"
في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء استيقظ المصريون على حادث مروع إثر اصطدام جرار قطار برصيف نشب فيه حريق راح ضحيته 22 قتيلًا في محطّة رمسيس أو محطّة مصر، التي تعد الأهم في منظومة السكك الحديد المصرية، تقع في ميدان رمسيس، وتنطلق من محطّة مصر في القاهرة كل أنواع القطارات إلى جميع مناطق مصر.
لم يتحرك أحد من المسؤولين الجاثمين على أنفاس هذا الشعب لحل مشكلات السكة الحديد، ومعرفة أسباب هذه الحوادث ومحاسبة المُقصّرين. لم يلتفت أحد إلى البنية المتهالكة للسكة الحديد، سواء العربات أو المزلقانات والإشارات، وإلى وجوب تطوير الجرارات بالقطارات والعربات، بالإضافة إلى المزلقانات التي تُعرض حياة الآلاف من المواطنين يوميًا للخطر الحقيقي، وإلى أن يأتوا بالخبراء حتى يتسنى لهم تقديم الحلول لتطوير خطوط السكة الحديد، لكن لم يحدث هذا ولن يحدث لأنهم فاشلون.
هناك دول عندما تحل بها الكوارث والمصائب تصنع منها فرصاً تحقق الرخاء والتقدم والسعادة لشعوبها، ودول أُخرى تحوّل الفرص لمصائب وكوارث، وتجعل شعوبها أكثر بؤسًا تعاسة وقنوطًا. مرحبًا بكم في "جمهورية مش أحسن ما نبقي زي سوريا والعراق!"
لم يلتفت أحد إلى البنية المتهالكة للسكة الحديد، بالإضافة إلى المزلقانات التي تُعرض حياة الآلاف من المواطنين يوميًا للخطر الحقيقي، وإلى أن يأتوا بالخبراء حتى يتسنى لهم تقديم الحلول لتطوير خطوط السكة الحديد، لكن لم يحدث هذا ولن يحدث لأنهم فاشلون.
أشارت آخر البيانات المتاحة من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن "إجمالي عدد حوادث القطارات ارتفع إلى 1082 في النصف الأوّل من العام 2018 مقابل 793 حادثة في نفس الفترة من العام 2017 بنسبة قدرها 36.4%"، بمعدل 6 حوادث يومياً.
أشارت آخر البيانات المتاحة من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن "إجمالي عدد حوادث القطارات ارتفع إلى 1082 في النصف الأوّل من العام 2018 مقابل 793 حادثة في نفس الفترة من العام 2017 بنسبة قدرها 36.4%"، بمعدل 6 حوادث يومياً.
يتحدثون عن تحسين الخدمة للمواطنين والعمل على تطوير القطارات، ولا شيء يحدث سوى زيادة سعر تذكرة القطار، والمواطن وحده هو من يتحمل هذا الشقاء.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...