شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
تعدد الزوجات طريق الوصول إلى أعلى مستويات الفردوس؟!

تعدد الزوجات طريق الوصول إلى أعلى مستويات الفردوس؟!

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رأي

الثلاثاء 11 ديسمبر 201812:27 م

لم يكن "فيلماً وثائقياً" لولا صوت راويته التي كانت تُوقظني بين لحظة وأُخرى لتقول: إنه واقع يعيشه مورمون متشددون في صحراء ولاية "يوتا" الأمريكية!، ولمن يجهل "المورمونية"، فهي عقيدة مسيحية مُنبثقة من حركة "قديسي الأيام الأخيرة"، أسسها جوزيف سميث عام 1820 في الولايات المُتحدة.

فيلم "Three Wives One Husband" الوثائقي (2017) الذي تُعرضه شبكة "نيتفليكس" على أربع حلقاتٍ حالياً يَحكي قصة مُجتمع "روكلاند رانش"، المكوّن من 14 عائلة تتخذ من صحراء "يوتا" مقراً لها لئلا يحكم عليها المُجتمع لإيمانها بتعدد الزوجات وتطبيق رجالها لذلك. أوّل من "ألهمه الرب" للانتقال إليها للخلاص من النظرات المُراقبة والمُستَهْجَنة كان الراحل "بوب فوستر"، مُؤسس مُجتمع "روكلاند رانش" الذي بات موطناً لأكثر من 100 شخص اليوم.

من تعترف بأن تعدد الزوجات يُحسّن الحياة؟

يعتقد بوب فوستر، والمورمون المتشددون أن تعدد الزوجات طريقة للوصول إلى أعلى مستويات الفردوس، وهذا ما يؤمن به أيضاً "إينوك فوستر"، أحد أبناء بوب الـ 28، والذي تَولى بناء منازل صحراء يوتا بعد رحيل والده.

لمَ لا يتزوج إن كان معطاءً بحُبه؟

كان لـ "إينوك" في بداية السلسلة الوثائقية زوجتان و16 طفلاً، قبل أن نشهد، ولادة طفله الـ 17 من زوجته الثانية "ليليان"، واللافت كان دعوتها لـ "ضُرّتها" الثالثة المُستقبلية، "ليديا روز"، ابنة الـ 25 عاماً، لحضور ولادتها، لتشعر وكأنها "فرد من العائلة" قبل انضمامها رسمياً، إذ لا تزال "تُفكر".

زوجة إينوك الأولى، كانت "كاترينا"، محبوبة طفولته، والتي جعلتني أتساءل كثيراً: ماذا يدور برأسها؟ وكيف تُفكر؟ فهي من اقترحت على إينوك، بعد 8 سنوات من زواجهما، أن تنضم "ليليان" إلى الأسرة، كون إينوك "معطاءً بحُبه"، فأرادت جعل فتاة أُخرى تحظى بفُرصة عيش تجربتها… والأكثر سوءاً من هذا، ما قالته لإينوك يوماً: "أشعر أن ليليان جزء مني.. جزء منك.. جزء منا"، وفقاً لإينوك، وهُنا رُبما نقف للحظات لنُفكر قليلاً بالزوجة العربية التي لا يُوجد سقف لما يُمكن أن ترتكبه في حال علمت بحُب زوجها لأُخرى، ماذا عن زواجه منها؟ وبالطبع تبقى الأقلية ممن تتقبل تعدد الزوجات كونه "مُباحاً شرعاً" بالإسلام… فلمَ لا؟ وهُنا يُفتح نقاشاً لا نهاية له!

أما الزوجة الثانية، ليليان، فتقول إنها تُفضل أن تحظى بـ "جزء من رجل جيّد" على رجل آخر "كامل" لكنه ليس بنفس الجودة. والآن تتناوب مع كاترينا لإنجاب "الكثير" من الأطفال للحياة، لاعتقادهما بأنه "واجب مُقدس".

فيما تعترف الزوجة "المُستقبلية" الثالثة، ليديا، التي وقع خيار العائلة - بالإجماع -  عليها، أنها لم تكن ترغب يوماً بأن تكون الزوجة الأولى لأنها لن تتمكن من كشف حقيقة الزوج قبل أن يُقفل عليهما باب واحد.

وعن إينوك بالتحديد، الذي يثق بقُدرته على حُب ثلاثتهن معاً، تقول ليديا إنها أصبحت على دراية بأي نوع من الآباء سيكون، وأي نوع من الأزواج، ما يُعني أن الأمر "مثالياً"، ولكنها تُريد أن تشعر بأنها "واقعة في الحب" قبل اتخاذها القرار.

تعدد الزوجات يجعل الزواج مُتجدداً!

في المنزل المُجاور لعائلة إينوك فوستر في صحراء يوتاه، تسكن عائلة "إيبل موريسون"، ساعي البريد المُتزوج ثلاث سيدات، ولديه 11 طفلاً.

بعد سنة من زواجه الأول، اقترحت عليه زوجته "سوزي" التي تتدرب لتصبح ممرضة، التقرب من فتاة تُدعى "بِث" لـ "توسيع العائلة"، وهي تعمل في أحد البنوك الأمريكية. وبالفعل، تزوجا "إيبل" و"بِث"، وعاشا سوياً لنحو 10 سنوات قبل أن تنضم "مارينا" إلى الأسرة.

تقول "سوزي" إن تعدد الزوجات يجعل الحياة الزوجية "فريش"، أي مُتجددة، يُتيح لها الاشتياق إلى "إيبل" على الأقل. ولكن تَصالُح سوزي مع ذاتها المُبالغ به أفقد فضولي بتلك الشخصيات وعالمها "السمح" الغريب. من تُرشح فتاة لزوجها؟ ومن تعترف بأن تعدد الزوجات يُحسّن الحياة؟ ومن تقصد "ضرّتها" لمساعدتها في نصيحة ما أو تعتني بأطفالها حتى تعود من مشوارها؟ شعرت وكأنها قصة "مُمسرحة"... حتى تحدثت "مارينا"!

فيلم "Three Wives One Husband" الوثائقي يَحكي قصة مُجتمع "روكلاند رانش"، المكوّن من 14 عائلة تتخذ من صحراء "يوتا" مقراً لها لئلا يحكم عليها المُجتمع لإيمانها بتعدد الزوجات وتطبيق رجالها لذلك.
يعتقد بوب فوستر، والمورمون المتشددون أن تعدد الزوجات طريقة للوصول إلى أعلى مستويات الفردوس، وهذا ما يؤمن به أيضاً "إينوك فوستر"، أحد أبناء بوب الـ 28، والذي تَولى بناء منازل صحراء يوتا بعد رحيل والده.
تقول "سوزي" إن تعدد الزوجات يجعل الحياة الزوجية "فريش"، أي مُتجددة، يُتيح لها الاشتياق إلى "إيبل" على الأقل. ولكن تَصالُح سوزي مع ذاتها المُبالغ به أفقد فضولي بتلك الشخصيات وعالمها "السمح" الغريب.

أصولها عربية؟

"كانت جحيماً… كانت سنة كارثية… معركة علينا جميعاً!"، هكذا كان رد فعل "مارينا" عندما سُئلت عن سنة زواجها الأولى من "إيبل"… رُبما كان ردّها الأكثر واقعية…

وفيما نرى ثقة "سوزي" العمياء بحب "إيبل" لها، وطيبة "بِث" بالتعامل مع الآخرين، نرى "مارينا" عابسة في مشاهد عدة، تُساير "إيبل" كُلما جاء ليُقبلها ويُشعرها بحُبه لها، ذاك الحب المتساوي بين الثلاث، إلا أنها لم تكن مُقتعة بصدق مشاعره، فتتساءل: كيف لرجل أن يُحبني بعد ثلاث سنوات من الزواج تماماً كما يُحب "بِث" بعد 12 سنة و"سوزي" بعد 13 سنة؟

وبينما اكتفت "سوزي" و"بِث" بباقة الورد التي قدمها "إيبل" لكل منهما في عيد الحب، "الفالنتاين"، قالت "مارينا" إنها لم تكن تريد ذلك، لأنه ببساطة قدّم نفس الشيء لإمرأتين أخريين، مؤكدة "من الصعب تقبل أنكِ ليست الوحيدة".

وكشفت "مارينا"، الحامل بطفل إيبل الـ 12، أنها "ارتكبت العديد من الأخطاء" سابقاً، خاصةً مع "بِث"، إذ كانت تتصل "بإيبل" كُلما يكون مع أي من زوجتيه، لإفساد سهرتهما، معترفةً بأنها كانت تفتعل مشكلة معه من لا شيء!

انتقلت هذه المشاعر إلى "بِث" التي باتت تبادل "مارينا" المشاعر ذاتها: غيرة وكرهاً، ما لم نرَه للحظة في عائلة إينوك فوستر… وهُنا ازداد الوثائقي تشويقاً، إذ بات "قريباً من الواقع"!

لم تكن "بِث" تريد التحدث مع "مارينا" لفهم سبب سوء المعاملة التي تتلقاها منها، قائلةً لسوزي "كيف أتحدث مع حامل؟"، لاحتمالية سيطرة "خربطة الهرمونات" عليها… ويوم ولادتها لم تكن تنوي "المُباركة" لها، لكنها اضطرت.

تغيرت تصرفات مارينا، إلى حد ما، بعد الولادة، إذ تقول إنها "تفهمت" كيف يمكن للشخص أن يحب مجموعة أشخاص سواسية، ذلك ما شعرته حينما انقسم حبها لطفلين.

الصاعقة التي كان لها وقع أكبر لدى مارينا وبِث وسوزي، كان يوم وفاة شقيق إيبل، جيم، الذي طلب منه الزواج من أرملتيه بعد وفاته، لتبقى العائلة مجتمعة، رغم أن الولايات المُتحدة تعتبر الزواج الثاني والثالث غير قانونيين.

حينذاك تقبلت مارينا واقعها مع سوزي وبِث… فكان من المضحك كيف أننا لا نقبل ما كُنا عليه حتى يأتي ما هو أسوأ منه.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel


* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

Website by WhiteBeard