لم يكن أشدّ المتفائلين بمونديال بلاد السامبا يحلم بهذه الانطلاقة الحافلة بالمفاجآت، في ظلّ المقدمات التي تخوّف المتابعون من أن تلقي ظلالها على بطولة طال انتظارها. منغصات عديدة رافقت الإثارة غير المسبوقة في مباريات الجولة الأولى، إلا أنها أشعلت الحماسة مولّدةً تحديات جديدة. في ما يأتي، أبرز اللقطات والأرقام التي شهدها الأسبوع الأول من البطولة.
- احتفالية باهتة على غير المتوقع من بلاد اشتهرت بكرنفالاتها المبهرة. عدا الفقرات البسيطة جداً، لم يقدم الثلاثي بيتبول Pitbull وجنيفر لوبيز Jennifer Lopez وكلاوديا لاتيه Cláudia Leitte الأداء المنتظر لأغنية "كلنا واحد، أولا أولاً"، كما ساهمت المشاكل التقنية والصوتية التي رافقت العرض، في إخراجه بأسوأ صورة، وهو الأمر الذي اعترضت عليه النجمة لوبيز ودفعها إلى الاعتذار عن أداء الأغنية، قبل إقناعها بالعدول عن رأيها.
- البرازيليون الذين لم يثن الوجودُ الأمنيُّ الكثيف الكثير منهم عن الخروج بتظاهرات تسببت بجرح اثنين من الصحافيين، أبدوا امتعاضهم من الأغنية التي اختارتها سوني من 1500 أغنية، لأنّها تضمنت صوراً نمطية جداً عن بلدهم، حيث النساء يرقصن، وهن نصف عاريات، السامبا على وقع الطبول، بالإضافة إلى طغيان الإنكليزية عليها.
- تصدرت ألمانيا قائمة المنتخبات من حيث القيمة السوقية بـ641 مليون جنيه استرليني تلتها اسبانيا بـ591، ثم انكلترا بـ550.
- مع بداية المنافسات، حققت المستضيفة البرازيل فوزاً مهماً على كرواتيا برغم عدم تقديمها للأداء المنتظر، كما أن ركلة الجزاء غير الصحيحة التي احتسبها الحكم الياباني يويشي نيشيموري Yuichi Nishimura أثارت جدلاً واسعاً. وقد علق مدرب كرواتيا نيكو كوفاتش Kovač عليها بالقول إن "ما يحدث أشبه بالسيرك، إن كانت هذه ضربة جزاء فعلينا أن نلعب كرة السلة بدل القدم، أو أن نترك المسابقة ونعود إلى بلادنا".
- شهدت المباراة تسجيل البرازيلي نيمار Neymar هدفين، جعلاه رابع اللاعبين الذين يسجلون ثنائية في المباراة الافتتاحية، وسبقه إلى ذلك الفرنسي ماشينوت Maschinot عام 1930، والبرازيلي إيديمير Ademir عام 1950، والألماني كلوزة Klose عام 2006، في حين سجل مارسيلو Marcello أول أهداف المونديال ولكن في مرمى فريقه، لتكون المرة الأولى في تاريخ المونديال.
- مباراة كولومبيا مع المكسيك شهدت إلغاء ثلاثة أهداف، فيما سجل المكسيكي رفاييل ماركيز Márquez اسمه كأول لاعب يشارك في 4 مونديالات متتالية كقائد لفريقه.
- مباراة البطل والوصيف شهدت مفاجآت هي الأبرز في تاريخ المونديال، فتمكن الهولنديون من الثأر لخسارة الكأس في البطولة الماضية عبر خمسة أهداف في مرمى كاسياس Casillas وهو رقم يساوي ما سجله أبناء فان غال Van Gal في بطولة العالم واليورو.
- وضعت هذه النتيجة المنتخب الإسباني على رأس قائمة أقسى خسارة يتعرض لها بطل نسخة سابقة في تاريخ المونديال. الطواحين الهولندية لم تكتف بهذه الرقم، فقام فان بيرسي Van Persie بتسجيل الهدف الأول بطريقة إعجازية وصفها المتابعون بأنها أجمل وأصعب وضعية تم من خلالها تسجيل هدف رأسي في النسخ العشرين الماضية.
- روبن Robben قال كلمته التاريخية هو أيضًا، فأصبح بعد الهدف الخامس أسرع لاعب في العالم، متخطياً كلاً من والكوت Walcott وفالنسيا Valencia وبيل Bale، حيث جرى مسافة 100 متر بسرعة 37 كيلومتراً في الساعة، دون أن يستطيع راموسRamos أن يجاريه إلا بسرعة 30.6 فقط.
- تمكنت ساحل العاج من قلب تأخرها بهدف إلى فوز بهدفين على اليابان، فبعد مشاركة دروغبا Drogba منتصف الشوط الثاني، سجل الأفيال أسرع هدفين متتاليين في تاريخ المونديال، إذ لم يفصل بينهما سوى 100 ثانية.
- الملحمة الكبرى بين إيطاليا وإنكلترا، حسمها زملاء الساحر بيرلو Pirlo بهدفين لهدف بعد مباراة متكافئة سجل فيها بالوتيلي Balotelli وستوريدج Sturridge أول أهدافهما المونديالية في أول مشاركة لهما.
- الإيطاليون تمكنوا من التسجيل في مباريات كأس العالم الـ15 الأخيرة على التوالي، كما حققوا أفضل نسبة تمريرات صحيحة (93.2%) في المونديال منذ نسخة انكلترا 1966، في حين أكمل روني Rooney 684 دقيقة دون أي هدف.
- خسرت إنكلترا اللقاء الافتتاحي للمرّة الأولى منذ بطولة 1986. وشهدت المباراة حادثين طريفين، الأول تجلى بتسديدة صاروخية لرحيم ستيرلينغ Sterling خُيّل للجميع أنها هدف لا يرد، ليتبين بعد ذلك أنها مسحت الشباك الخارجية، أما الثاني فكان إصابة المعالج الفيزيائي لإنكلترا بكسر في كاحله أثناء احتفاله بهدف بلاده.
- قلبت سويسرا تأخّرها أمام الإكوادور بهدف إلى فوز بهدفين. اللافت في المباراة أن الهدفين سجلا عن طريق البديلين اللذين زُج بهما المدرب الألماني أوتمار هاتسفيلد Hitzfeld، كما سجلت هذه المباراة مرور المباريات التسع الأولى من البطولة دون أي تعادل منذ نسخة 1934.
- شهدت مباراة فرنسا الاستخدام الأول لتكنولوجيا خط المرمى، حيث حاول حارس مرمى هندوراس إخراج الكرة بعد عبورها خط المرمى، قبل أن يحتسب الحكم الهدف مستعيناً بالتقنية الجديدة.
- رفع بعض الجمهور الفرنسي لافتة تؤكد اشتياقه للنجم السويدي زلاتان ابراهيموفيتش Ibrahimovic لاعب باريس سان جيرمان "ابرا نحن نفتقدك !".
- انتظر ميسي Messi ما يقارب 622 دقيقة حتى يسجل هدفه الثاني في تاريخ مشاركاته في كأس العالم. الهدف الأول كان في مرمى صربيا (2006)، وبعد 8 سنوات تماماً سجل في مرمى البوسنة، وهي المدة نفسها التي غاب فيها مارادونا Maradona عن التسجيل بين نسختي 1986 و1994.
- بفوزهم الكبير على البرتغال نجح الألمان للمرة الثالثة على التوالي والخامسة في تاريخ مشاركاتهم، بإحراز أربعة أهداف في المباراة الافتتاحية، علماً أنهم عندما حققوا نتيجة 4-1 في بطولتي 54 و90 تمكنوا من إحراز اللقب.
- في مونديال 2014، أصبح مولر Muller سادس لاعب في تاريخ ألمانيا يسجل هاتريك في كأس العالم، ليعزز المانشافت رقمه كأهم منتخب حقق لاعبوه الهاتريك في تاريخ المونديال، بواقع 7 مرات، كما أصبح من بين أكثر المهاجمين فعالية في تاريخ المونديال إذ سجل 8 أهداف خلال سبع مباريات وعبر 9 تسديدات فقط (2010-2014).
- بات المنتخب الألماني أول من يخوض 100 مباراة في تاريخ المونديال، علماً أنه غاب عن نسختين، كما حافظ على سجله بعد جزاء مولر ورأسية هوملس Hummels، كأفضل منتخب يسجل ركلات الجزاء (19 من أصل 20)، بالإضافة إلى أكثر منتخب يسجل أهدافاً رأسية (42 هدفاً).
- كسرت مباراة إيران ونيجيريا الرقم القياسي الذي سُجّل في هذه البطولة بانتهاء أول 12 مباراة دون تعادل، بعد أن فشل الفريقان بتسجيل أهداف، علماً أن آخر مباراة سلبية النتيجة في المونديال تعود إلى دورة الـ16 في النسخة الماضية، حين تعادلت البارغواي واليابان.
- بعد 29 ثانية من بداية لقاء أمريكا مع غانا سجل الأمريكي ديمبسي Dempsey خامس أسرع هدف في تاريخ المونديال، علماً أن صاحب المركز الأول هو التركي هاكان سوكور Şükür الذي سجل هدفاً في مرمى كوريا الجنوبية في نسخة 2002 بعد مرور 11 ثانية فقط.
- سجل سفيان فيغولي هدفاً من ركلة الجزاء هي الأولى للجزائر في تاريخها المونديالي، في مرمى بلجيكا ليصبح أيضاً أول هدف تسجله الجزائر في كأس العالم منذ تعادلها مع إيرلندا الشمالية (1-1)، في مونديال 86، إذ خاضت بعدها 6 مباريات دون تسجيل.
- للمرة الثانية في تاريخها تقلب بلجيكا تأخّرها إلى فوز خلال 22 مباراة لها في المونديال، وكانت المرة الأولى ضد الاتحاد السوفياتي في مونديال 86 أيضاً.
- في تعادلها السلبي التاسع عبر تاريخها المونديالي، فشلت البرازيل في هز شباك الحارس المكسيكي غويليرمو أوتشوا Guillermo الذي قدم أداء خرافياً دفع الآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي لتناقل صورة معدلة تظهر امتلاكه 6 أصابع، للدلالة على الإبداع الذي قدمه أمام السيليساو.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...