بدأ تنفيذ وقفٍ "مؤقّتٍ" للعمليات العسكريّة في مدينة الحديدة غربي اليمن، بموجب اتفاقٍ بين الحكومة اليمنيّة والأمم المتحدة، لأسبابٍ إنسانية حسب ما أعلنه مصدرٌ عسكري.
ونقلتْ رويترز عن مصدرٍ عسكري مؤيّدٍ للتحالف قوله أن التحالف أصدر تعليمات لقواته على الأرض بوقف القتال داخل الحديدة.
قبل أيّام، تصاعدتْ نداءات دولية تطالب بإنهاء المعارك في اليمن الذي شهد أسوأ مأساة إنسانية في السنوات الأخيرة بسبب الحرب المستمرّة منذ أكثر من ثلاث سنوات، دفعت اليمن إلى شفا المجاعة، فيما أوقفت الولايات المتحدة مطلع الأسبوع مدّ مقاتلات التحالف بقيادة السعودية بالوقود.
من جهته دعا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك الثلاثاء إلى وقْف إطلاق النار حول مدينة الحديدة حيث دارتْ معارك بين قوات تابعة للحكومة اليمنيّة والحوثييّن بهدف السيطرة على مينائها.
وقال لوكوك فى بيان يوم 13 نوفمبر: "أطلب من الأطراف التزام وقْف إطلاق النار، وخصوصاً داخل جميع البنى التحتيّة والمنشآت الضرورية لإدخال المساعدات والواردات التجارية".
بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحرب بالوكالة بين الرياض وطهران أودى بحياة آلاف الضحايا، اتفاق مؤقّت لوقف إطلاق النار قد يحفظ حياة اليمنيين
التحالف العربي بقيادة السعودية أعطى الأوامر لوقف عملياته العسكرية داخل الحديدة، والولايات المتحدة أوقفت تزويد طائرات التحالف بالوقود في الهواء، هل هذا بداية لصنع السلام أم تنصّل من المسؤولية الأخلاقيّة والسياسيّة.ويحاول مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن جريفيث إنقاذ المحادثات بين مختلف أطراف النزاع اليمني بعد انهيار الجولة الأخيرة في سبتمبر الماضي بسبب عدم حضور الحوثييّن الموالين لإيران. وبحسب ما نشره موقع بي بي سي فإن اتفاق وَقْف العمليّات العسكريّة مؤقتاً يَهدُف إلى إتاحة الفرصة لموظفي الإغاثة التابعين للمنظمة الدوليّة ومنظمات الإغاثة الأخرى، للوصول إلى مقارّها ومخازن الغذاء، ومواد الإغاثة التابعة لها، لإجلاء العاملين فيها، وتمكين النازحين من المدنييّن من مغادرة الأحياء التي تشهد مواجهات عسكريّة. ونقلت بي بي سي عن مصادر عسكريّة لم تسمّها أن القوات اليمنيّة وفّرتْ ممرّات آمنة لمرور موظفي منظمات الإغاثة والسكان المدنيين حفاظاً على حياتهم. لكن هذه المصادر أشارت إلى أن قوات الحكومة اليمنيّة عازمة على المضيّ في استكمال عمليّة تحرير ميناء الحديدة، وأحياء المدينة كافة من قبضة الحوثييّن، فور انتهاء عملية تأمين مغادرة المدنيين وموظفي منظمات الإغاثة. ونقلت منظمات الإغاثة المحليّة والدوليّة الموجودة في مدينة الحديدة عن السكان المحلييّن قولهم إنهم يواجهون أوضاعاً إنسانية بالغة القسوة، بسبب المعارك التي شهدتها بعض أحياء المدينة خلال الأيام القليلة الماضية. وأضاف السكان أن الحوثييّن قطعوا الاتصالات الأرضية والهاتف المحمول وشبكة الإنترنت منذ يوم 13 نوفمبر الجاري، كما قاموا بتفخيخ المؤسّسات والمرافق الحكومية بالألغام والمتفجرات، عند مغادرتهم أحياء المدينة التي فقدوا السيطرة عليها. وكالة رويترز نقلت الخميس 15 نوفمبر عن مصادر لم تسمّها قولهم إن التحالف العربي بقيادة السعوديّة أمر بوقف الحملة العسكريّة التي تستهدف الحوثييّن في الحديدة. يتزامن قرار التحالف مع دعوات من حلفاء غربييّن، ومن بينهم الولايات المتحدة، لوَقْف إطلاق النار قبل استئناف جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة. ونقلتْ رويترز عن مصدرٍ عسكري مؤيّدٍ للتحالف قوله إن التحالف أصدر تعليمات لقواته على الأرض بوقف القتال داخل الحديدة، كما قال مصدرٌ آخر غير عسكري على عِلمٍ بالقرار إن التحالف يستجيب لمطالب دوليّة بوقف إطلاق النار لضمان حضور الحوثييّن محادثات السلام المزمع عقدها. وتدخّل التحالف الذي تقوده السعوديّة وتلعب فيه دولة الإمارات دوراً رئيسياً في حرب اليمن في العام 2015 لإعادة الحكومة المعترف بها دولياً إلى الحكم بعدما أطاح بها الحوثيّون في عام 2014. لكن التحالف يعتمد بدرجة كبيرة على الغرب في الأسلحة والمعلومات في الصراع الذي يعتبر حرباً بالوكالة بين الرياض وطهران والذي أودى بحياة أكثر من عشرة آلاف شخص. وفي العاشر من نوفمبر، وبعد نحو 3 سنوات من تزويد الولايات المتحدة الأمريكية لطائرات التحالف في اليمن بالوقود، أعلن التحالف أنه طلب من الجانب الأمريكي وقف هذه الخطوة لأن "قدراته في مجال تزويد الطائرات بالوقود جواً قد زادت" لكن مراقبين لحرب اليمن اعتبروا إن هذه الخطوة لا تعني سوى أن هناك احتماليّة لإنهاء الدعم الأمريكي للتحالف، خصوصاً وأن واشنطن تتعرّض لضغوط عديدة للتوقّف عن دعم السعودية في حربها العبثية. ويوم 13 نوفمبر طالبت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها من إدارة الرئيس دونالد ترامب وَقْف كلّ أشكال الدعم العسكري الذي تقدّمه للتحالف الذي تقوده الرياض بهدف إنقاذ اليمن واليمنييّن. واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن إدارة الرئيس دونالد ترامب اتخذتْ قبل أكثر من أسبوعين خطوة أولى نحو كَبْحِ النظام السعودي الذي وصفته بالمتهوّر حين دعت إلى وقف إطلاق النار في الحرب التي تشنّها السعودية على اليمن. في الوقت الذي يأمل فيه اليمنيون بوقف الحرب المستمرة منذ عام 2015، يتخوّف آخرون من أن تكون النداءات الدولية المتكرّرة في الآونة الأخيرة بضرورة وقف الحرب مجرّد محاولة من قبل الحكومات الغربية للتنصّل من المسؤوليات الأخلاقية والسياسية مما يحدث في اليمن.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين