لولايةٍ خامسة، قرر الحزب الحاكم في الجزائر الدفع بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة مرشحاً لرئاسيات 2019، وسط تساؤلاتٍ حول مدى قدرة الرجل المنهك صحياً على البقاء على رأس السلطة.
الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني (FLN)، جمال ولد عباس، أعلن الأحد، أن بوتفليقة (81 عامًا) مرشحُ الحزب الوحيد لسباق الرئاسة، مؤكدًا أن الجبهةَ ليس لديها مرشحٌ آخر سواه.
أثار الإعلان حالةً من الجدل عن قدرة الرجل الذي يحكم البلاد منذ العام 1999 على الاستمرار في الحكم لولاية خامسة وهو بالكاد قادرٌ على إكمال عهدته الحالية بسبب سقمه منذ سنوات، وسط إحباطٍ في أوساط فئة من الأجيال الشابة ترى في ترشيحه مرة أخرى استهتاراً سياسياً واستخفافاً بالشعب.
مستقبل البلاد على كرسي متحرك
يشكو بوتفليقة من مشكلات صحية عديدة، ويتنقل في ظهوره النادر على كرسي متحرك، وينقل الإعلام الرسمي من حين لآخر أخبار رحلاته العلاجية إلى أوروبا لإجراء فحوصاتٍ دورية، خاصة منذ إصابته بجلطة دماغية في 2013. وظهر بوتفليقة في الانتخابات التشريعية في مايو 2017، وهو يدلي بصوته مدفوعاً على كرسي متحرك كذلك. وقبل شهرين، عاد الرئيس إلى الجزائر بعد إقامة قصيرة في جنيف، حيث أجرى فحوصات طبية "دورية". وفي سبتمبر الماضي، أطاح القصر الرئاسي بقائدي أركان القوات الجوية والدفاع الجوي، ما أثار تساؤلاتٍ حول علاقة التغييرات الدائمة في صفوف الجيش بانتخابات الرئاسة، ونفوذ سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس، الذي يحمل رتبةَ "مستشار الرئيس الخاص. آنذاك، ذهب محللون إلى وصف تلك الإقالات بـ"الروتينية"، من بين هؤلاء أستاذ العلوم السياسية في جامعة سطيف، عبد الكريم عيادي، الذي قال لشبكة "سبوتنيك"، إن "التغييرات التي يجريها بوتفليقة روتينيةٌ لتثبيت مراكز صنع القرار وتوفير أجواءٍ وظروفٍ جيدة وهادئة للاستحقاق الرئاسي المُزمع إجرائه أبريلَ المقبل". يأتي هذا في وقت أشار موقع "TSA عربي" الجزائري، إلى أن التلفزيون العمومي (الحكومي) لم يبث، مساء الأحد، في نشرة الثامنة الرئيسية، إعلانَ ترشيح الحزب الحاكم بوتفليقة للرئاسيات.هل خرج الشعب الجزائري من المعادلة؟
نجح بوتفليقة ونظامُه السياسي في السيطرة على مقاليد الحكم بالجزائر فيما كان جيرانه يعيشون فصولاً من ثورات "الربيع العربي"، حيث تمكن الرجل من السيطرة على الاحتجاجات في بعض المدن الجزائرية عام 2011. يقول أستاذ العلوم السياسية، عبد الكريم عيادي، لـ "سبوتنيك"، إن "الشعب الجزائري ليس طرفًا في معادلة الحكم...الطبقة المتوسطة تعتبر مستقيلةً ومنسحبةً من الحياة السياسية، وتتفادى المشاركة في النقاشات التي تتناول الشأن العام، خصوصًا العلاقة بين المدني والعسكري".الحزب الحاكم في الجزائر يدفع ببوتفليقة لرئاسيات 2019، وسط تساؤلات عن مدى قدرة الرجل المنهك صحياً على البقاء على رأس السلطة.
قرر الحزب الحاكم في الجزائر الدفع بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة مرشحاً لرئاسيات 2019.. وردود فعل الجزائريين تكشف مزيجاً من الانطباعات السلبية ومشاعر الغضب والاستياء والإحباط.. "يريدون الإبقاء على هيمنة جماعة اغتصبت هذا الشعب الجزائري، اغتصبت الكرامة والتاريخ والتراب الجزائري"إلا أن متابعة ردود فعل الجزائريين على الشبكات الاجتماعية الأحد بعد ترشيح بوتفليقة لولايةٍ خامسة، تكشف مزيجاً من الانطباعات السلبية ومشاعر الغضب والاستياء والإحباط. وتساءل الإعلامي غاني مهدي، المقيم في بريطانيا: "(هل هم) عميان لهذا الحد؟... هذه الخطوة معناها أننا لا نهمهم، نحن لا ننتمي إلى بلد وشعب واحد.. هم شعبٌ ونحن شعبٌ آخر.. هم جماعة البترول والمليارديرات.. واحنا اللي ياللي عايشين... لا أريد أن أستعملَ كلمات بذيئة". يتابع بحنق: "تخيلوا الشعب الجزائري اللي مات من أجل حريته... وصلنا لمرحلةٍ خطيرة في تاريخ الجزائر المعاصر، قال (يقصد أمين جبهة التحرير الوطني) لنا وقت انتخاب بوتفليقة في العهدة الرابعة بعد عشرين يوم ييجي يمشي لكم.. هذا الرجل كذاب، لم نسمع منه قط تفكير". واعتبر مهدي أنه بإعلان جبهة التحرير الوطني ترشحَ بوتفليقة فإنهم "يريدون الإبقاء على هيمنة جماعة اغتصبت هذا الشعب الجزائري، اغتصبت الكرامة والتاريخ والتراب الجزائري". /
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين