بصفحات بيضاء فارغة تماماً، إلا من مانشيت الاسم وصورة الراحل جبران تويني أعلاه، خرجت صحيفة "النهار" اللبنانية لقرائها في عددها الصادر الخميس 11 أكتوبر، كما اكتسح اللون الأبيض موقع النهار الإلكتروني وحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
اعتقد البعض أنها حركة احتجاج على وضع الصحافة الورقية في لبنان التي تُصارع من أجل البقاء، بينما رأى البعض الآخر في هذه "الحركة البيضاء" احتجاجاً على الأوضاع السياسية والاقتصادية التعيسة التي يشهدها لبنان.
ولوضع حدٍ لكل تلك التخمينات، عقدت نايلة تويني، رئيسة مجلس إدارة الصحيفة الأعرق في لبنان، مؤتمراً صحفياً، ظهر الخميس، لتقول إن "الشعب تعب مما يشهده لبنان" من أوضاع سياسية واقتصادية، ومن تجاهل حكومته وتعبت "النهار" من كتابة "الحجج الفارغة" بحسب وصفها، مُعتبرةً أن الأوراق الفارغة هي لحظة تعبير مختلفة عن شعور المؤسسة اليوم بعد "تعطل لغة الكلام".
وقالت تويني إن:"بياض صفحات النهار سلاحنا اليوم وواجب القلم نقل نبض الشعب"، مضيفةً: "صرختنا هي لنقول إنّ الوضع لم يعد يُحتَمل، وصفحات "النهار" هي صفحات الشعب، وهدفنا دعوة المسؤولين إلى صرخة ضمير"، مُطلقةً شعار: "نهار أبيض بوجه الظلمة".
بإزاء التفاعل "القوي" الذي شهدته تلك الأوراق الفارغة لصحيفة "النهار" منذ ساعات الصباح الأولى، قالت تويني: "التفاعل الذي لمسته اليوم أكبر دليل على أهمية دور الصحافة".
وفي هذا السياق نفت أن تكون "النهار" قصدت التمهيد لنهاية صدور نسختها الورقية، موضحةً "ما يُحكى عن أنّ النهار ستُقفل هو غير صحيح، فنحن مستمرّون ورقياً وإلكترونياً برغم ما يمرّ به البلد من أزمات"، مستطردةً: "الأزمة ليست أزمة صحافة فحسب، هناك أزمة كبيرة في البلد ولا بدّ من التحرّك لإنقاذ لبنان".
ولفتت تويني إلى أن الأقلام ستعود للكتابة من جديد فور انتهاء المؤتمر، داعيةً الشعب اللبناني لكتابة "أوجاعه" على الصفحات الفارغة التي جاءت في عدد اليوم "كرمال بلدنا اللي كلنا منحبه"، بحسب قولها.
يذكر أن هذه "الصرخة البيضاء" ليست الأولى في لبنان، إذ سبق أن أصدر الإعلامي الراحل رياض شرارة والشاعر اللبناني وديع سعادة، خلال الحرب الأهلية، كتاباً مشتركاً "أبيض" كله، دلالة على سقوط الكلمة في وجه القتل اليومي والموت المجاني.
قالت نايلة تويني إن "الشعب تعب مما يشهده لبنان" من أوضاع سياسية واقتصادية، ومن تجاهل حكومته، وتعبت "النهار" من كتابة "الحجج الفارغة" مُعتبرة أن الأوراق الفارغة هي لحظة تعبير مختلفة عن شعور المؤسسة اليوم بعد "تعطل لغة الكلام".
أكدت نايلة تويني أن الأقلام ستعود للكتابة من جديد فور انتهاء المؤتمر، داعيةً الشعب اللبناني لكتابة "أوجاعه" على الصفحات الفارغة التي جاءت في عدد اليوم "كرمال بلدنا اللي كلنا منحبه"، بحسب قولها.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...