تابع ملايين الأمريكيين جلسة استماع عاصفة في مجلس الشيوخ أدلت خلالها الأستاذة الجامعية كريستين بلاسي فورد بشهادة اتهمت خلالها القاضي بريت كافانو، الذي رشحه الرئيس دونالد ترامب لعضوية المحكمة العليا، بالاعتداء عليها جنسياً قبل 35 عاماً.
أخبرت فورد اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ أنها "متأكدة بنسبة 100٪" من أن كافانو قد اعتدى عليها جنسياً عندما كانا مراهقين، بينما دفع الأخير في شهادته بأنه "بريء" وأن ما يواجهه وراءه "أغراض سياسية".
وبين مصدق لرواية السيدة وبين داعم للقاضي، انقسم الأمريكيون حول شهادة الاثنين، في وقت تشهد البلاد انتفاضة نسائية ضد الاعتداءات الجنسية، بالتزامن مع استقطاب سياسي تتصاعد وتيرته كلما اقترب موعد الانتخابات النصفية المُقررة في 6 نوفمبر المقبل.
ترامب يشاهد من الطائرة... ماذا قالت فورد في شهادتها؟
"الصبي الذي اعتدى عليّ يمكن أن يصبح ذات يوم عضواً في المحكمة العليا... اعتداء بريت غيّر حياتي بشكل جذري. لفترة طويلة جداً، كنت خائفة للغاية وأخجل من إخبار أي شخص بهذه التفاصيل... لقد أقنعت نفسي أن بريت لم يغتصبني، يجب أن أمضي فقط وأتظاهر بأن ذلك لم يحدث"، حكت فورد في شهادتها أمام مجلس الشيوخ.
في شهادتها، تذكرت فورد صيف عام 1982، حين كانت في الخامسة عشرة من عمرها وتقضي معظم أوقاتها في نادي كولومبيا الريفي في ولاية ماريلاند حيث تمارس السباحة والغوص.
حينها دُعيت، والكلام لفورد، إلى حفل مسائي كان الناس يشربون فيه الجعة (البيرة) في غرفة صغيرة في الطابق الأول من المنزل، شربت هي كأساً واحداً في حين بدا أن كافانو كان في حالة سكر واضحة.
وخلال ذلك، حاولت دخول دورة المياه في الطابق الثاني، وبعد وصولها أعلى درج السلالم، كما تخبر فورد "تم دفعي من الخلف إلى غرفة نوم. لم أستطع رؤية من دفعني. دخل بريت و(آخرون) إلى غرفة النوم وأغلقوا الباب خلفهم".
وتتابع قصتها "كان هناك صوت موسيقى في غرفة النوم، تم تحويله ليصبح أعلى... تم دفعي إلى السرير، وبريت (كافانو) يعتليني. بدأ يضع يديه على جسدي ويتفقده بقوة. صرخت، على أمل أن يسمعني أحد ما في الطابق السفلي، وحاولت الابتعاد عنه، لكن وزنه كان ثقيلاً، كان وقتها عصبياً لأنه كان مخموراً جداً، ولأنني كنت أرتدي ثوباً من قطعة واحدة تحت ثيابي اعتقدت أنه سوف يغتصبني".
أخبرت فورد اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ أنها "متأكدة بنسبة 100٪" من أن كافانو قد اعتدى عليها جنسياً عندما كانا مراهقين، بينما دفع الأخير في شهادته بأنه "بريء" وأن ما يواجهه وراءه "أغراض سياسية"
بين التصويت والتأجيل والانسحاب... ينتظر قرار ترامب ترشيح كافانو 3 سيناريوهات بعد جلسة الاستماع والاتهامات الموجهة إليه
وأضافت "حاولت الصراخ من أجل المساعدة. عندما فعلت ذلك، وضع بريت يده على فمي لمنعي من الصراخ. هذا هو ما أرعبني أكثر من غيره، وكان له تأثير دائم على حياتي. كان من الصعب علي التنفس، وكنت أعتقد أنه سيقتلني عن طريق الخطأ".
تقول فورد إنها حاولت النظر في عيني كافانو حينما كان يعتدي عليها لاعتقادها أنه ربما يتوقف، لم يفعل إلا أنها في نهاية الأمر تمكنت من الفرار.
وكيف رد كافانو؟
"ليس أنا من فعلت ذلك، أنا بريء من هذه التهمة، أنا لا أشكك في أن فورد ربما تعرضت لاعتداء جنسي من قبل شخص ما في مكان ما في وقت ما. لكني لم أفعل هذا أبداً لها أو لأي شخص"، هكذا رد القاضي كافانو في شهادته الموازية.
واعتبر كافانو أن ما يتعرض له من اتهامات عبارة عن "زوبعة" يشارك فيها الحزب الديمقراطي، مشدداً على أن ذلك لن يثنيه عن مواصلة عملية الترشح لعضوية المحكمة العليا، وقال "أنا ممتن جداً للرئيس ترامب لترشيحي لي. كان لطيفاً للغاية معي ومع عائلتي. أشكره على دعمه الثابت".
ودعا كافانو إلى عدم أخذ "الادعاءات المزيفة على محمل الجد"، مُضيفاً "أطلب منكم أن تحكموا عليّ بالمعيار الذي تودون تطبيقه على والديكم أو زوجاتكم أو أخوتهم أو أبنائكم".
وبالتزامن مع ذلك، استمع ترامب لشهادتي فورد وكافانو من خلال شاشة تلفزيونية على متن طائرته الرئاسية العائدة من نيويورك إلى واشنطن في رحلة قصيرة.
وعبر حسابه على تويتر، قال ترامب إن شهادة كافانو كانت "صادقة وقوية"، ودعا مجلس الشيوخ للتصويت على ترشيحه لعضوية المحكمة العليا.
سيناريوهات مصير عضوية كافانو
ينتظر قرار ترامب ترشيح كافانو 3 سيناريوهات، حيث من المتوقع أن تصبح اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ مسرحاً درامياً جديداً عند الفصل في اختيار القاضي الملاحق بالاتهامات، ليس فقط من السيدة فورد، ولكن من نساء أخريات أيضاً.
وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إنه إما أن تجري اللجنة، التي تتألف حالياً من 11 عضواً جمهورياً و10 ديمقراطيين، تصويتاً قبل إجراء التصويت لكامل أعضاء مجلس الشيوخ. وحتى إذا وافقت اللجنة بشكل محدود على ترشح كافانو، فليس من الواضح ما إذا كان لديه ما يكفي من الأصوات ليتم تأكيدها من قبل مجلس الشيوخ.
تأجيل لجنة مجلس الشيوخ التصويت قد يكون السيناريو الثاني، لا سيما إذا اعتقد الجمهوريون أن تمسكهم بالرجل قد يأتي بنتائج عكسية، حيث من المرجح أن يتم تجميد ذلك.
أما الخيار الثالث، فهو أن يسحب ترامب ترشيحه لكافانوه.
انقسام على تويتر.. والأمريكيون يتذكرون شهادة أنيتا هيل
قبيل شهادة فورد وكافانو ظهرت وسوم داعمة للاثنين على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بالتوازي مع حشود أمام مجلس الشيوخ في واشنطن.
كثير من الأمريكيين أعربوا عن دعمهم وإيمانهم بصدق السيدة عبر هاشتاغ #BelieveWomen مشيدين بشجاعتها، بينهم مؤسسة حركة "Me Too" تارانا بيرك التي كتبت "الاستماع إلى هزة صوت هذه المرأة أثناء حديثها في هذه اللحظة ... قلبي".
في حين أظهر آخرون دعمهم كافانو عبر وسم #BackBrett للمطالبة بتأكيد عضويته في المحكمة العليا. وذكروا أن فورد لديها ذاكرة مُتقطعة وفشلت في إثبات أن كافانو كان الشخص الذي اعتدى عليها.
من جهتها، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن اتهامات فورد لكافانو استدعت ذكريات لا يمكن تجنبها وقت تأكيد الموافقة على عضوية القاضي كلارنس توماس في المحكمة عام 1991.
آنذاك، أدلت أنيتا هيل، التي كانت في الثالثة والثلاثين من عمرها، بشهادتها أمام اللجنة نفسها في مجلس الشيوخ في 11 أكتوبر 1991. وتحدثت هيل بلهجة هادئة عن تفاصيل اتهامها بالتحرش الجنسي للقاضي توماس، الذي أشرف على عملها في وزارة التعليم ولجنة تكافؤ فرص العمل.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين