أبرمت السعودية صفقة لاستثمار أكثر من مليار دولار في شركة Lucid Motors الأمريكية للسيارات الكهربائية، التي من المرجح أن تصبح منافسة مُحتملة لشركة "تسلا". وقالت Lucid، التي تخطط لسيارة كهربائية جديدة عالية الأداء، إن استثمار صندوق الثروة السيادي السعودي سيتيح لها إنهاء عمليات تطوير سيارتها الأولى (Lucid Air)، إضافة إلى بناء مصنع في بولاية أريزونا، والبدء ببيع السيارة عام 2020. وتأتي الصفقة بعد 6 أسابيع من اتفاقية مماثلة أنهاها الصندوق، الذي يخضع لإشراف ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان،  مع الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، "إيلون ماسك". وبموجب هذه الاتفاقية تمتلك الرياض نحو 5% من أسهم الشركة. 250 مليار دولار هي أصول صندوق الثروة الذي يعد واحدًا من أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، وله حصص أيضًا في شركة "أوبر"، وفي شركات التكنولوجيا والطاقة البديلة والبنية التحتية، ضمن خطط المملكة لتنويع مصادر اقتصادها بعيدًا عن النفط.

ما هي Lucid Motors؟

قبل 10 سنوات، ظهرت شركة Lucid الناشئة، بعدما كانت معروفة باسم Atieva، إذ ركزت وقت إطلاقها في 2007 على تطوير تكنولوجيا بطاريات السيارات الكهربائية، قبل أن تغير اسمها وتتحول إلى إنتاج السيارات الكهربائية في العام 2016. ويبلغ عدد العاملين فيها نحو 300، بعضهم عمل سابقاً في شركات سيارات أخرى، منها مازدا وتسلا. وتأمل Lucid في توظيف نحو 2000 عامل بحلول 2022. وتخطط لإنتاج من 20 إلى 130 ألف سيارة سنويًا.

الاتفاقية ستساعد "لوسيد" على إنهاء طرازها Lucid Air وبناء مصنع ضخم تكلفته 700 مليون دولار

مُتحدث باسم الصندوق السيادي السعودي: "الصندوق يكتسب نموًا كبيرًا نتيجة استثماراته في سوق السيارات الكهربائية

وفي 29 نوفمبر 2016، أعلن مسؤولوها اعتزامهم إنشاء مصنع يكلف 700 مليون دولار في مدينة كازا جراندي بأريزونا، التي كانت مرشحة لاستضافة مصنع ضخم لشركة تسلا. وسبق أن وقعت "لوسيد" صفقة مع شركة سامسونج لتزويدها ببطاريات "ليثيوم أيون".

ماذا تعني صفقة صندوق الثروة السعودي؟

بعدما كشفت الشركة عن سيارتها (Lucid Air) في معرض لوس أنجلوس للسيارات في العام 2016، سارت الأمور ببطء ريثما تسنى لها جمع الأموال اللازمة لإنتاج السيارة. وأفادت "لوسيد" أن سيارتها الأولى ستُباع بـ 60 ألف دولار، على أن يتم شحنها في العام 2019، مُبشرة عملاءها بأداء مثير للإعجاب. وترددت شائعات بأن شركة "فورد" كانت مُهتمة بشراء الشركة في الصيف الماضي، ولم يتم التوصل إلى اتفاق. وإلى جانب الانتقال إلى مقر جديد في ديسمبر، ظلت الشركة صامتة خلال العام الماضي، بحسب موقع "The Verge". لذلك يعتبر استثمار الصندوق السعودي بمثابة فوز كبير للشركة. وبموجب الاتفاقية، ستستخدم "لوسيد" التمويل لإكمال التطوير الهندسي واختبار سيارتها الفاخرة Lucid Air. بجانب بناء مصنعها في أريزونا، ما يعني بدء طرحها تجاريًا ضمن إستراتيجيتها للبيع بالتجزئة، بدءًا من أمريكا الشمالية. وقال بيتر رولينسون، كبير مسؤولي التقنية في لوسيد (والمسؤول التنفيذي السابق في تسلا)، في بيان: "إن تقارب التقنيات الجديدة يعيد تشكيل السيارة، لكن الفوائد لم تتحقق بعد... في Lucid، سنبرهن على الإمكانات الكاملة للمركبة الكهربائية من أجل دفع الصناعة إلى الأمام". ونقل موقع "The Verge" عن مُتحدث باسم صندوق الثروة السعودي: "من خلال الاستثمار في سوق السيارات الكهربائية التي تشهد توسعًا سريعًا، يكتسب الصندوق نموًا كبيرًا في فرص النمو على المدى الطويل، ويدعم الابتكار والتطوير التكنولوجيين ويدفع بالإيرادات وتنويع المصادر في السعودية".