على رصيف محطة قطار في العراق، تتقاطع مسارات "سارة" و"سلام"، لا يعرف أحدهما الآخر لكن "عملية انتحارية" تعتزم الفتاة القيام بها تعيد للشاب الصعلوك شعوره بالحياة وسط عالم من الفوضى، ولسارة "وعدها" الذي تمنته في ليلة عيد.
"الرحلة" فيلم للمخرج الهولندي من أصل عراقي، محمد الدراجي، اختارته بغداد لتمثيلها في قائمة ترشيحات جوائز مهرجان الأوسكار في منافسات فئة الأفلام الأجنبية، التي سُتعلن في الحفل الـ91 للأكاديمية في 24 فبراير 2019.
وهو أول فيلم يتم عرضه وتسويقه في العراق منذ 27 عامًا، فيما يأتي تقديمه للأوسكار كمحاولة تاسعة للعراق منذ العام 2005، لكنه لم يحصل على ترشيح في المحاولات السابقة.
صُدفة "سارة" على وشك "الانفجار"
قبيل استعداد العالم لاستقبال عيد رأس السنة الجديدة، دارت أحداث الفيلم في محطة قطار بغداد في 30 ديسمبر 2006، في الوقت الذي كانت تعيش فيه البلاد أجواءً طائفية وعمليات إرهابية. كانت المحطة مُزدحمة بالمسافرين ورجال الشرطة ومشاة المارينز الأمريكيين، عندما وُجد فيها بطلا الفيلم سارة (زهراء الغندور) وسلام (أمير جبرا)"في حين حاولت العديد من الأعمال الدرامية في السنوات الأخيرة أن تفهم عقلية الانتحاري، فإن المخرج يأتي بمقاربة مختلفة يمكن الوصول إليها عاطفيًا عن طريق إحاطة المهمة الانتحارية بمجموعة من البشر في محطة القطار، وهي مناورة تذكرنا بما يجري في الحياة الواقعية"سارة في طريقها للقيام بعملية انتحارية تزامنًا مع قرب وصول قطار السفيرين الأمريكي والفرنسي القادمين من البصرة، ولدى محاولاتها الاختباء وسط الركاب تتراجع مع ملاحظتها لأوضاعهم وتذكرها ما وصل إليه حال بلادها من فوضى منذ الغزو الأمريكي للعراق. "في حين حاولت العديد من الأعمال الدرامية في السنوات الأخيرة أن تفهم عقلية الانتحاري، فإن المخرج يأتي بمقاربة مختلفة يمكن الوصول إليها عاطفيًا عن طريق إحاطة المهمة الانتحارية بمجموعة من البشر في محطة القطار، وهي مناورة تذكرنا بما يجري في الحياة الواقعية"، يقول دينيس هارفي من موقع "فارايتي" الأمريكي. في حين قالت الناقدة السينمائية ديبورا يونج، في مراجعتها للفيلم على موقع "ذا هوليوود": "قصة فتاة انتحارية تجوب محطة بغداد التي تعبّر عن شخصيات رمزية في البلاد. جزء من فيلم مثير للإعجاب". وتم تصوير الفيلم في بغداد بين عامي 2015 و2016، أي في فترة نشاط تنظيم داعش الذي كان على مشارف العاصمة. وفي وقت سابق، قال المخرج محمد الدراجي لموقع "الحرة" إن قصته مستوحاة من واقعة حقيقية حدثت في محافظة ديالي شمال بغداد. وعالميًا، عُرض "الرحلة" للمرة الأولى في قسم السينما العالمية المعاصرة في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، العام الماضي.
"لماذا أتيت بي هذا المكان... هل هذا وعدك لي؟"
فجأة، انتبهت "سارة" إلى الناس من حولها، حينما كانت تفكر في كيفية التسلل داخل القطار. ومع توالي الأحداث تلتقي "سلام" الذي يحاول ثنيها عن خيار الموت وعواقب ما قد يحدث حال فجّرت نفسها. وعندما حل المساء، صعد سلام وسارة لقمة مبنى ليشاهدا معًا بغداد الصاخبة مع انطلاق الألعاب النارية احتفالاً برأس السنة. وحينذاك تنظر سارة إلى السماء، وتتساءل وهي تبكي: "هل هذا وعدك لي؟ لماذا أتيت بي إلى هذا المكان؟" وشاركت في إنتاج "الرحلة"، الذي عُرض في بغداد مطلع مارس الماضي، مؤسسات مُهتمة بصناعة السينما في العراق وبريطانيا وفرنسا وهولندا وقطر. ويعد ثالث فيلم تختاره اللجنة الثقافية بوزارة الثقافة العراقية لتمثيلها في سباق الأوسكار، بعد تقديم "أحلام" في 2007، و"ابن بابل" في 2010، لكنهما لم يصلا إلى قائمة ترشيحات المهرجان. وسبق أن حاز مخرج العمل العديد من الجوائز، إذ فاز فيلمه "ابن بابل" بجائزة أفضل سيناريو في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لعام 2009، وجائزة منظمة العفو الدولية في برلين، وجائزة روتردام في مهرجان روتردام السينمائي.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.